حكايات هدى شعراوي 1: حكاية «سلطان باشا» مع بلاص العسل والتاجر النصاب!!
هدى شعراوي ومنزل العائلة بالمنيا |
تصنف هدى شعراوي رائدة الحركة النسائية في مصر كونها من أوائل السيدات اللائي نادت بتحرير وتعليم المرأة فضلاً عن دورها الوطني البارز في ثورة ١٩١٩ وتشجيع المرأة للمشاركة في الحركة الوطنية المصرية .
ولدت " نور الهدى محمد سلطان" المعروفه بـ "هدى هانم شعراوى"، في مدينة المنيا في 23 يونيو 1879، وهي إبنة محمد سلطان باشا والذي تولى رئاسة مجلس شوري النواب، المتوفي في 14 أغسطس 1884م بمدينة "جراتس" بالنمسا.
تكشف «ويكي منيا» في سلسلة ستقدمها على حلقات متتالية بعنوان "حكايات هدى شعراوي"، وذلك بمناسبة شهر ميلادها، أبرز المواقف الحياتية لإحدى رموز محافظة المنيا وأبنائها، وأسرار ونوادر حياتها التي كشفتها في مذكراتها التي حملت عنوان «مذكرات هدى شعراوي»، ولعل الحديث عن حياتها الخاصة وأصول عائلتها المنحدرة من شبه الجزيرة العربية وعلاقتها بوالدها واشقائها وجدها وزوجة ابيها مليئا بالعديد من الأسرار والحكايات والنوادر التي آثرت مدونة ويكي منيا تقديمها لقرائها الأعزاء خاصة المهتمين بحياة هدى هانم شعراوي رائدة الحركة النسوية أو حتى البحث في تاريخ الرموز بشكل عام.
المناضلة المنياوية |
تحدثت هدى شعراوي في بداية مذكراتها عن أصول عائلة سلطان باشا كونه "عميد الجيل الخامس من عائلته في مصر" وهو ما يعني أن لعائلة سلطان وولده محمد سلطان باشا أصولاً ممتده من ناحية الأب وكذلك الأم.
تقول نور الهدى محمد الشهيرة ب«هدى شعراوي» : ( سمعت من بعض اقاربنا نقلاً عن آبائهم وأجدادهم أن والدي من اصل عربي، وقد إستوطن أجداده أرض الحجاز وهاجر نفر منهم إلي مصر قبل عهد علي باشا ، اتخذوها موطناً لهم وتزوجوا من مصريات).
تضيف هدى هانم قائله: " وعلى ما قيل لي كان جدي الحاج سلطان عميد الجيل الخامس من عائلته في مصر ، وكان مولعا بالزراعة وخاصة زراعة القصب واستخراج العسل الأسود"
عرف عن سلطان باشا دماثة الخلق والكرم الشديد حتى اعتقد الناس ومن حوله أنه ولي من أولياء الله بل أن بركته كانت تحل على كل من حوله من شده تقواه وبره ومساعدته للناس لدرجة تعرضه لما يشبه بعمليات النصب، وفي ذلك تحكي شعراوي موقفاً عن جدها يبرهن على شده حبه لمعاونة الناس فكان يعامل فيهم الله قبل اي شئ ، فتحكي عن سلطان باشا أنه في إحدى المرات جاءه ذات مره رجل قد باعه "تقاوي قصب" وكان قد قبض ثمنها، وعاوده هذا التاجر مره أخرى ليطالب بثمنها مجدداً، فأمر جدي بصرف ثمنها له،وحاول كاتب الدائرة أن يلفت نظر جدي إلى أن هذا التاجر قد حصل على ثمنها من قبل وليس له أي شئ ، فأجابه جدي: أعطه هذا الثمن فإنه لم يستلمه!! تعجب الكاتب مما قاله جدي وقام ب منح التاجر ثمن التقاوي ثانية.
تقاوي قصب |
وتكمل هدى شعراوي عن موقف جدها مستطرده: بعد مده عاد التاجر نفسه مره ثالثه ليطالب بثمن التقاوي ، فثار الكاتب وقال لجدي إنه سبق وأخذ ثمنها مرتين ، لكن جدي تناسى ذلك وقال للكاتب: أنا لا اتذكره فأعطه نقوده!
وتضيف: لما هم الكاتب أن يثبت لجدي أن المبلغ قد دفع مرتين وأمسك بدفاتر الحسابات، مد جدي يده إلي الدفتر واغلقه وأصر على منح التاجر ما أراد ، وبعدما انصرف التاجر قال جدي للكاتب : ألا تستطيع أن تفهم الرجل ربما كان في ضائقة مالية وأن مطالبته هذه هي طلب مستتر للمعونة .
واختتمت رائدة الحركة النسوية قولها عن هذا الموقف أن جدها الحاج سلطان نبه مشددا على كاتب الحسابات بألا يعد له في مثل هذه الحالات مطلقا بالالحاح قائلا له: "في مثل هذه الحالات لا تعد مطلقا إلى الإلحاح في تنبيهي، لأنني أعرف جيدا ما لي وما علي"
وتذكر هدى موقفاً نبيلا آخر لجدها بأن عاملاً قد غافل أحد المسؤولين وخرج ومعه «بلاص عسل»، وبينما وهو خارج به من الدوار، وقد ركب حمارا ،رأى العامل جدي على خلاف عادته جالساً أمام الدوار فأصابه الارتباك واسقط في يد الخادم واضطرب؛ لأنه كان يريد الترجل لتحية جدي، وأدرك جدي ما في سريرة الخادم، فأسرع إليه وأمسك طرف عباءته وهو راكب وغطى به البلاص وقال له: إذا لم يكن هذا الذي أمرت لك به كافياً لعيالك ،فتعال إلي غداً لأمر لك بواحد آخر.
وعللت شعراوي قائلة: " وكان هذا الموقف رفقاً بإحساس الرجل حتى لا يشيع بين العمال والخدم أنه سارق، وتصبح هذه العادة سبه في جبينه".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا على دعمكم المستمر