"ناريمان صادق" أخر ملكات مصر.. والأصل منياوي ..حلقة 1 الأصل والنشأة
بحلول الذكرى السابعة والستين لثورة الثالث والعشرين من يوليو هذا العام،
فكرت بالبحث في دفاتر زيارات الرئيس جمال عبد الناصر لمدينتي الجميلة والعريقة
المنيا ووجدتها كثيرة ومثيرة، إلا أنني تلقيت رسائل وتعليقات عديدة من قرائنا
الأعزاء تطالبني بالبحث عن زيارات الملك فاروق للمنيا وأسرارها التي لا يعلمها
الكثير، خاصة وأن للمنيا إرتباط خاص بحياة الملك فاروق منذ طفولته،وحتى وصوله لعرش
مصر نهاية برحيله للمنفى، فمن شاركته لحظاته الأخيرة ورحلت معه إلي منفاه، بل كانت
الوحيدة التي أنجب منها ولي العهد تحمل أصولًا منياوية إنها الجميله ذات الروح
المرحة ..آخر ملكات مصر الملكة ناريمان حسين فهمي صادق .
لم يكن وصفي للملكة ناريمان بالجميلة ذات الروح المرحه من باب المبالغة أو
المجاملة، بل كانت كذلك إسمًا وصفه،إذ يعني إسم ناريمان باللغة التركية - والتي
تأثر بها والدها- بمعنى "جميله رائعة من روح مرحه" ، وكانت تحمل تلك
الصفات منذ صغرها.
"أصل
العائلة"
ينشأ أصل الملكة ناريمان من جذور أصيلة وعريقة، تبدأ من الجد الأكبر محمد
صادق باشا،ثم الجد الأول على صادق بك،
ووالدها هو حسين فهمي باشا، نائب وزير المواصلات في عهد الملك فاروق، ووالدتها
أصيلة هانم محمود إبنة كامل بك محمود أحد أكبر أعيان المنيا في ذلك الوقت، ولها
مجموعة عموم ذات شأن وصيت كما توضحه ذلك شجرة العائلة التي تنتهي بالملكة ناريمان.
ويتحدث الصحفي الكبير الراحل إبراهيم دسوقي أباظة باشا، في إحدى مقالاته
والذي حمل عنوان (والدا جلالة الملكة مثالان للفضيلة والكرامة والأدب الرفيع)،عن
أصل عائلة الملكة ناريمان، وذكر في إحدى فقراته الأولى "وجدت في حسين الذي
كان في المرحلة الإبتدائية حينها، خصالًا لم أجدها في غيره، ذكاء عجيب، أدب جم،
إجتهاد في الدرس والتحصيل،مضيفًا "كنت في هذه الأثناء أكتب في جرائد الحزب
الوطني وأهتم بالأدب العربي،فسرت إليه العدوى لأنه كان يصر أن يطلق على نفسه
تلميذي".
ويكمل الصحفي الراحل عن حسين فهمي صادق قائلًا: أخذ يهتم بالشؤون العامة،
وتعلم الشعر والأدب والخطابة في المرحلة الإبتدائية، وفي كلية "المهندس خانة"
تخرج من النابغين وتم إرساله في بعثة إلي إنجلترا فكان أول البعثة، ثم عمل في "مصلحة
المواني والمنائر" وقد أتقن عمله لدرجة يضرب بها المثل، وكان يطلب للعمل
بمصالح أخرى لكفاءته فيتمسك به رئيس مصلحة المواني الإنجليزي، على الرغم من تعمده
عدم ترقيته.
"الأم والزوجة
الصالحة"
ونقل دسوقي باشا حديثه حول السيدة أصيلة هانم محمود والدة الملكه ناريمان،
ومن أبناء أكبر عائلات المنيا قائلًا: "لقد وفق الله حسين في إختيار حرمه من
بيت مجد كريم، فكانت أصيلة هانم المثل الأعلى للزوجة الصالحة، فكانت تخفف عنه
متاعب الحياة بكرم أخلاقها وكمالها وسمو خصالها، وتفانيها في توفير أسباب الراحة
لينعم بحياة منزلية، وكانت تشارك حسين في تربية كريمتهما، تسهر عليها وتضفي عليها
من عنايتها، الأمر الذي جعل الصغيرة مثالًأ للأدب العالي والرقة والفضيلة".
"نشأة الملكة الصغيرة"
على الرغم من أن محل ميلاد الملكه ناريمان كان القاهرة، حيث ولدت في محافظة
القاهرة بتاريخ 31إكتوبر1933، إلا أن أصولها المنياوية ظهرت عليها مبكرًا ،
نظرًا لأن والدتها أصيلة هانم محمود كانت سليلة أحد أكبر عائلات مدينة المنيا،
وكانت تلهو الصغيرة ناريمان في زيارتها لعروس الصعيد "القليله" داخل
حديقة قصر والدها بميدان الساعة.
يذكر موفق بيومي، أحد كبار مؤرخي محافظة المنيا، أن الملكة ناريمان صادق
كانت تحب اللهو كثيرًا في صغرها داخل قصر والدها حسين فهمي صادق بك،إذ كان يمتلك
قصرًا فخمًا في ميدان الساعة بالمنيا، به حديقه مهيبة كانت دائمًا ما تلهو بها، في
أثناء زيارات عائلة والدتها أصيلة هانم محمود.
كانت الفتاة مدللة إلي حد كبير، نظرًا لكونها الإبنة الوحيدة لحسين بك فهمي
وأصيلة هانم محمود، والتي أتت بعد 9 سنوات من الإجهاض المتكرر للأم، فما كان منهما
إلا أن يضعا مستقبلهما بداخلها، وعلى الرغم من عمل حسين بك نائبًا لوزير المواصلات في عهد
الملك فاروق الأول، وكانت الأم إبن كامل بك محمود أحد أكبر أعيان محافظة المنيا
وقتها، لكنهما لم ينشغلا قط عن تربية إبنتيهما، ولم يستطيعا تحمل فراقها ولو
للحظات، فلم يجعلوها تدرس في إحدى مدارس اللغات لبعدها عن المنزل، وقررا إدخالها
إحدى المدارس العامة التي كانت قريبة جدًا من الفيلا الخاصة بهم.
"التعليم
والوطنية"
كان الأب رغم منصبه الوظيفي يحرص
على المذاكرة بنفسه لصغيرته، وكانت تشاركه الأم أيضًا في متابعة دروس ناريمان
والحرص على جعلها من المتفوقات تربية وتعليمًا ووطنية أيضًا.
ظلت ناريمان تكمل تعليمها حتى المرحلة الثانوية، وكشف إحدى اللقاءات التليفزيونيه
عن حياة الملكة ناريمان، أنها تمنت عندما كانت طالبة في إجابتها على سؤال التعبير
أن تعيش لترى اليوم الذي يتم فيه جلاء أخر جندي إنجليزي عن مصر.
وبعد إنهاء المرحلة الثانوية ، بدأ
الخُطاب ينهالون طرقًا على باب الشابة ناريمان ، والتي لم تصل بعد للعام الثامن عشر من شدة جمالها ودماثة خلقها وثقافتها، وكانت
والدتها أصيلة هانم تريد أن تنعم بحياة هادئة سعيدة، وكذلك والدها، فتمت خطبتها
لأحد الشبان المرموقين تعليميًا وإجتماعيًا، إلا أن حيلة قد حدثت تسببت في إنهاء
تلك الخطبة، ليتحول مصيرها بالكامل هي وأهلها.. ترى من كان بطل تلك الحيلة؟ وماذا
حدث؟ وكيف كان رد الأبوين على قرار فسخ الخطبة؟ وكيف تحولت في أيام قليلة من فتاة
عادية إلي أخر ملكات مصر رغم رفض أبيها وخوف الأم ؟ ..هذا ما سنسرده لكم بالحلقة
القادمة ..تابعونا
رائع يا صديقى فى إنتظار الجزء الثانى
ردحذف❤❤❤❤
شكرا على دعمكم المستمر
ردحذف