"ناريمان صادق ..أخر ملكات مصر والأصل منياوي" حلقة 2.. "خاتم الشبكة" الذي
حولها من خطيبة المحامي لـ"عروس الملك"
توقفنا في الحلقة الأولى من سلسلة "ناريمان أخر ملكات مصر ..والأصل
منياوي" عندما بدأ الخُطاب يطرقون باب الشابة ذات السبعة عشرة عامًا، بعدما أنهت
تعليمها الثانوي، سنتعرف اليوم عن الحب والزواج في حياة الملكة ناريمان، وكيف ساهم
"الجواهرجي" في حقيقة زواجها بالملك
؟ وكيف شاهدها "فاروق"؟ وما هي
التحولات التي طرأت عليها؟ وعلى أسرتها؟ وكيف كان موقف خطيبها الأول من هذه الزيجة
المفاجئة؟ كل هذه الأسرار ستكتشفونها عبر قراءة هذه السطور.
"الخطبة لأشهر
شاب في مصر "
ذكي هاشم |
بدأ العديد من الخُطاب في التقدم لطلب ود الشابة ناريمان ذات السبعة عشرة
عامًا، فكان لا يزعج هدوء هذا المنزل إلا كثرة من يأتي راغبًا في الزواج بالشابة
الجميلة.
تقدم الدكتور ذكي هاشم والذي كان يُلقب بأشهر شاب في مصر حتى بعد فسخ خطبته
من ناريمان، فهو يعد أول شاب مصري يشغل منصب نائب بمجلس الدولة قبل ثورة 1952،
وأصبح أيضًا وزيرًا للسياحة في عهد الرئيس الراحل أنور السادات.
حاذ "هاشم" على إعجاب حسين فهمي صادق بك والد ناريمان، والذي رأى
فيه الشخص المناسب للزواج من ناريمان، علمًا وأدبًا وقيمة ، فتم تحديد موعد
الزواج، وذهبا الخطيبان معًا لإختيار "خاتم الزواج" ولم تكن تعلم
ناريمان أن هذا اليوم سيحولها من فتاة عادية إلي ملكة،بل أخر ملكه على عرش مصر.
قررا الذهاب معًا للجواهرجي أحمد نجيب باشا، الذي كان أشهر صائغ في مصر
لإمتلاكه أفخر وأندر المجوهرات،وأهله ذلك لأن يصبح الجواهرجي الخاص بالعائلة
الملكية، والذي كان مكلفًا من قٍبل الملك فاروق بالبحث عن عروس جديدة للزواج بها
بعد طلاق الملكة فريدة، وبعد أن شاهد أحمد نجيب باشا جمال ناريمان ورقتها تواصل
فورًا مع الملك فاروق ليخبره أنه أخيرًا وجد عروسته بنفس المواصفات التي يرغب
فيها.
منذ ذلك الحين تبدلت حياة ناريمان هي وأسرتها وخطيبها رأسًا على عقب،
وإختلفت روايات لقاء الملك بالفتاه وكذلك طريقة فسخ الخطبة من ذكي هاشم، هل تمت
بالتراضي؟أم أختطفها الملك منه؟ لا تزال الإجابة على هذا السؤال تحمل أقاويل كثيرة
بعضها منطقي وبعضها روايات مسموعة، حتى وأن ذكي هاشم الذي توفى في شهر يونيه عام
2014لم يدل بأية تصريحات حول علاقته بالملكه ناريمان، ومات وهو محتفظًا بحقيقة فسخ
خطوبته من الملكة الجديدة.
"شروط
ملكية"
وضع الملك فاروق عدة شروط للفتاة التي سيتزوجها، ومن ينطبق عليها هذه
الشروط ستكون ملكة مصر، كان الشرط الأول أن تكون مصرية الأصل والدم بما يعني لا
يكون لها أصول عربية آخرى، والشرط الثاني أن تكون الإبنه الوحيدة لوالديها، والشرط
الثالث أن تكون من الطبقة الوسطى وليس من الطبقة الأرستقراطية، وتكون شابة صغيرة
محافظة على صحتها النفسية والبدنية.
وكانت هذه الشروط جميعها تنطبق على ناريمان، فهي مصرية الأصل ، كانت وقتها
شابة لم تكمل عامها السابع عشر، وحيدة أبويها، من الطبقة الوسطى، ويبدو أن القدر
فعلًا كان يؤهلها أن تكون ملكة مصر.
"خطة أم مصادفة
"
أحمد نجيب باشا جواهرجي القصر |
كلمات يمكن أن تلخص أبرز الروايات حول فسخ خطبة زكي هاشم من ناريمان
وتزويجها بالملك فاروق، لتتحول من فتاة عادية لأخر ملكات مصر والتي ظلت على عرش البلاد حوالي 15 شهرًا،
فتشير بعض الروايات التي جاءت على لسان أحد أقارب أحمد نجيب باشا أن اللقاء تم بالصدفة، حيث أنه في أثناء ذهاب
ناريمان وخطيبها ذكي لإختيار شبكة الزفاف، تصادف وجود الملك فاروق داخل محل
المجوهرات الخاص بأحمد نجيب باشا، حيث أبلغه الأخير بوجود مجموعة من المقتنيات
التي طلبها الملك، وعادة ما يغلق باب المحل ويقف حراس الملك خارجه كي لا يدخل أحد
في وجود الملك فاروق، ولكن في هذا اليوم حدث شئ غريب، طبقًا لما ذًكر بالموقع
الرسمي للملك فاروق، حيث ذهب الحراس في مهام طلبها الملك بعد دخوله المحل بقليل،
حيث ذهب الحارس الأول لإحضار المشغولات الذهبية التي طلبها الملك من نجيب باشا ،
والثاني ذهب لإحضار عصير الليمون للملك، ولم يكن هناك أي حراس على باب المحل،
لتأتي ناريمان وخطيبها ويخرج لهما نجيب باشا مُسرعًا، ليعلم أنهما خطيبان يريدان
تشكيلة جديدة من خواتم الزفاف، وكان يراقب الملك فاروق الموقف من وراء ستار، فأعجب
حد الإندهاش من شدة جمال ناريمان، ليطلب من نجيب باشا الإستعلام عنها بعد رحيلهما
من المحل، حتى إتصل القصر الملكي بوالد الفتاه.
وتشير رواية أخرى أن الجواهرجي نفذ خطه لكي يرى الملك ناريمان، فأصطحب
ناريمان لغرفة الخزائن الكبيرة بالمحل، وأعطاها خاتم من الألماس،لكنه طلب منها أن
تخرج به مره آخرى للواجهه لكى ترى الخاتم بشكل واضح في الضوء، وفي هذا الوقت كان
الملك يطل عليها من نافذة مقابلة،فأعجب بها وطلب من نجيب باشا أن يتواصل مع
والدها.
ورد الملك فاروق عبر مذكراته التي إختص بها صحيفة The sun hairled"" الأسكتلندية،حول القصص المنتشرة حول طريقة زواجه بالملكه
ناريمان، وكان هذا الرد "بخط يده" حسبما أكدت الصحيفة.
ونقلت "المصري اليوم" ما كتبته الصحيفه حول زواجه بالملكه
ناريمان وأن كل ما خُطط له كان بعلم والدها، ولم يكن يعرف من قبل من هو ذكي هاشم
ولم يراه مرة واحدة في حياته.
وطبقًا للصحيفتين الإسكتلندية والمصرية فقد قال الملك فاروق نصًا (حضر لي
ذات يوم صائغ البلاط الملكي أحمد نجيب باشا، ومعه صورة لإحدى الفتيات، وقال لي قد
أكون مهتمًا بمقابلة حسين فهمي بك، الذي لم يكن من العائلة الملكية، كان موظفًا
متدين ومحترم، ثم آراني صورة ناريمان،فوجدت نفسي منجذبًا إليها، وأبلغته بأن يجمع
لي معلومات عنها، فقال نجيب: والدها يريد زواجها بمحامي يدعى ذكي هاشم،فهو يراه
مناسبًا لها؟.
يضيف الملك في مذكراته: " لم أسمع من قبل عن ذكي هاشم،وعندما إستعلمت
عنه وجدته شاب طموح في سني تقريبًا،لكنه كان يساري الفكر بشدة، فطلبت من نجيب
الإتصال بوالدها لتحديد موعد معه،فكان من الصعب عليّ طلب اللقاء بالفتاة، يجعلها
مُدركه بما أريد، وقد تصاب بالحزن والإكتئاب حال رفضي لها بعد ذلك".
وتابع فاروق – على عهدة الصحيفتين- :" بعد إتصال القصر بحسين فهمي
صادق، إتفقت معه على ترتيب لقاء بيني وبين أبنته في حضوره بمحل متجر أحمد نجيب
للمجوهرات، حيث يشتري والد ناريمان هدية لها، وسأكون هناك بالصدفة، وفي اليوم
المحدد لم تعلم ناريمان بشئ، أقبلت فرحة على متجر المجوهرات، وكانت تجمع بين
الحيوية والإتزان، وأكمل صوتها الصورة الجميلة التي رأيتها عليها، فأشرت برأسي
لنجيب بالموافقة، فبادر نجيب مقترحًا عليهما بالدخول إلي مقر الخزائن لوجود
مقتنيات فريدة، وهنا ظهرت علامات السعادة على وجه والدها حسين صادق".
وإختتم فاروق –طبقا لما ذكرته "المصري اليوم"- (كانت هذه حقيقة
لقائي بناريمان، لم يكن معنا ذكي هاشم بالمحل).
"ردة فعل عائلة
ناريمان على طلب الملك"
على الرغم مما ذكر بمذكرات الملك فاروق بالصحيفة الإسكتلندية والتي نقلتها
صحيفة "المصري اليوم" لم يكن حسين صادق راغبًا في إتمام هذه الزيجه،
أولًا لإلتزامه مع ذكي هاشم الذي كان خطيبًا لناريمان بإختياره، ثانيًا أشفقت
أصيلة هانم محمود والدة ناريمان على إبنتها من الزواج بالملك فاروق لعلمها بنزوات
الملك –كما كان يتردد- وحتى لا يتم طلاق ناريمان مثلما فعل الملك مع زوجته السابقة
الملكة فريدة والتي طلقها الملك عام 1948ووقتها كانت ناريمان تبلغ من العمر 15عام.
"أزمة
قلبية"
ظل حسين صادق باشا يفكر كيف يرفض طلب الملك؟ كان خائفًا على إبنته من مصير
مجهول؟ تشاور مع صديق له وهو دسوقي أباظه باشا، والذي إقترح عليه أن يهرب بأسرته
خارج مصر ،خشية ملاحقة أسرة الملك لهم بالضرر حال رفض طلب الزواج، وبالفعل بدء
يفكر صادق في الهروب، وغاب فتره من عمله، لكن لم يمهله القدر فقد توفي بنوبة قلبية
مفاجئة، إثر هذه الضغوط النفسية والعصبية التي عكرت صفو حياته، ليكون الملك فاروق
من أوائل الوفود الحاضرين للجنازة والعزاء، مع وفد وزاري رفيع المستوى، مما كان له
أثر كبير في تكوين رأي ناريمان حول الزواج بالملك.
ترى ماذا كان رأي الشابه ناريمان
في شخصية الملك فاروق؟ وكيف كان ردها على طلب الزواج؟
هذا ما سنذكره في الحلقة الثالثة من السلسلة ...فتابعونا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا على دعمكم المستمر