"ناريمان صادق ..أخر ملكات مصر والأصل منياوي" حلقة 3.. "فاروق" يهديها سيجاره الخاص داخل منزلها.. ويختفي ليعود بمفاجأة أخرى!! - ويكي منيا

ويكي منيا

مدونة أرشيفية خاصة بتقديم المواد الوثائقية الصحفية لكل شئ عن محافظة المنيا، شخصيات عامة ، أماكن ، تاريخ العائلات ، وغيره من المواد الوثائقية التي قد تهم القراء من محبي التاريخ والتوثيق خاصة من أبناء محافظة المنيا

اخر الأخبار

اخر الاخبار

اعلان

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون

الثلاثاء، 6 أغسطس 2019

"ناريمان صادق ..أخر ملكات مصر والأصل منياوي" حلقة 3.. "فاروق" يهديها سيجاره الخاص داخل منزلها.. ويختفي ليعود بمفاجأة أخرى!!







تواصل مدونة "ويكي منيا" عرض حلقات سلسلة حياة الملكة ناريمان حسين فهمي صادق آخر ملكات مصر ذات الأصول المنياوية العريقة، فبعد أن تسبب عرض الملك فاروق للزواج من الآنسة ناريمان، في إصابة والدها حسين فهمي بك بالأزمة القلبية التي أودت بحياته، فاجأ الملك فاروق الجميع بتقدمه مراسم تشييع الجنازة وحضوره مراسم العزاء وسط وفد رفيع المستوى، مما ساهم في تغيير وجهة نظر ناريمان حول الملك وبدأت تفكر في العرض.


"الإعجاب بالملك"



حملت ذات السبعة عشرة عامًا مشاعر من الإعجاب تجاه الملك فاروق، كانت دائمًا ما تحتفظ بصوره التي كانت تُظهر وسامة وهيبة فاروق، وكانت بطيبعة الحال مشاعر طبيعية فمن هي التي ترفض الزواج من ملك مصر والسودان، وربما ساهمت الظروف التي أحاطت بها وملابسات خطبتها من الدكتور ذكي هاشم من جعل لقائها بالملك يكون غريبًا وغير منطقي في حدوثه، حيث لعبت الصدف والقدر دورًا كبيرًا في ترتيب ذلك اللقاء، كما علمنا في الحلقة السابقة، كيف كانت تفاصيله وأحداثه ورواياته الغريبه؟.

وصل الأمر مع خطيبها السابق الدكتور ذكي هاشم إلي طباعة دعوات الزفاف، حيث تم طباعة 500دعوة لحضور حفل زفافهما، لكن طلب الملك لا يمكن أن يُرد، وهي كأي فتاه حالمة تريد أن تعيش في حياة القصور وكيف إذا كان هذا القصر سيجعلها ملكة على عرش مصر ، لحظات تاريخية لطالما حلمت ناريمان في صغرها أن تعيشها حتى ترى حلم جلاء الإنجليز الذي تمنته من قبل.

جرت الخواطر في عقل الشابة الجميلة وهي ترى نفسها في ذراع ملك مصر والسودان وتصعد على عرش مصر داخل القصر الملكي، وتحاصرها الكاميرات من كل جانب، فكانت مولعه بهذا الحلم وتحسب الساعات التي تقودها نحو الملكية، خاصة وأنها من عامة الشعب وليست من العائلة الملكية.

في هذه الأحيان كان يعمل الملك فاروق على خطف قلب ناريمان، فهي لم تكن تبدي ذلك الإعجاب إلا في مخيلتها، فكان يعزز من هذه المشاعر عبر حديثه معها عبر الهاتف الذي كان دائمًا ما يتسم بالعفوية والصدق المزخرف بالرجولة والأرستقراطية، حتى قالت الملكه ناريمان عن ذلك في إحدى اللقاءات التليفزيونية :" كثيرًا ما شعرت أنني أعرف فاروق منذ زمن، فكان حديثه معي له طريقه خاصة، كان يسمع ما أخبره كأني أقول له حكمة تعجبه، وكان دائمًا ما يحفزني على الإستمرار في الحديث معه، كان يجعلني أشعر كأنني أقول شيئًا بليغًا،حقًا إستطاع الملك بطريقته أن يفتتني به، حتى هيأته الجسدية كنت متيمة بكتفيه وذراعيه وجسدة القوي والكبير.





كانت ناريمان في مرحلة "المراهقة" وكانت من الطبيعي أن تقارن بين شخصية وهيئة فاروق وذكي هاشم، فكانت ترى دائمًا أنها منذ أن رأت الملك وتبادلا الحديث بعد ذلك، أن ذكي هاشم بالنسبة إليه من الناحية الرومانسية بمثابة مُدرس في مدرسة صغيره، فكانت غير مهتمه بمؤهلات ذكي العلمية الفذة كونه خريج وحاصل على الدكتوراه من جامعة "هارفرد"، لكنها كانت تحلم برجل ضخم البنية بعكس ذكي الذي كان أطول منها قليلًا إذ كان طول ناريمان حوالي خمسة أقدام، فكانت من الطبيعي أن تُفتن بجمال وهيئة وبنية الملك وشخصيته، خاصة في الصور التي كانت بحوزتها وهو بالزي العسكري حاملًا سيفه وقناع المحاربين، وكذلك صوره التي كانت باللحية، فكانت ترى وتعترف دائمًا برومانسية فاروق وحديثه أيضًا.





من جانبه قرر الملك فاروق أخيرًا الذهاب لمنزل المرحوم حسين بك فهمي لكي يعرض على ناريمان ووالدتها المنياوية أصيلة هانم الخطبة والزواج، وكانت تبلغ السابعة عشرة من عمرها، ذهبت ناريمان ووالدتها لإقتناء أجود أنواع الحلوى من "جروبي" وظلا قلقان لأن من يزورهما هو الملك وليس شخصًا آخر، قاموا بمساعدة من في المنزل لتزيينه بالورد والزينه، كما عملت ناريمان على تزيين نفسها بإرتداء ثوبًا جديدًا فاخرًا ليليق بالزيارة الملكية.

ودق الملك باب ناريمان، ليدخل قلبها مع منزلها الكائن في مصر الجديدة والمعروف بـ"فيلا العروبة"، وكان قد وصل الملك بسيارة "كاديلاك حمراء" وكان يرتدي بدله سوداء، مكث في المنزل لمدة 30دقيقه، وطلب من ناريمان أن تُعد له فنجانًا من القهوة.. يا له من إختبار صعب.. قهوة "ملكية".

وقبل نهاية الزيارة أهدى الملك سيجاره الخاص من نوع "هافانا" لناريمان، وكانت تريد أن تذهب به صبيحة اليوم التالي لمدرستها الثانوية، لكي تفخر بسيجار الملك وتذكاره الخاص، لكن أصيلة هانم والدتها منعتها من فعل ذلك.

وبعد أن أنهى الملك زيارته لمنزل ناريمان، تفاجأت الشابه بإختفائه وإنقطاع إتصاله بها لعدة أيام، مما تسبب في إرباك شديد لها كاد أن يفقدها ثقتها في نفسها، وإحساسها بحب فاروق لها.







كان الملك فاروق في هذه اللحظات، قد عقد العزم على الزواج من ناريمان، ولكن قبل إعلان نبأ هذه الزيجه، كان لابد أن تتحول الشابة الصغيره التي هي من عامة الشعب،إلي ملكة أرستقراطية، لابد أن تعد نفسها جيدًا لتنسى ما عرفته في الحياة لتكون جديرة بالجلوس على عرش مصر داخل أروقة القصر الملكي "قصر عابدين".

فقرر فاروق إعلام ناريمان بنبأ سفرها إلي أوروبا دون أن تعلن عن هويتها، ولا يعلم أحد عن سفرها شئ، وبالفعل إستقبلت ناريمان إتصالًا من القصر الملكي بعد غياب يكاد يحرق أعصابها،وطلب منها فاروق السفر بصحبة عمها لأوروبا قبل إعلان الخطوبة.


"الإعداد للملكية"


أبلغ الملك فاروق ناريمان أنه نفذ كل شئ بخصوص السفر،حتى أنه إستدعى عمها مصطفى صادق بك للقصر الملكي وإتفق معه على تفاصيل الرحلة كاملة، أدركت ناريمان حينها أنها لم تعد الطفلة المراهقة ذات السبعة عشرة عامًا، وأنها مقبلة على حياة مختلفة وذات شأن كبير.

سافرت زوجة الملك المستقبلية لإيطاليا،حيث تعلم فنون ومراسم "الإيتيكيت الملكي"، ولكن بجواز سفر إبنة عمها الآنسة سعاد صادق، حتى لا يعلم أحد أنها ناريمان التي سيتزوجها الملك، فيصل الأمر للصحافة ويكشف الأمر قبل ترتيبه، وطمأنها فاروق أنها ستكون"تحت عينه" وفي رعايته هناك أيضًا.



أقامت "ناريمان" في مقر السفارة المصرية في روما،حيث كان يلحق بالسفارة فيلا سابقة للعائلة الملكية الإيطالية هناك، وباتت الشابة في غرفة الملكة السابقة لإيطاليا، وكانت سعيدة جدًا لكل ما يحدث حولها.






"ليلى مارتيلي" هذا الإسم الذي ربما لم يختفي من مخيلة الملكة ناريمان، ربما حتى وفاتها،كونه إسم الكونتيسه التي أشرفت على تعليمها وإعدادها كافة المراسم والبروتوكولات الملكية بعناية وخبرة شديدين.

عملت الكونتيسه مارتيلي لتدريس قواعد التاريخ وقواعد السلوك العام، وآداب السلوك الملكي لناريمان، وكان من بين المعلمين لناريمان شخص كانت كل مهمته تعليمها التحدث وفهم لغة الجسد، وكذلك تنظيمه في كل شئ، بالإضافة لمدرسين في الموسيقى خاصة فن الأوبرا، ودبلوماسي مصري كان يعلمها البروتوكول الخاص بـ"قصر عابدين" لتكون جاهزة للملكية وكأنها ولدت داخل القصر الملكي.

إستطاعت ناريمان في تلك الفترة إتقان أربعة لغات (الإنجليزية – الفرنسية – الألمانية – الإيطالية)، وتعرضت الملكة المستقبلية لموقف محرج إذ كان يراقبها المواطنين الإنجليز عن كثب، حتى أن المدرس الذي كان يعلمها دروس الإنجليزية كان ينقل أخبارها، وكانت تعامله بإمتعاض لكرهها الشديد للإنجليز المحتلين لمصر في هذا التوقيت، كانت تتعمد إثبات وطنيتها أمامه، كانت شديدة الكره للإنجليز والروس وأصحاب النظام الشيوعي، كانت دائمًا تقول "أنه من العيب أن يتحدث المصريين الأثرياء بالعربية والفرنسية معًا".

على الرغم من إستعداداتها الملكية،إلا أنها كانت تعيش عمرها بطبيعة الحال، فقد إعتادت على ممارسة الرسم، ومشاهدة الأفلام، والتنزه وشراء الملابس والمجوهرات أيضًا، وكانت تبدي إهتمامًا كبيرًا بالعائلة الملكية البريطانية، فكانت تتصفح الجرائد والمجلات حول أي شئ عنهم.








تحدث الملك فاروق بنفسه عبر مذكراته التي نشرتها إحدى الصحف الملكية وقتها وتدعى "المصري" عن تجربة سفر ناريمان ذات السبعة عشرة عامًا خارج البلاد بعد فراق أبيها بأيام والآن تفارق والدتها التي لم تبتعد عنهما فقط من أجله.

وقال فاروق "كنت أشعر وأنا أودع ناريمان قبل سفرها لأوروبا، أنها تواجه إختبارًا عسيًرا، كنت أشفق على هذه الفتاة الصغيرة، وهي تعد نفسها لهذه المسؤلية الضخمة،مسؤلية ملكة مصر وسيدتها الأولى،وكنت في قرارة نفسي أعتقد أن عامًا واحدًا لا يكفي، كان عليها أن تتعلم أشياء كثيرة وتدرس كل شئ في فترة قصيرة، كنت أرسلت لسفيري في روما عبد العزيز بدر تعليمات قبيل سفر ناريمان،ألا يعاملها كملكة ولا كخطبية الملك، ولكن عاملها بأنها إبنة أختك، وبالفعل كان يرسل لي تقاريره عن ناريمان وهو يتحدث عن إبنة أخته، حسب التعليمات، وكنت أنتظر هذه التقارير دائمًا، وأدهشتني كثيرًا،كانت تقارير رائعة تقول أن ناريمان تتقدم يومًا بعد يوم، كان سفيري يثني عليها ثناء عجيبًا".

ويستكمل الملك في مذكراته :" بدأت أشك في هذه التقارير لم أصدق أن تلك الفتاة العادية التي رأيتها في مصر الضعيفة في اللغات،أصبحت كما يقول السفير، كانت أوصافه لتقدم ناريمان غير معقوله، هل من المعقول أن تتحول هذه الصغيرة لسيدة كاملة في هذا الوقت القصير؟،لم أصدق أنها أكملت هذه الدراسات الصعبة المعقدة فتعرف كيف تصبح ملكة وتتصرف كملكة وتتحدث كملكة في سبعة أشهر فقط!! وعادت ناريمان إلي مصر وإكتشفت أن تقارير سفيري لم يكن فيها أية مبالغة.






عادت ناريمان إلي مصر ليست كما غدت منها، وإنما عادت ملكة ينقصها التاج فقط، كل هذا في ستة أشهر، فكان من المقرر أن تبقي في أوروبا بصحبة عمها عام كامل، إلا أن الملك فاروق قرر عودتها بعد ستة أشهر فقط وكان يتابعها عن كثب هناك، عادت ليتزوجها الملك.


هكذا تم إعداد ناريمان تلك الشابة التي جاءت من عامة الشعب لتصبح ملكة متوجة على مصر بل أخر ملكة على عرشها، في الحلقة القادمة سنتطرق للحديث عن الخطوبة والزواج من الملك وملابساتهما، وفرحة ولي العهد وكيف إستقبلت مصر والسودان هذا الخبر، وما حمله من خير وعطايا،وماذا يخبئ القدر لناريمان بعد ذلك؟...فتابعونا.








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا على دعمكم المستمر

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون