"أسرار في حياة عميد الأدب العربي"..السر الرابع: طه حسين تعلق بأستار الكعبة "مرتعشا" بعد إتهامه بالإلحاد
عمار على حسن : حسين لم يتخل عن إسلامه .. وعقل: مر بمرحلة "قلق" طبيعيه
طه حسين بملابس الإحرام |
تواصل
"ويكي منيا" عرض حلقات سلسلة أسرار في حياة عميد الأدب
العربي،والتي تهدف لكشف تفاصيل حياة الدكتور طه حسين وأبرز المواقف التي مر
بها بعيدًا عن حياته الأدبية والثقافية، في تناول جديد نقدمه بين سطور هذه
المدونة، بمناسبة قرب الذكرى 130على ميلاد إبن مركز مغاغة،كونه من مواليد عام
1889بعزبة الكيلو بمغاغة.
ونستعرض
خلال سطور الحلقة الرابعة من السلسلة، سرًا جديدًا ربما لا يعرفه الكثيرين
المهتمين بحياة الدكتور طه حسين، هذا السر يتعلق بردة فعل الأديب المسلم بعد
إتهامه بالإلحاد من قبل الكثير من المستشرقين والمشككين، هذا السر كشفه العديد من
تلاميذه ومحبيه الموثوق فيهم في الأوساط الأدبية والسياسية والإعلامية أيضًا،
والذين إختصوا "ويكي منيا" بتلك التصريحات والأسرار.
""قلق روحي
مر عميد الأدب العربي
بالعديد من مراحل الشك لإتباعه منهج "ديكارت" ،فكان يشك في كل ما حوله
لكي يصل لليقين ،مما جعله عرضة للإنتقاد والهجوم خاصة في كتاباته الدينية وهو ما
أثير حوله موجه من الإتهامات بالردة والإلحاد، وفي هذا الصدد نفي الناقد الأدبي
الدكتور "حسام عقل" ما أثير حول إلحاد وعدم إسلام الدكتور طه حسين ،مشيرًا
أن عميد الأدب العربي كان يمر بمرحلة "قلق روحي"وتشكيك في حلقات جذرية
تاريخية،لكنه راجعها في المرحلة الثانية من كتاباته ،فلم يكن مهاجمًا للإسلام وهو
من كَتب "مرآة الإسلام" وراجع فيه العديد من أفكاره ،لكن بعض الناس
يصرون على التركيز علي كتاب وحيد هو "مستقبل الثقافة في مصر" وكذلك
كتابه عن الشعر الجاهلي الذي قال فيه جملته الشهيرة "فلتحدثنا التوراة ما
شاءت عن إبراهيم وليحدثنا القرآن ما شاء عن إبراهيم،لكن نحن لا نؤمن إلا بالجانب
التاريخي بأدلة التاريخ ووثائقه" قبل أن يقوم بحذف تلك الجمله بعد ذلك وإعادة
الكتاب مرة آخري بعنوان "في الأدب الداخلي" ،و كان في الماضي يكتب مقالاته بتوقيع
"الشيخ طه الأزهري" والتي إعتمد فيها على كثير من الأفكار الإسلامية
الخصبة من خلال أحاديث نبوية موثقه ،وإشاداته بمواقف الصحابة مثل عمر بن الخطاب.
وتساءل عقل: كيف يتم
ترك تاريخ الرجل في كتاباته الفكرية والدينية وإستقطاعها للإكتفاء بمرحلة
"كتاب واحد فقط" ليشكك الغرب في دينه.
الدكتور حسام عقل |
وأكد عقل أن ما مر به
طه حسين يعتبر مرحلة في تجديد الإيمان وليس الإلحاد كما يتهموه ،وهذه مرحله طبيعية
يمر بها كل العلماء والكتاب، فسمة الفقهاء والمفكرين بأنهم "رجاعيين" قد
يترجعوا عن الكثير من الآراء التي قالوها أو كتبوها في فترة حياتيه سابقه، فهي
مرحلة من العطاء العقلي الناضج مر بها الإمام الشافعي الذي جدد كامل مذهبه ،وأبو
حامد الغزالي وغيرهم لأنها مرحلة لتجديد الإيمان ولا يمكن وصفها بالإلحاد أو الردة
،لكنها فرصه للتشكيك من الغرب في تاريخ عميد الأدب العربي ،ورد عليهم الدكتور محمد
عماره نافيًا عنه تلك التهمة في كتابه
"رصد الجانب الديني في فكر طه حسين" صحح من خلاله المفاهيم
المغلوطه عنه ومنها فكرة الإيمان ومحض الإلحاد.
وذكر الناقد الأدبي
أن الدكتور طه حسين أدى مناسك الحج عام 1955،ويقال أنه شوهد متعلقًا بستار الكعبة
يقبل الحجر الأسود ردًا على ما كتبه وما قيل حول إلحاده،وتنفي مناسك الحج عنه هذه
التهمه ،ومن يقول غير ذلك فهو "متجاوز في حقه".
الدكتور عمار علي حسن |
فيما وصف الباحث
السياسي الدكتور عمار على حسن،هذه الأقاويل،بالإفتراء ،مبينًا أن طه حسين لم يتخل عن إسلامه ، وظل
طيلة الوقت يقدم نفسه بإعتباره أزهريًا ومعلمًا حديثًا في الوقت ذاته.
وأضاف حسن
لـ"ويكي منيا" :عندما كتب عميد الأدب العربي في "الإسلاميات" مع
"العقاد" و"هيكل" لم يكن ذلك تراجعًا عن أفكارهم التنويرية ، بل
أعادوا كتابة تاريخ المسلمين بطريقة إستخدموا فيها مناهج العلم الحديث بطريقة أكثر
علمية واحترامًا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا على دعمكم المستمر