أسرار في حياة عميد الأدب العربي.. "السر السادس" طه حسين صاحب الفضل في إظهار آثار "تونا الجبل"
وافق
على منح 500جنيه لبدء الحفر بالمنطقة ..ورفعه إلي 8آلاف لمواصلة التنقيب
ساعد
"جبره"بعد رفض مصلحة الآثار الحفر في "تونا الجبل"..وأقام
حفلات للترفيه على العمال
تواصل
"ويكي منيا" عرض حلقات سلسلة أسرار في حياة عميد الأدب
العربي،والتي تهدف لكشف تفاصيل حياة الدكتور طه حسين وأبرز المواقف التي مر
بها بعيدًا عن حياته الأدبية والثقافية، في تناول جديد نقدمه بين سطور هذه
المدونة، بمناسبة قرب الذكرى 130على ميلاد إبن مركز مغاغة،كونه من مواليد عام
1889بعزبة الكيلو بمغاغة.
ونستعرض
خلال سطور الحلقة السادسة من السلسلة، سرًا جديدًا ربما لا يعرفه الكثيرين
المهتمين بحياة الدكتور طه حسين، هذا السر يتعلق بكونه صاحب الفضل والذي منح الضوء
الأخضر لإظهار منطقة وآثار "تونا الجبل" إلي النور بصحبة صديقه الأثري .
بدء الأمر
عندما طالب العالم الأثري الكبير د.سامي
جبره مصلحة الآثار –عبر تقرير مفصل تم تقديمه للمصلحة – بضرورة إرسال بعثات حفائر
أثرية للحفر بمنطقة تونا الجبل التابعة لملوي، ولكن قوبل طلب جبره بالرفض، فما كان
أمامه سوى اللجوء لإبن المنيا وعميد كلية الآداب وقتها ، لعلمه بعشق طه حسين
للحضارة المصرية القديمة.
صوره لعائلتي طه حسين وسامي جبره بتونا الجبل |
وفي عام 1931 حينما كان يشغل الدكتور "طه حسين" منصب عميد كلية
الآداب بجامعة القاهرة ،والتي كانت تضم وقتها قسما للآثار يترأسه صديقه الدكتور
سامي جبره ، عرض عليه تقرير المنطقة فأصدر حسين قرارًا منح من خلاله الضوء الأخضر في إستكشاف منطقه "تونا
الجبل" الأثرية ،بعدما وافق على إعتماد مبلغ مالي ،لبدء عمليات التنقيب على الآثار
بالمنطقة.
كانت منطقة تونا الجبل قبل بدء بعثات الحفر الأثرية عبارة عن منطقة صحراوية
لا يسكنها أحد، وبدأت جامعة القاهرة إرسال أولى بعثاتها للمنطقة في نفس العام بمبلغ
500جنيه من ميزانية الجامعة،وإستمرت البعثات الأثرية للجامعة في التوافد إلي أن
وصل دعم الجامعة لـ8آلاف جنيه في ظل بقاء طه حسين عميدًا لكلية الآداب.
لافته الإستراحة بتونا الجبل |
ليس هذا فحسب، بل كانت هناك زيارات مستمرة للدكتور طه حسين وأقام في تونا
الجبل لفترات، حتى أقام إستراحته وكانت على شكل خيمه وأصبحت حاليًا ذات المكان
الذي يُزين تونا الجبل، ويحمل إسم إستراحة طه حسين.
وأضفى إسم عميد الأدب العربي على المنطقة إهتمامًا عالميًا لأغلب الفنانين
والأدباء والمثقفين، وقتها وكان
اكتشاف تونا الجبل له دوى اعلامى وصدى عالمى كبير وبهذا السر يكون طه حسين قد ساعد
وبشكل كبير فى اكتشاف معلم اثرى سياحى يعود الفضل فيه له ولدوره الكبير ومساندته
الماليه وتواجده على فترات فى تونا.
بدأت أولى أعمال الحفر بتونا الجبل والأشمونين وبالفعل ساهمت أعمال الحفر
في إكتشاف العديد من المقابر الفرعونية مثل مقبرة "بيتوزيرس" وبعض
السواقي مثل الساقية الرومانية والسراديب والجنازات الفرعونية ،وعمل بعض
الإستراحات كإستراحة الدكتور طه حسين وإستراحة سامي جبره، وقد إتخذ حسين من
إستراحته مكانًا للإسترخاء يأتيها صيف كل عام تقريبا، حيث كان يتابع عن
قرب بشغف كبير أعمال الحفر ويحلق بخياله الخصب في دروب الماضى البعيد وظل على هذا
الحال حتى تم إكتشاف المقبرة المعروفة باسم "ايزادورا" والتي لقبها عميد
الأدب بشهيدة الحب،فكان يقيم عميد الأدب العربي في خيمة لمتابعة بعض الإكتشافات قبل
بناء الإستراحة،وكان يقيم حفلات شواء وترفيه تخفيفا لأعباء عمال الحفر
والتنقيب،حتي بني الدكتور سامي جبره إستراحة طه حسين على الطراز الحديث بالطوب
الأحمر بالقرب من مقبرة "إيزادورا" التي إكتشفها جبره وعشق قصتها طه
حسين لدرجه أنه قرر بناء إستراحته بالقرب من المقبرة.
وشهدت إستراحة عميد الأدب العربي بتونا الجبل عدة لقاءات عائليه بين عائلتي
الدكتور طه حسين والدكتور سامي جبره ،فضلا عن تصوير عدة مشاهد لفيلم "دعاء
الكروان" بداخلها ،وزارها كل من الفنانين أحمد مظهر وفاتن حمامة ،إلا أنها لم
تحظ بأي نوع من الترميمات حتى الآن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا على دعمكم المستمر