أسرار في حياة عميد الأدب العربي .."السر السابع" على لسان زوجته : "القس" الذي أحبه طه حسين أكثر من نفسه!! - ويكي منيا

ويكي منيا

مدونة أرشيفية خاصة بتقديم المواد الوثائقية الصحفية لكل شئ عن محافظة المنيا، شخصيات عامة ، أماكن ، تاريخ العائلات ، وغيره من المواد الوثائقية التي قد تهم القراء من محبي التاريخ والتوثيق خاصة من أبناء محافظة المنيا

اخر الأخبار

اخر الاخبار

اعلان

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون

الخميس، 21 نوفمبر 2019

أسرار في حياة عميد الأدب العربي .."السر السابع" على لسان زوجته : "القس" الذي أحبه طه حسين أكثر من نفسه!!


أسرار في حياة عميد الأدب العربي .."السر السابع" على لسان زوجته: "القس" الذي أحبه طه حسين  أكثر من نفسه!!



 
طه وسوزان في إحدى الصالونات الأدبية في مصر

تواصل "ويكي منيا" عرض حلقات  سلسلة أسرار في حياة عميد الأدب العربي،والتي  تهدف لكشف تفاصيل حياة الدكتور طه حسين وأبرز المواقف التي مر بها بعيدًا عن حياته الأدبية والثقافية، في تناول جديد نقدمه بين سطور هذه المدونة، بمناسبة قرب الذكرى 130على ميلاد إبن مركز مغاغة،كونه من مواليد عام 1889بعزبة الكيلو بمغاغة.

ونستعرض خلال سطور الحلقة السادسة من السلسلة، سرًا جديدًا ربما لا يعرفه الكثيرين المهتمين بحياة الدكتور طه حسين، هذا السر يتعلق بكواليس زواجه ورفض خال زوجته فكرة إرتباطها به، ولكن كان هناك شخصًا حول صدمته إلي فرح شديد وأحبه طه أكثر من نفسه.

حكى الباحث  كمال مغيث لـ"ويكي منيا"  بعض كواليس زواج طه حسين من رفيقته الفرنسية سوزان روسيل  وما قابله من صعوبات وصلت لحد رفض عائلتها،وكيف أصرت سوزان الزواج منه.

 تنتمي سوزان روسيل لإحدى أكبر العائلات الأرستقراطية الفرنسية، وكانت تتمتع بجمال يجعلها هدف لكل ثري يرغب في الزواج، لكنها آثرت على كل من تقدم لخطبتها ذلك المصري الكفيف الذي عشقت فيه روحه كما وصفته في كتابها الذي حمل عنوان "معك" والذي كشفت فيه عن علاقتها بطه حسين الزوج والحبيب الذي لم يراها ولو لساعة واحدة!!، فيما ينتمي حسين لعائلة فقيرة من عزبة الكيلو بمركز مغاغة بمحافظة المنيا، وهو الشيخ الأزهري أما زوجته فكانت وعائلتها على الديانة المسيحية، مما أدى لصعوبات كثيرة واجهوها في فكرة الزواج.



سوزان تقرأ لطه حسين

ولكن قبل سرد هذه التفاصيل سنعود قليلًا لوقت إرسال الجامعة لطه حسين في بعثة لفرنسا، فعندما سافر حسين إلي فرنسا كانت تخصص له البعثة مبلغ للقارئ الذي يعينه،فقابل بعض القراء الذين لم يعجبونه وخاصة النساء فكانت منهن "الصامته – الرغاية – الفظه" طبقا لوصف الدكتور لهن في كتاباته،إلي أن قابل سوزان وأعجبه إسلوبها في القراءة والنقاش حتى أحبها وأحبته،فعرض عليها الزواج وقبلت.


سرد مغيث تفاصيل عرض الزواج قائلًا: حددت سوزان موعدًا مع خالها لمقابلة زوج المستقبل، وذهب طه معها لخالها ليطلب يدها ، ليقابل طلبه بالرفض لكونه عربي مسلم بل شعر حسين بصدمه بعدما وصفه خالها بالـ"أعمى المسلم العربي" لكن سوزان أصرت على زواجها من طه حسين ،وبالفعل تم الزواج في عام 1917،وأنجبا أمينة ومؤنس، وعاشا في مصر ،وكونت له صالونًا أدبيًا في فرنسا كان يجمع فيه الأدباء بعد نهاية العام الدراسي،وكانت تساعده في تنظيم وقته ،حتى أنها هوجمت من البعض بالسيطرة على جلساته والتحكم في الضيوف ،لكنها كانت شديدة الدقة في المواعيد بحيث كانت تحدد له وقت لقاءاته وعندما ينتهي اللقاء تبلغ الضيف بذلك لينصرف طبقًا للموعد المحدد.




وعن هذا الزواج "الغريب" كتبت سوزان طه حسين وهو إسمها بعد الزواج، من خلال كتابها الصادر باللغة الفرنسية عن حياتها مع عميد الأدب العربي  بعنوان " معك " Avec toi" قائله متحدثه عن زوجها :( ذات يوم يقول لي: «اغفري لي، لا بد ِ من أن أقول لك ِ ذلك؛ فأنا أحبك ُ .» وصرخت، وقد أذهلتني المفاجأة، بفظاظة: «ولكني لا أحبك َّ !» كنت أعني الحب بين الرجل والمرأة ولا شك. فقال بحزن: «آه، إنني أعرف ذلك جيد ً ا، وأعرف جيدا كذلك أنه مستحيل.)

 وتستطرد في كتابها (يمضي زَمٌن َّ ، ثم يأتي يوم آخر أقول فيه لأهلي إنني أريد الزواج من هذا الشاب. وكان ما كنت ِّ أنتظره من رد ِ الفعل: «كيف؟! من أجنبي؟! وأعمى؟! وفوق ذلك كله مسلم ؟! لا شك ِ أنك ُجِننْت ربما كان الأمر جنونً ُ!!، لكني كنت ُ قد اخترت حياة رائعة. اخترت! من يدري؟ لقد قالت لي صديقة عزيزة ذات يوم: «لقد كان عليك أن تضطلعي بهذه الرسالة.» وصديقة أخرى تقول لي منذ زمن ليس ببعيد: «أتذكرين يا ماري؟ لقد مِلئْت ِ حياتك إلى أقصى حد ..نعم لقد ملئت حياتي إلي أقصى حد، كان قد قال لي "لعل ما بيننا يفوق الحب".

وقصّت سوزان : "وجدت عونًا كبيرًا من عمًّ لي كنت أكن له مكانة عظيمة، كان هذا العم قسًا حضر للتعرف على طه، وتنزه معه وحيدًا في حديقة "البيرنيه" لمدة ساعتين، ثم قال لي عند العودة بوسعك أن تنفذي ما عزمتِ.. بصحبة هذا الرجل يستطيع المرء أن يحلق بالحوار ما إستطاع إلي ذلك سبيلًا،إنه سيتجاوزك بكثير"

كان رأي هذا القس مسار تحول كبير لصالح الزواج بينهما، حتى قالت سوزان نقلًا عن طه حسين: "لقد كان عمكِ القس أحب رجل إلي نفسي"، حتى بعد وفاة عمها كتب حسين في رثائه إلي أمي "لقد كان مثلنا ودليلنا ومحل إعجابنا، كان يجعل كل شيًئا جميلًا، وكان يجعل كل شيء نبيلا؛ لقد كانت الحياة تغدو بصحبته فجأة حياةً أرفع وأخصب"
كانت هناك معضلة آخرى تقف في طريق هذا الزواج، موقف عائلته والجامعة، فلم تكن تسمح للمبعوثين للخارج بالزواج، لكن تم إعلان خطبة طه العربي المسلم على سوزان المسيحية الفرنسية.. لينتصر الحب على كل شئ.


ومن حبها لحُسين ، فقد أشارت في كتابها أنها لم تشعر قط أنه فاقد للبصر، وقالت: (ورغم فقدانه لبصره فإني لم أرى ذلك يومًا، وأحببته حبًا أعمى لا يرى الظاهر).

غلاف الكتاب المترجم


لمتابعة الحلقات والأسرار السابقة
السر الأول ..هنا

السر الثاني ..هنا

السر الثالث.. هنا

السر الرابع ..هنا

السر الخامس..هنا

السر السادس..هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا على دعمكم المستمر

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون