عندما أضاء "أقباط الحتاحته" مسجد قريتهم بأكبر "فانوس"
يحمل الخامس والعشرون من إبريل ذكرى عطرة بنفوس المصريين، لإحتفالهم بذكري
تحرير سيناء في هذا التاريخ منذ 38 عام، ولكن سيضفي هذا التاريخ بهجة خاصة لأهالي محافظة المنيا بدءً من اليوم، لما سجله
من لحظات خاصة بل وتاريخيه، خلال إستقبالهم لأول رمضان في زمن فيروس "كورونا
المستجد".
على الرغم من إستقبال المسلمين للشهر الفضيل وقلوبهم يعتصرها الألم، نتيجة
قرارات غلق المساجد ومنع الصلوات بالساحات وإلغاء صلاة التراويح، ضمن الإجراءات
التي تطبقها الدوله المصرية لمنع التجمعات والحد من إنتشار فيروس "كورونا
المستجد" الذي قيد العالم ، إلا أن هناك بعض المشاهد سجلها أهالي محافظة
المنيا، منذ إعلان ظهور هلال الشهر الفضيل أمس، وحتى نهاية يومه الأول، مشاهد
سيسجلها تاريخ المحبه والتآلف بين المصريين.
"أقباط
الحتاحته وفانوس رمضان"
إتفق مجموعه من شباب قرية "الحتاحته" التابعه لمركز سمالوط
بمحافظة المنيا، إدخال السرور على نفوس مسلمي القرية بشكل عملي دون الإكتفاء
بتقديم التهاني الشفهية لقدوم شهر رمضان، كما هنأهم المسلمين بعيد القيامه المجيد
الأحد الماضي.
ولجأ نجار قبطي يدعى أرمنيوس فوزي "36عام" لتصنيع فانوس ضخم بمشاركة
مسيحيي القرية، وعقب الإنتهاء من تصنيعه ، ساروا به في شوارع القرية مقدمين
التهاني لإخوانهم المسلمين.
ويقول "بدر سدراك" أحد أهالي القرية أنه تم الإتفاق مع المسلمين
بوضع الفانوس أمام مسجد القرية بعدما قاموا بإضاءته بالكامل، ليجسد علامه محبه من
مسيحيي القرية لإخواتهم المسلمين، في ظل الآلام التي يعشيها المسلمون والأقباط من
غلق دور العبادة بسبب فيروس كورونا المستجد، مضيفاً "هذا العمل سيظل في أذهان
المحبه وسيتحاكى مسلموا القرية لأحفادهم بأن من قام بتعليق "أكبر فانوس"
للتهنئة بشهر رمضان هم إخواتنا الأقباط، ونحن مسرورون بذلك كثيراً".
"فانوس مستشفى
العزل"
جاء المشهد الثاني ليواصل إدخال البهجة في لحظات الألم التي نعيشها؛ هذه
المره بمركز ملوي، حيث فاجأ أطباء وممرضو مستشفى العزل الصحي بملوي، طفله مصابه
بفيروس كورونا، فقدت والدها منذ أيام متأثراً بنفس الإصابه، بإحضار فانوس رمضان
لها وقاموا بتعليق "الزينه" داخل غرفتها، مرددين معها أغاني استقبال
الشهر الفضيل على أنغام "وحوي يا وحوي" و"حلو يا حلو" التي
تربينا على بهجتها صغاراً.
كان لهذا المشهد أثراً كبيراً في نفوس الطفله والأطباء معاً ، حيث أخرجوا
من أنفسهم معاناة المرض والمشقه، وأدخلوا على الفتاه الفرحة بعد فقدان أبيها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا على دعمكم المستمر