"حكايات الفن والسمر على رمال تونا الجبل" حلقة 4.. سر تلقي ميكانيكي تهديدات بالقتل لحبه "الرقص الشعبي" - ويكي منيا

ويكي منيا

مدونة أرشيفية خاصة بتقديم المواد الوثائقية الصحفية لكل شئ عن محافظة المنيا، شخصيات عامة ، أماكن ، تاريخ العائلات ، وغيره من المواد الوثائقية التي قد تهم القراء من محبي التاريخ والتوثيق خاصة من أبناء محافظة المنيا

اخر الأخبار

اخر الاخبار

اعلان

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون

الجمعة، 30 أكتوبر 2020

"حكايات الفن والسمر على رمال تونا الجبل" حلقة 4.. سر تلقي ميكانيكي تهديدات بالقتل لحبه "الرقص الشعبي"

 "حكايات الفن والسمر على رمال تونا الجبل" حلقة 4..  سر تلقي عامل تهديدات بالقتل لحبه"الرقص الشعبي" 



تحدثنا في الحلقة الثالثة من سلسلة حكايات الفن والسمر على رمال تونا الجبل على أهمية ربط علماء الآثار بين حبهم للعمل وشغف الفن، وكيف كانت منطقة  تونا الجبل مسرحاً للفنون بأنواعها بجانب أهميتها الآثرية الكبيرة، فبعد أن تعرفنا في الحلقة الماضية عن كيفية إعداد عمال الحفريات لحفلات السمر والترفية بإشراف من الدكتور طه حسين والدكتور سامي جبره ، وتطور هذه الحفلات بعد ذلك لإقامة مسرحيات وفنون شعبية على يد عبد الجليل صالح ذاك العامل الملقب بـ "الرقاص" لشده حبه للفن والرقص الشعبي والذي كان يضعه في مشكلة كبيرة جعلت عائلته تخجل من تصرفاته قديماً لدرجة أنهم إتهموه بالخلاعه كما قال عالم الآثار الكبير الدكتور سامي جبرة في مذكراته.

ووصف جبره إحساس عبد العزيز في مذكراته قائلاً " كان للمسرح مخرجاً أعدته طبيعته ونشأته لهذا العمل، فكان شاباً مملوءً بالنشاط إسمه (عبد العزيز صالح) وكان ملقب بالرقاص من قرية تل العمارنه بملوي، كانت قامته غريبه الشكل؛ فطوله غير متسق، ووجهه نحيل، نظراته تمتاز بالعزوبة والغموض، كان النظر إليه يذكرنا بسلالة "إخناتون".

 وأضاف "أحس المخرج المذكور منذ أيام صباه بميله إلي الغناء، كان يتذوق النغم ويرقص عليه، وكانا والداه يكرهان ذلك كثيراً، كان يخجلان من أن لهما ولداً يعمل عملاً يمثل "الخلاعه" من وجهة نظرهم، رغم كونه أفضل ميكانيكي في قريته ..هكذا وصف د. سامي جبره حال أسرة عبد العزيز تجاهه.

وتواصل "ويكي منيا" سرد الحكايات وسنتعرف اليوم عن دور العامل الذي لقب بأنه عامل حفريات بدرجة مخرج مسرحي ، كيف كان يصنع "زي العروض" وكيفية إعداده للمشاهد المسرحية وطريقته الإخراجية؛على الرغم من كونه عامل بسيط في الحفريات الأثرية بالمنطقة، وكيف تعامل مع أهله الذين هددوه بالقتل .


 

"زي المخرج"


 

إنتقل رئيس قسم الآثار بآداب القاهرة الأسبق، للحديث عن طريقة إخراج عبد العزيز صالح للمسرحيات على الرغم من كونه عاملاً بسيطاً لكن كان شديد الموهبة في التمثيل والإخراج.

كانت موهبة عامل الحفريات التمثيلية تساعده على أداء دور السيده والرجل بشكل لافت، فكان يرتدى زياً نسوياً ذات ألوان صارخه، عند قيامه بدور سيده، كان الزي يحتوي على قلائد وقرط ومنديل وحزام زينه، وكان لديه زي رجل يشبه بحد كبير زي "أوزوريس" مكون من ثوب أسود و"قلنسوة" من اللباد.

 


"مشهد مسرحي"

 

ويتذكر د. سامي واقعه مع المخرج العامل أثناء إحدى المسرحيات المقدمة للترفيه عن العاملين بـ"تونا الجبل"  قائلًا : " لست أنسى أنني رأيته ذات مساء، يبلغ المسرح ومعه مجموعة من العازفين على المزمار، ومن يجيدون دق الطبول، وكان هو في زي إمرأه تحمل كامل زينتها وبيده منديل، وبرفقته رجل أبيض المحيا في ثوب أبيض على رأسه تاج "أوزوريس".


 



ويختتم الحديث " ولا أدل على أن فريقنا المسرحي كان يؤدي أدواراً إستوحى مناظرها ومغزاها من مأثوراته الشعبيه، من إنه لم يكد موسيقيو الفرقة يعزفون لحنهم الإفتتاحي حتى يقوم الثنائي بثلاث دورات، وهنالك تدوي دق الطبل، ويبدأ أصحاب الناي و "الزمارون" في أداء لحناً جنائزياً، وهنا يخر أحد الرجال صعقاً، فيسرع عبد العزيز وكان يحمل زي إمرأة فينحني محزوناً على الصريع، وأخذ يرفرف بمنديلين يمثل بهما جناحين فوق وجه الصريع، ثم ذهب يتلو الرقى مع رقصات، وتعزف الموسيقى لحنا حزيناً، وبعد قليل عزفت لحناً فرحاً، فيه إعلان أن الميت عاد للحياة، وما لبث إلا أن وقف فجأة ثم أخذ يرقص ويصيح فرحاً بعودته للحياة".

كان ذلك وصفاً دقيقاً لأحد المسرحيات التي جسدت إحدى المشاهد الجنائزية لدى الفراعنة القدماء بمنطقة تونا الجبل.

 

ويشير فرج عبد العزيز أحد الخبراء المهتمين بمنطقة تونا الجبل معلقاً على تلك الحفلات قائلاً أن حفلات سامي جبره المسرحية كانت  من التراث المصري القديم وكان يقوم بتفسير بعض نصوص الأدب الفرعوني القديم وأبيات الشعر لعبد العزيز الرقاص الذي كان سريع البديهة والفهم وكان موهوب بالفطرة، وكان سامي جبره بين فصول المسرحيه يدخل المداحين لأداء فاصل من المدح النبوي، مضيفاً أن مجموعة من المسرحيات أقيمت بعد ذلك للحضارة المصرية اليونانية والتي شكلت أهم الفنون والتراث الذي تضمه تونا الجبل  منها مسرحية تسمى "الحمار والبقرة" وهي مسرحية فكاهية.




تهديدات بالقتل 

ويذكرفرج  أنه سمع أن "صالح" تلقى عدة تهديدات بالقتل بسبب أعماله التمثيله بحفلات الترفيه من بعض المحيطين به،فكان أهل عبد العزيز ضد عمله في الحفلات وفواصل الرقص التي كان يؤديها بمنتهي الحرفيه وخاصة عندما يرتدي فساتين لأداء رقصه حريمي وطلبوا من سامي جبره  طرده من الشغل وإنهاء عمله،  ولكنه قال لهم أن عبد العزيز  يعمل معي هنا بحرفة ميكانيكي ماهر ، ليرد عم عبد العزيز  قائلاً "الناس بتقول عليه رقاص يا بيه واحنا ناس صعايده عيب الكلام ده" .

 

 

 

 

 

 

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا على دعمكم المستمر

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون