في شهر ميلادها.."هدى شعراوي" تدعو لمقاطعة شراء "المكياج" لمدة شهر وسيده: ليست لنا يا زعيمة !!
صورة تعبيرية |
تحتفل سيدات مصر في الإسبوع الأخير من شهر يونيو من كل عام بذكرى ميلاد المناضلة "هدى هانم شعراوي" رائدة الحركة النسائية بمصر، وإبنة محافظة المنيا التي ولدت في الثالث والعشرين من يونيه عام 1879.
وبمناسبة هذه الذكرى -ونحن تفصلنا دقائق قليلة على نهاية شهر ميلادها- ، حصلت "ويكي منيا" على وثيقة نادرة تلخص دعوة السيدة هدى شعراوي لسيدات مصر "الموسرات" من فتيات وزوجات الأسر الغنية بالإضراب عن شراء المكياج وأدوات الزينة من الأسواق لمدة شهر.
وأطلقت شعراوي هذه الدعوة لمنح الفرصة للسيدات الفقيرات من شراء مستلزماتهن من السوق دون تزاحم من الموسرات اللائي يؤدي وجودهن في الأسواق لإرتفاع أسعار السلع الخاصة بالكماليات من أدوات الزينة والمكياج، ما يؤثر بالسلب على الفقيرات في عدم قدرتهن على الشراء، إلا أن سيدة فقيرة فاجأت شعراوي بإعتراضها بل ورفضها لتلك الدعوة من على صفحات "الجرائد"
جزء من مقال انصاف ترك لهدى شعراوي |
ونشرت صحيفة الأقاليم التي كانت تصدر في المنيا، في عددها الإسبوعي الصادر
بتاريخ 26مايو عام 1944مقالاً نسائياً موجهاً لهدى شعراوي بعنوان "إلي زعيمة
النهضة النسائية" من الكاتبة (إنصاف محمد ترك) تثني فيه على دعوة رائدة
الحركة النسائية للسيدات الموسرات بالإضراب من أجل السيدات الفقيرات، إلا أنها
لفتت نظر شعراوي أن السيدات الفقيرات لا يستخدمن من الأساس هذه الكماليات ولا
يعرفن من أدوات الزينة إلا إسم (الأحمر والأبيض).
وأوضحت إنصاف في مقالها الموجه لهدي هانم شعراوي أن الفقيرات لهن سوقاً خاصة لإحتياجاتهن والسيدات الموسرات لا يدخلن إلا أسواقهن الفارهه، ولهن أن يشترين ما يشأن من ضروريات وكماليات.
وكتبت نصاً في إحدى فقرات المقال ما يلي :- ( كتب الله لك يا سيدتي العافية والهناء، فإنكِ تعتنين بالفقراء في مناسبات متعددة، ولكن هذه يا سيدتي ليست لهن!! إنك يازعيمتي تعلمين أننا لا نشتري شيئاً من التواليت ولا أدوات الزينة، حتى لم نعرف لها إسماً اللهم إلا ما كنا نسمعه قديماً عن الأحمر والأبيض، وتعلمين أننا لا نشتري ملابسنا إلا بـ"الكوبونات" محددة في البطاقات، وإذا كانت البطاقة لا تكفي عجزنا عن الشراء لا لعدم تواجد الصنف بل لإرتفاع ثمنه أضعاف الأضعاف).
واصلت إنصاف الإعتراض على دعوة شعراوي قائلة : ( أما هؤلاء اللواتي وجه إليهن هذا النداء فلهن أن يشترين ما يشأن من ضروريات وكماليات؛ فلا يضيرنا تبذيرهن ما دمن بعيدات عن أسواقنا الفقيرة، وما دام أزواجهن يمدوهن بالمال الكافي للشراء).
المقال كاملاً بصحيفة الاقاليم المنياوية |
وإختتمت الكاتبة مقالها النقدي الموجه لهدى شعراوي بعبارة ( وبعد- فإن لنا
ولأزواجنا البكاء وصرير الأسنان، أما هن وأزواجهن فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ...
انصاف محمد ترك).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا على دعمكم المستمر