أحمد إبراهيم يكشف: موفق بيومي تبرع بـ"10آلاف" كتاب نادر قبل وفاته وكان يجهز لمشروع ضخم عن "مصر الحديثة"
أكد الكاتب
أحمد إبراهيم أن المؤرخ والكاتب الراحل الكبير موفق بيومي قد تبرع بحوالي عشرة
آلاف كتاب من النوادر لأحد المؤسسات، كان قد جمعها منذ بدء رحلته التوثيقية
الكبيرة عن تاريخ مصر بمنتصف السبعينيات.
وكتب إبراهيم
على صفحته رسالة يرثي أستاذه على موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" جاء
فيها ما يلي:-
(أستاذي
ابن بني مزار، المولود في قرية صندفا ،عرفته فرأيته إسماً على مسمى، فإسمه موفق
وهو موفق، رأيته عاشقاً لوطنه، محباً لآل
البيت، لا يفتر لسانه عن الصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم).
وواصل الكاتب
الشاب حديثه عن الراحل قائلا ً "ظل ٤٠ سنة يشتري و يجمع وثائق عن تاريخ
الدولة المصرية ، ولربما استدان الأموال ، ولربما حرم نفسه من أشياء نظير شرائه
وثيقة أو مخطوطة، صحب تجار الوثائق والكتب كي يجمع أرشيف ضخم ، فجمع ارشيفاً لا
يتوفر بأي مؤسسة مصرية ، بل يمتلك مكتبة كبيرة جداً بها نوادر الكتب التي يصعب وجودها"
.
وكشف إبراهيم أن مكتبة الكاتب الراحل بها 1000كتاب فقط بعدما تبرع بأغلبها لمؤسسة مصرية ، مشيراً بأن موفق تبرع لإحدى المؤسسات المصرية بـ ١٠ آلاف كتاب ، واكتفى في مكتبته بألف كتاب فقط هم في الحقيقة أندرهم .
الكاتب احمد ابراهيم بمنزل الراحل موفق بيومي قبل وفاته
وعن سبب
رفض بيومي بيعه للوثائق ، شدد الكاتب أن أكثر شيئاً كان يحرص عليه الراحل موفق
بيومي هو لمن سيمنح تلك الوثائق التاريخية النادرة، لم يكن يفكر أبداً في المال
بقدر من سيحافظ على تلك الوثائق، مستشهداً بأحد المواقف حيث كان يقول له أن أكتر شيء
يحرص عليه هو الشخص الذي تكون عنده وثائق المنيا ، وليس المال فحسب، مدللاً على
صدق كلامه بأنه ذات مرة جاء إليه مندوباً من إحدى الدول بشيكاً على بياض ليشتري ما
لديه من تاريخ ..وبمجرد معرفته بالمشتري أغلق الباب في وجهه .
وأضاف إبراهيم : كنت أطالع مكتبته فلا أجد كتاب أعرفه ولا طبعة أعرفه، زرته و جلست معه كثيرًا في بيته ( بالمعادي ) وسط كتبه ووثائقه، تعلمت منه كيف نأخذ من الوثيقة علم، حتى ولو كانت الوثيقة بسيطة، كنت أراقب طريقته في استخلاص المعلومات الكثيرة من الوثيقة، عنده خبرة ودراية عالية الجودة.
وكشف إبراهيم عن أخر حديث جمعه بالكاتب موفق بيومي، والذي أبلغه فيه بعمل مشروع ضخم عن تاريخ مصر الحديث يتكون من 100جزء ، ويتناول شخصيات عديدة وأكثرها غير مشهور، وأبلغه أنه سيكون من المشاركين في هذا العمل بكتابة إسهامات الأزهر ورجاله وتاريخ بني مزار.
ولد الكاتب
الراحل موفق بيومي في 23 يناير 1963
بمدينة المنيا؛ وهو ابن مؤرخ المنيا الأول الأستاذ علي بيومي، صاحب كتاب( أضواء
على تاريخ المنيا ).
نشأ في بيت علم وثقافة، بين مكتبة ضخمة في منزله في المنيا، حصل على ليسانس في التاريخ من كلية آداب المنيا سنة 1984، ثم دبلومه في التاريخ الفرعوني في 1986م.
عمل بمجال السياحة التي قادته إلى الصحافة و هو ما يزال طالباً بالجامعة، و كان أول مكان يعمل به هو وكالة أنباء الأسوشيتدبريس عام 1981 .
وبعد إنتهاءه من تأدية الخدمة العسكرية كضابط احتياط عام 1987 تنقل في أعمال مختلفة في مجالات التربية والتعليم و السياحة ثم الصحافة و الإعلام.
بدأ رحلته مع جمع الوثائق منذ عام 1979 و هي الرحلة التي إستمرت حتى وفاته، ومكنته من تكوين أرشيف وثائقي يصفه البعض بأنه الأقوى و الأهم على مستوى الوطن العربي .
تخصص في تاريخ مصر العلوية كما تخصص في تاريخ إقليم المنيا منذ حكم محمد علي ، له أكثر من مائتي دراسة مخطوطة تتراوح مساحاتها بين 10 و 500 صفحة معظمها حول تاريخ مصر المعاصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا على دعمكم المستمر