حكايتي مع رجل لن أقابله أبداً
بدأت الحكاية في يناير من عام 2017، حين شرع فريق عمل جريدة "مجتمعنا
اليوم" – إحدى الصحف الإقليمية بالمنيا- برئاسة الصحفي عبد الرحمن الداقوفي،
في تقديم عدد وثائقي عن تاريخ محافظة المنيا يطرح للجمهور في عيديها القومي الثامن
والتسعين، في 18مارس 2017.
بدأ فريق العمل بالبحث المتواصل لتقديم مادة وثائقية تليق بتاريخ محافظتنا العريقة المنيا، ولو بجزء بسيط من صفحاتها المظلومة إعلامياً، توليت وفريق العمل مسؤلية القيام بجوالات مكوكية متواصلة بجميع مراكز محافظة المنيا على مدار 60يوم من البحث والإتصالات.
وكان الأستاذ عبد الرحمن الداقوفي رئيس تحرير الجريدة على موعد مع استاذنا الكبير الراحل موفق بيومي، الذي سعدني الحظ منذ ذلك اليوم بالتواصل معه حتى أيام قلائل قبل وفاته.
على الرغم من كونه مقلاً في الكتابة بحكم مرضه، لم يتأخر الراحل موفق بيومي
في مشاركتنا بنوادره في هذا العدد الفريد من نوعه بالصحافة الإقليمية بالمنيا،
وخصصنا له صفحة كاملة بجانب بعض المشاركات الداخلية بالعدد للإفصاح عن جواهر
تاريخية منياوية أهدانا إياها مشكوراً.
توطدت علاقتي بالأستاذ ، رغم أننا لم نلتقي أبداً، وأتذكر أنه دعاني لزيارته
ذات مره للإطلاع على أرشيفه الضخم، إلا أن اللقاء لم يتم لظروف خاصة بي، وظل
التواصل قائماً بيننا ولم ينقطع.
وحينما شجعني الدكتور ثروت صادق على خوض تجربتي الأولى في عالم الكتابة بطرح كتاب عن حياة الملكة ناريمان صادق أخر ملكات مصر وزوجة الملك فاروق، كان الراحل موفق بيومي أول الداعمين لي، حتى خرج الكتاب للنور في مارس 2020 بمناسبة العيد القومي للمنيا.
لن أنس أبداً أخر جمله كتبها لي حينما نشر وثيقته الأخيرة عن المنيا قبل الوفاة بإسبوعين، وتحديداً في الثامن عشر من يونيه 2021، قال لي (لو في عمر و كتبت حاجة جديدة إنقل ما شئت بلا إذن طالما تفضلت بذكر المصدر.. شكرا لذوقك).
انا من أقدم الشكر والإمتنان لك استاذي العزيز ، لطالما كنت صاحب الفضل الدائم والمشجع والمحفز لي في استكمال تجربة التوثيق عن المنيا، لحبك الشديد لبلدك.
أتذكر أنه ذات يوم تحدث معي لشراء بعض الوثائق الهامة عن المنيا، لأنه لا يريد أن يمنح تلك الوثائق لمن يملك المال فقط خشية منه على ضياع تاريخه وتاريخ أجداده.
لذا فإني أطالب كافة المسؤولين في ديوان محافظة المنيا أو مكتبه مصر العامه بالعمل على التواصل مع أسرة المؤرخ الراحل لشراء وثائق تاريخ المنيا التي تمتلكها أسرة الراحل المؤرخ الكبير موفق بيومي ووضعها في متحف المحافظة أو مكتبه مصر العامه في ركن خاص بإسمه لكي نرد الجميل لهذا الرجل ..ليتنا نفعل ذلك.. من أجل حفظ تاريخ المنيا النادر والرائع لنا والأجيال القادمه
ظل –رحمة الله عليه – موفقاً دائماً في طرحه وفي قضاياه وإسهاماته التاريخية، وسأظل مديناً له بالفضل رغم أننا لم نتقابل أبداً ... أسأل الله أن يجعل من إسمك نصيباً في الدنيا والأخرة إلي جنة الخلد أستاذنا الجليل "موفق بيومي" .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا على دعمكم المستمر