"اللحم المحمر" وفرحة الأسرة و"القط والكلب" بمعاش عجوز ملوي!!!

فوجئ أحد الموظفين من أصحاب المعاشات بإنقطاع صرف معاشه الشهري بدون إبداء سبب واضح، على الرغم من كثرة شكواه لاستيضاح سبب عدم صرف معاشه،إلا أن كان الرد على شكواه دائماً ما يقبع داخل سلة المهملات.

وقرر موسى عبد المسيح مرقص، من مركز ملوي، إرسال شكوى عبر البريد لوكيل وزارة الخزانة "المالية حالياً" يطالب بصرف معاشه المنقطع بطريقة مدهشة وغير متوقعه.

وبحسب  صحيفة "الأهرام" في عددها الصادر بتاريخ فبراير ١٩٦٥، لجأ المواطن المنياوي لشرح شكواه عبر قصيدة شعرية عكست ثقافته و لغته و بديهته وطرافة حدثه  رغم بساطة تعليمه.

وكشف المؤرخ الراحل موفق بيومي، عن أحد أعمدة الكاتب الصحفي الكبير "كمال الملاح"الذي تناول مشكلة ذاك المسن المنياوي ونشره لقصيدتين من المواطن موسى عبد المسيح مرقص موجهين عبر البريد لعبد الرحمن ابو العينين وكيل وزارة الخزانة لشؤون المعاشات،قبل وبعد حل المشكله.

وشكى مرقص في قصيدته الاولى يقول : " أبا العينين جئت إليك أشكو.. وآمل أن تبلغهم شكاتي..فكم أرسلت من شكوا إليهم..رموها في سلة المهملات.. لقد قطع المعاش فكيف أحيا.. ستقرأ باكراً خبر الوفاة".

وفور تلقى وكيل الوزارة شكوى مرقس سارع في حل مشكلته إلى أن تم استرجاع المواطن لمعاشه، ويبدو أنه عاش فرحة عارمة شملت أسرته ومن حوله حتى وصف فرحة القطط والكلاب بعودة معاشه!!

ونشر عمود الملاح رسالة أخرى من صاحب المعاش لأبي العينين يشكره هذه المره في كلمات جمعت بين الفرحة والفكاهه، فكتب موسى يقول ( شكراً لكم يا سيدي..وصل المعاش إلى يدي .. ودفعت دينا عاجلاً قد ظل غير مسدود.. إيجار مسكننا الذي إن لم يسدد نطرد .. واينعت لحما وافرا من طازج ومحمر .. بشم العيال جميعهم بمحمر ومقدد .. والقط يأكل قطعة سقطت بقرب الموقد .. والكلب حرك ذيله فرحا بعظم زائد).

كانت هذه القصة من طرائف الصحافه المصريه،التي كانت تترجم هموم ومشاكل المواطن المصري، وتكشف حجم استجابة أوتجاهل المسؤل لمشاكل المواطنين.