شيد مسجدا ومشروعات خدمية لقريته..«عبده غطاس» قبطي "صندفا" الذي ودعه المسلمون بدموعهم - ويكي منيا

ويكي منيا

مدونة أرشيفية خاصة بتقديم المواد الوثائقية الصحفية لكل شئ عن محافظة المنيا، شخصيات عامة ، أماكن ، تاريخ العائلات ، وغيره من المواد الوثائقية التي قد تهم القراء من محبي التاريخ والتوثيق خاصة من أبناء محافظة المنيا

اخر الأخبار

اخر الاخبار

اعلان

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون

الاثنين، 15 نوفمبر 2021

شيد مسجدا ومشروعات خدمية لقريته..«عبده غطاس» قبطي "صندفا" الذي ودعه المسلمون بدموعهم

شيد مسجدا ومشروعات خدمية لقريته..«عبده غطاس» قبطي "صندفا" الذي ودعه المسلمون بدموعهم

الراحل غطاس بباوي من أعيان صندفا ببني مزار


منذ أكثر من عشر سنوات شارك الكاتب الصحفي والمؤرخ الراحل موفق بيومي، في إعداد ملف عن أعيان الأقباط فى المنيا،ضمن عدد خاص بمجلة المصور بعنوان "أقباط مصر"،وكانت تجربة صحفية فريدة غنية بالمواد الوثائقية والأسرار والتجارب الحياتية التي مزجت بالضرورة الأقباط بالمسلمين كطبيعة حال الحياة في مصر منذ القدم.


قدم مؤرخنا الراحل خلال هذا الملف نماذج وشخصيات كبرى لأغنى عائلات المنيا وشخصياتها المسيحيين، أمثال «سعيد باشا عبد المسيح و قليني فهمي باشا» و معهم بل ربما من قبلهم .. عبده أفندي غطاس..  ذلك الرجل الذي سنخصص له هذا التقرير كونه ريفي ومن المغمورين ورجال الظل الذين سخروا أموالهم وأوقاتهم لخدمة قريتهم وبلدهم دون كلل أو تفاخر.


يقول استاذي موفق بيومي عن  أغنى أغنياء قرية صندفا في الاربعينيات «عبده غطاس»: طالما أبهرتني شخصيته صبيا و شابا، صار من  حكايات أهل بلدنا عنه .. المسلمين قبل المسيحين كانوا يتغنون بذلك الكم الضخم من المنشآت التي قدمها للبلد و التي جعلت أهالي صندفا منذ أربعينيات القرن الفائت -- بل ربما قبل ذلك -- يتباهون بالسنترال و المدراس و السلخانة والوحدتين الصحية و البيطرية و غيرها من المشروعات الخدمية التي أغدق عليها من ماله وجهده ووقته.


يحكي بيومي أن عبده غطاس المولود في عام 1905 و الذي أرسله والده إبراهيم غطاس بباوي لدراسة الزراعة في أرقى جامعة بالمملكة المتحدة و واحدة من أرقى جامعات العالم و هي "أوكسفورد" في عشرينيات القرن العشرين أي قبل مائة عام تقريبا؛ و عاد بعدها ليستقر بمصر و يشرف على املاكه الزراعية دون أن يهمل المشاركة في الإشراف على مصالح قريته .. حتى المسجد الملحق بالوحدة الصحية التي إفتتحها إبن المنطقة الدكتور عبد الجواد باشا حسين في العهد الملكي،لم يجد غضاضة أن يتبرع بأرضه بل بتكلفته كما أكد  حفيده الأستاذ مينا مجدي لصاحب الحكاية.

و تلك الفروسية التي كان يتحلى بها الرجل حتى عندما قصدته البلد و هو يمر بظروف مالية سيئة أن يتبرع لمشروع جديد رفض التخلي عن قريته و قدم أفضل ما كان لديه، ليس لشئ إلا أنه إستحى أن يرد أهل بلدته  خائبين رغم ما يعانيه من القسوة المؤقتة للظروف .

الكاتب والمؤرخ الراحل موفق بيومي


يضيف موفق قائلاً : الحديث عن عمنا عبده أفندي ليس مجرد حديثا مرسلا نطنطن فيه بالتعايش الإسلامي -- المسيحي لكنه أيضا فرصة مهمة -- بل بالغة الأهمية -- أن نشير إلى الدور الماسي -- و ليس مجرد الذهبي -- الذي كان يلعبه اثرياء مصر في العصر الملكي و مشاركتهم المجتمعية المذهلة .

  بقيت الإشارة إلى لقب «أفندي» الذي كان يلازمه و الذي قد يحسبه البعض الآن نوعا من الإقلال لشأنه و لكن كل ما في الأمر أن الرجل لم يحصل على رتبة "البكوية" فلم يكن أمام أهالي المنطقة سوى منحه أعلى لقب يعرفونه وهو ( أفندي ) الذي كان حكرا على صفوة الصفوة .. عبده أفندي الذي لم أره و لا أعرف -- بإستثناء الفيس بوك -- حتى احدا من أهله .. كم أنا فخور بك .



* الصورة لمؤسس العائلة و باني كنيسة القرية غطاس بباوي، مهداه ضمن أرشيف المؤرخ الراحل موفق بيومي من صديقه  صمويل واصف  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا على دعمكم المستمر

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون