عمل "شيال ومترجم وجارسون" وقاطعته عائلته ٣٠ سنه.. «جميل راتب» الانطوائي الذي حرره التمثيل - ويكي منيا

ويكي منيا

مدونة أرشيفية خاصة بتقديم المواد الوثائقية الصحفية لكل شئ عن محافظة المنيا، شخصيات عامة ، أماكن ، تاريخ العائلات ، وغيره من المواد الوثائقية التي قد تهم القراء من محبي التاريخ والتوثيق خاصة من أبناء محافظة المنيا

اخر الأخبار

اخر الاخبار

اعلان

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون

السبت، 20 نوفمبر 2021

عمل "شيال ومترجم وجارسون" وقاطعته عائلته ٣٠ سنه.. «جميل راتب» الانطوائي الذي حرره التمثيل

عمل "شيال ومترجم وجارسون" وقاطعته عائلته ٣٠ سنه.. «جميل راتب» الانطوائي الذي حرره التمثيل


جميل راتب حفيد هدى شعراوي




يرتبط إسم الفنان الراحل جميل راتب كثيراً بمحافظة المنيا،نظرا لأن عمة والدته هي إبنة عروس الصعيد رائدة الحركة النسائية المصرية والمناضلة هدى شعراوي، ما فرض على حياته كثيرا من الخصوصية والانطوائية التي لم يكن يرغب فيها، وأراد أن يكون لنفسه شخصيه فريدة بعيداً عن عالم السياسه رغم إرسال العائله له لدراستها في فرنسا.

التحق جميل راتب المولود في القاهرة في ١٨ اغسطس عام ١٩٢٦، بالمدارس الحكومية رغم قدرة عائلته المادية على الحاقه بمدارس أجنبية، إلا أن والده ابو بكر راتب أصر أن يلتحق نجله بمدرسة حكومية وحصل الطفل جميل على الشهادة التوجيهية " الثانوية العامة"  من مدرسة الإبراهيمية الثانوية.

يقول جميل راتب في إحدى اللقاءات التليفزيونية أنه من الصغر تتحدث أسرته بالعربية والفرنسية معا، وإصرار والدي على الدراسة في المدارس الحكومية مكنه من إتقان اللغة العربية الفصحى، بجانب تحدث الفرنسية والتي أجادها أثناء تواجده بفرنسا وتمثيل الأدب الفرنسي.
الطفل جميل راتب مع والدته



يضيف الفنان قائلاً: " كنت منطوي ومحدش سائل فيا، مكنتش شاطر في المدرسة، طالب عادي بس كنت بدور على حاجه نقصاني، حتى صعدت لأول مره على خشبة المسرح ضمن عرض مدرسي للهواة، وكنت مبسوط علشان لأول مرة حسيت ان الناس مهتمه وعاوزه تسمعني، رغم إن اللي بقوله مش كلامي بس كنت مبسوط، ومن هنا قررت إني لازم أبقى فنان وممثل".

رغبت العائلة أن يعمل جميل في مجال السياسة،نظرا لتاريخ عائلته النضالي والسياسي، فحصل على منحة لدراسة القانون في فرنسا، ولكن الشاب كان قد قرر دراسة الفن والتمثيل دون علم العائلة، فدرس السياسة يوما واحداً ثم التحق بمعهد التمثيل بفرنسا، وهنا تفاجأ بقطع الإعانة الأسرية عنه وكذلك إلغاء مصروفات منحة الدراسة، بعد علم أسرته بالتحاقه بالتمثيل، مما جعله يبحث عن أي عمل يعينه على المعيشه كي يكمل مسيرته الفنية التي لا تتعدى أياماً بين طلاب معهد التمثيل الفرنسي، فقرر العمل شيال بسوق الخضار صباحاً، وجارسون مساء لكنه طرد من المطعم بعد اسبوع.

لم ييأس الشاب في البحث عن حل فعمل مترجما للطلاب العرب وكذلك الجاليات ممن لا يتقنون الفرنسية،كل هذا من أجل عيون الفن، حتى أنه يقول دائما " أنا فخور بعملي شيال وجارسون لانه من المهم الاختلاط بالطبقات العامله والتعرف على جميع الناس، هذا ما كنت أبحث عنه، فلولا قطعت أسرتي نفقاتها ما كنت تقابلت مع هذه الطبقات حتى صرت واحد منهم،وهنا وجدت نفسي أخيراً واستطعت تكوين شخصية مستقلة ومتزنة نفسيا نتيجة هذا السعي والاختلاط".
الصحافة الفرنسية تتحدث عن الموهبة الشابة جميل راتب



كون راتب ومجموعة من الشبان الفرنسيين فرقة فنية كان من ضمنها الفنان العالمي "يونيسكو" والتي تحمل إسمه أحد أشهر المنظمات الخيرية العالمية ، ويحكي جميل عن ذلك قائلاً :" كنت عضو بإحدى الفرق المسرحية الشابة، والتي تكونت من عناصر جديدة، من ممثلين ومؤلفين ومخرجين جدد، كانت تقدم أعمالا من ذاتها، كان من أعضائها يونيسكو والذي أصبح بعد ذلك فنان عالمي" .

جميل راتب وعمر الشريف مشهد من فيلم لورانس العرب


عاش جميل راتب ٣٠ عام في فرنسا حتى عاد إلى مصر لظروف عائلية عام ١٩٧٤، صنع في تلك الفترة وشارك في عددها من الأفلام والمسرحيات العالمية منها فيلم " لورانس العرب" و" عمر المختار" وغيرها، وبعد العودة لمصر ترك بصمة فنية رائعة لمجموعة من الأعمال التي تصنف بين أفضل الأعمال الدرامية والسينمائية المصرية منها فيلم " الكيف" ومسلسل " يوميات ونيس"، كما شارك في عدة أعمال بالدراما التونسية.
جميل راتب بصحبة عائلته



تزوج راتب من فنانة فرنسية مسيحية، انفصل عنها وبقيت صداقتهما، وتوفى بعد صراع طويل مع المرض حتى افقده صوته، في  ١٩ سبتمبر ٢٠١٨، عن عمر يناهز ٩١ عام قدم خلالها أكثر من ٦٥ فيلم بين العربية والإنجليزية والفرنسية، ومجموعة من الأعمال الدرامية والمسرحيات





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا على دعمكم المستمر

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون