وجوه منياوية ساهمت في «ظهور الإسلام» .. كواليس إنتاج أول فيلم ديني في تاريخ السينما - ويكي منيا

ويكي منيا

مدونة أرشيفية خاصة بتقديم المواد الوثائقية الصحفية لكل شئ عن محافظة المنيا، شخصيات عامة ، أماكن ، تاريخ العائلات ، وغيره من المواد الوثائقية التي قد تهم القراء من محبي التاريخ والتوثيق خاصة من أبناء محافظة المنيا

اخر الأخبار

اخر الاخبار

اعلان

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون

الخميس، 28 سبتمبر 2023

وجوه منياوية ساهمت في «ظهور الإسلام» .. كواليس إنتاج أول فيلم ديني في تاريخ السينما

وجوه منياوية ساهمت في «ظهور الإسلام» .. كواليس إنتاج أول فيلم ديني في تاريخ السينما 







يحتفل العالم الإسلامي في مشارق الأرض ومغاربها بذكري المولد النبوي الشريف الذي يوافق 12 ربيع الاول من كل عام هجري، ومع حلول اي مناسبة دينية كالاحتفال بالمولد النبوي أو استقبال عام هجري جديد ، تطل علينا القنوات الفضائيه المصريه والعربية بمجموعة من الأفلام الدينية التي لا يعرض غيرها تقريباً منذ نعومة أظافري، فرغم مرور أكثر من ثلاثين عاما من عمري أشاهد عادة في كل ذكرى لمناسبة إسلامية واحد من الأفلام التالية " الشيماء - هجرة الرسول - فجر الإسلام - الرسالة" أشهر الأفلام الدينية المصرية على الإطلاق وكان آخرها من انتاج عام 1976 وهو فيلم الرسالة الذي عرض على نسختين عربية وأخرى إنجليزية بفريق عمل عربي ومن جنسيات أجنبية، ويعتبر فيلم الرسالة احدث وأضخم انتاج سينمائي لفيلم ديني ، حيث كان بالتعاون مع شركة فيلمكو وشركة مود سبيكتور العالمية، وقدرت ميزانية الإنتاج بحوالي 10مليون دولار عام 1976 انفقتها شركة المخرج السوري مصطفى العقاد وحقق إيرادات وصلت إلى 150مليون دولار بنسختيه العربية والعالمية، ويكفي القول أن النجم العالمي انطوني كوين كان من ابطال النسخة الإنجليزية لفيلم الرسالة والذي يحكي تاريخ ظهور الإسلام بتفاصيل دقيقة منذ البعثة النبوية وحتى انتشار الإسلام حتى سنة إنتاج الفيلم.

كانت هذه معلومات بسيطه عن معايشتي للافلام المعدودة التي تناولت ظهور الاسلام وسيرة نبينا محمد صل الله عليه وسلم، ولا أعرف سبباً لعدم انتاج المزيد من الأفلام الدينية التي قد لا تتعدى عشرة افلام منذ بداية السينما المصرية حتى الآن.

وبالحديث عن بداية السينما المصرية وبالتأكيد مصر سباقة في مجال السينما عن الدول العربية، فقد شهد عام 1927 انتاج اول فيلم سينمائي مصري ، وكان فيلما صامتا أنتجه أحد أقطاب عائلة الشريعي بالمنيا والذي يعد الاب الروحي للسينما المصريه، حيث أنتج احمد باشا الشريعي فيلم «ليلى» اول فيلم سينمائي صامت هدية لزوجته الفنانة عزيزة أمير، والتي لقبت بعد هذا الفيلم ب "ام السينما المصرية" لمساهماتها الفريدة بعد هذه التجربة، والتي كان من بينها حكايه الحلم الكبير بإنتاج أول فيلم سينمائي يتحدث عن رحلة ظهور الاسلام.

 بداية تحقيق الحلم


الفنانه عزيزة أمير 



أثناء مرض مفيدة محمد غنيم والمعروفة فنيا بإسم "عزيزة أمير" ، قدم لها زوجها أحمد باشا الشريعي هدية ثمينة نظرا لحبها الشديد للتمثيل وكانت عبارة عن أول آلة لعرض وتصوير المشاهد بمساحة 16 مللي في عام 1926 ،لتشاهد بها الأفلام القصيرة وهي في فراشها ، بعد ذلك بعام قام زوجها بعد شفائها من المرض بإنتاج فيلم يدعي ليلي من بطولتها ليكون بذلك أول فيلم سينمائي مصري فالتاريخ، منذ تلك التجربة أنتجت عزيزة امير عدة أفلام أخرى منها  بنت النيل وكفري عن خطيئتك ولم يلقى أي نجاح لكونه من الأفلام الصامته أيضا رغم عرضه عام 1933 في عصر عرض الأفلام الناطقة.

فكرت عزيزة امير بالابتعاد عن الإنتاج لفترة وظلت تعمل كممثلة رغبة في عودة قوية للإنتاج مرة أخرى، حتى التقت بمنياوي اخر وهو ابن مغاغه عميد الأدب العربي طه حسين واتفقا على تنفيذ اول فيلم ديني في تاريخ السينما المصرية والعربية.

"إتفاق إنتاج أول فيلم ديني"


في هذه الفترة كانت الفنانة عزيزة امير متزوجة من المخرج  محمود ذو الفقار، وقد التقيا بعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين وعرضا عليه إنتاج فيلم عن كتابة الوعد الحق والذي تحدث فيه عن رحلة ظهور الإسلام والمعاناة التي عاشها المسلمون الأوائل ، والذي قال عنه عميد الأدب العربي في لقاء مع الإذاعية سميرة الكيلاني: لقد كتبته بصدق وإخلاص.

وبالفعل كان طه حسين صادقاً في قوله لانه آثر للمرة الأولى والأخيرة أن يشارك في هذا الفيلم بصوته على الشاشة.

تم الاتفاق على كل شئ بين المنتجه عزيزه امير والدكتور طه حسين في حضور زوجها محمود ذو الفقار، وتم كتابه العقد لإنتاج اول فيلم ديني.



" تفاصيل العقد" 

جزء من صورة عقد الاتفاق بين طه حسين وعزيزة أمير 


وتنفرد مدونة ويكي منيا بعرض تفاصيل عقد الإتفاق المبرم بين طرفي الفيلم الدكتور طه حسين طرف اول وكلا من المنتجين السينمائيين عزيزة أمير وزوجها محمود ذو الفقار كطرف ثان، حيث اتفق الطرف الأول صاحب القصة والسيناريو والحوار على تحمل الطرف الثاني نفقة الفيلم كاملاً خلال ستة أشهر من تاريخ هذا العقد.

وجاء البند الثاني في العقد بأن يكون الدكتور طه حسين بصفته المؤلف هو المشرف على اختيار الممثلين والفنيين وكذلك الإخراج، وتعديل وحذف ومنع كل ما يراه مخالفا لفكرة نجاح المشروع تماشيا مع أهدافه الأدبية والدينية والفني.
وكشف البند الثالث من العقد الذي حصلت ويكي منيا على نسخة ضوئية منه ، أن يكون للطرف الثاني " المنتجين" الحق 
في استخدام صورة الطرف الأول في الدعاية للفيلم ووضع صورته في الإعلان عن الفيلم في نطاق ما يليق بالطرف الأول ومكانته واعتباره، وذلك بمجرد التوقيع على العقد.
 
وجاء في البند الرابع من تفاصيل العقد أحقية استخدام الفيلم مرئيا وعرضة عبر أثير الإذاعة .

وحول البنود المالية فكان مقررا في العقد أن يحصل العميد طه حسين على 15% من إيرادات حفلات عرض الفيلم بعد خصم عمولة التوزيع في كافة أقطار القطر المصري والعربي، وان يدفع المنتجين للمؤلف مبلغ 1000 جنيه بواقع 500 جنيه عند التوقيع و250 جنيه بعد ثلاثة أشهر من تاريخ العقد الذي تم توقيعه من كلا الطرفين في 4 يونيو عام 1952، وتم الاتفاق بأن يؤجل تصوير الفيلم حتى منتصف شهر أكتوبر عام 1952. 

"خلاف ينهي الحلم"


وطبقا للمثل القائل تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ، فقد وقع خلاف بين الدكتور طه حسين والمنتجين عزيزة امير ومحمود ذو الفقار أدى لتحويل إنتاج الفيلم لشركة اخرى وعرض الفيلم قبل الاتفاق المبرم مسبقا فكيف حدث ذلك؟

تشير مصادر تاريخية أنه كان من المفترض أن يظهر الفيلم من إنتاج عزيزة أمير ومحمود ذو الفقار لولا خلافات وقعت بينهما وبين طه حسين، فكان من المفترض حسب العقد الموقع بينها أن يحصل عميد الأدب العربي على مبلغ 1000 جنيه يتقاضاها مقسمة، يحصل على مبلغ500 جنيه عند التوقيع و250 جنيها بعد 3 أشهر من توقيع العقد وبقية المبلغ بعد تسليمه حوار الفيلم على أن يتم إنتاجه في عام 1952.

ويبدو أن الاختلاف على إسم الفيلم كان السبب في إنهاء المشروع وتحويله إلى المنتج ابراهيم عز الدين، حيث كتب المنتجان في العقد الأول أن اسم الفيلم " ميلاد النبي" وكانا يرغبان في عرضه في موسم المولد النبوي، ولكن يبدو أن نفس المشروع كان يدرس في مكان آخر.



" ظهور الاسلام في السينما المصرية"

وتطرح ويكي منيا سؤالا تحليليا هو كيف يكون عقد فيلم ميلاد النبي - وهذا إسمه حسب العقد المبرم في يونيو 1952-، هو نفس الفيلم أيضا المأخوذ عن نفس الرواية الوعد الحق لذات المؤلف والذي أنتجه وأخرجه ابراهيم عز الدين بعنوان ظهور الاسلام والتي تشير اغلب المقالات بأنه تم إنتاجه عام 1951.
يجيب على ذلك "ضمنيا" عدد جريدة أخبار اليوم الصادر عام 1953، والذي كشف مفاجأة مدوية حول موعد الدعاية المقرره لفيلم ظهور الاسلام.




"موعد الدعاية للفيلم" 





فقد نشر عدد أخبار اليوم الصادر في 31 مايو عام 1953، خبرا أعلن وجود نزاع قضائي بين مؤلف الفيلم الدكتور طه حسين ومنتجه المخرج ابراهيم عز الدين ، جاء بين السطور أن "وقد اختارت الشركة المنتجة شهر رمضان المعظم لبدء حملة دعاية ضخمة للفيلم وذلك عام 1952 مما ساعد على نجاح الفيلم نجاحًا ساحقا، ولم يحصل الدكتور طه حسين على اي مبلغ خاص بالدعاية بدعوى أنه لم يتم الاتفاق على ذلك في العقد المبرم بين المنتج ابراهيم عز الدين وبين الدكتور طه حسين"

 
ومن هنا ترى "ويكي منيا" أن العقد المبرم مع شركة عزيزة أمير ومحمود ذو الفقار، قد يكون مشروعاً جديداً لنفس الفيلم لان العقد بين المنتجان والمؤلف هنا كان يمنح طه حسين نسبة 15% من حصيلة إيراد الحفلات بجانب حق استغلال صورة الاديب طه حسين في الدعاية للفيلم حسب العقد المبرم.

"اسهامات منياوية"

 
أشرنا مسبقا أن الدكتور طه حسين وهو ابن المنيا مؤلف فيلم ظهور الإسلام قد شارك بتقديم الفيلم كمقدمه صوتيه، بجانب أن الفنان الكبير توفيق الدقن كان من بين الممثلين لهذا الفيلم وكان وجه جديد بجانب الفنان الكبير احمد مظهر والفنان القدير عماد حمدي.
ويذكر أن الفنان توفيق الدقن من مواليد محافظة المنوفية لكنه قضى سنوات عديدة من عمره في محافظة المنيا والتي شهدت مراحل حياته كثيرة له قبل التمثيل حتى أنه كان لاعبا بنادي المنيا الرياضي وكاتب حوادث بمحكمة المنيا ومديرا لمعمل البان ،قبل أن يتم  اكتشافه ممثلا بالصدفة بفريق التمثيل لجمعية الشبان المسلمين وكان أول عرض بالصدفة على مسرح سينما ميدان بالاس بالمنيا.

وبذلك يكون فيلم ظهور الإسلام اول فيلم ديني لمؤلف منياوي وشهد محاولات من شركة عزيزة امير التي بدأت الإنتاج على يد ابن سمالوط أحمد باشا الشريعي وشارك في التمثيل الفنان توفيق الدقن الذي تم اكتشافه ممثلاً لفريق الشبان المسلمين بالمنيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا على دعمكم المستمر

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون