«جيوش الشمس» .. عندما حول "شادي عبد السلام" دبا.بات إسرا*ئيل"مراجيح للأطفال"!!
تحتفل مصر وشعبها هذه الأيام بالذكرى الحادية والخمسين لنصر اكتوبر العظيم، أهم إنتصار عسكري في العصر الحديث، وترتبط ذاكرة الأجيال الجديدة بحرب أكتوبر بالأفلام التي تجسد المعركة وأحداثها منذ نكسة يونيو ١٩٦٧ وحتى العبور العظيم، ولعل من أهم الأفلام التي نقلت تفاصيل المعركة الخالدة فيلم جيوش الشمس للمخرج ذات الأصول المنياوية شادي عبد السلام.
يعتبر فيلم «جيوش الشمس» من أوائل الأفلام التي وثقت حرب اكتوبر ١٩٧٣، هذا الفيلم يحمل أهمية خاصة جداً في تاريخ الأفلام الوثائقية التي أنتجتها مصر بشكل عام كونه الفيلم الوحيد الذي صور مشاهد واقعية من على الجبهة ليوثق بشكل لحظي عملية العبور بشكل كامل ودقيق بدون صناعة أي مشهد أو تصميم ديكورات، حيث امتدت دقائق التصوير من على خط النار لمدة تخطت نصف الساعة، ليسجل «جيوش الشمس» إسمه في تاريخ السينما بشكل عام بأنه الفيلم الوحيد الذي صور مشاهد حقيقية لحرب أكتوبر.
شادي عبد السلام يفحص دبابات العدو |
"جيوش الشمس"، من أعمال المخرج العالمي شادي عبد السلام المولود في الاسكندريه، من عائلة منياوية عريقة هي عائلة آل شادي، وسنسرد عبر ويكي منيا حلقات خاصه سنكشف خلالها تفاصيلا جديدة عن حياته بعروس الصعيد لاحقاً على لسان المخرج شادي عبد السلام وأفراد عائلته ايضا
بالعودة إلي جيوش الشمس الذي أخرجه شادي عبد السلام وساهم في كتابته وانتاجه، سنجد أن مدة الفيلم تبلغ 38 دقيقة، وهو من إنتاج مركز الفيلم التجريبي الذي كان يرأسه شادي عبد السلام، ويتبع المركز القومي للسينما بوزارة الثقافة.
لماذا «جيوش الشمس» تحديداً ؟
يحمل عنوان "جيوش الشمس" دلالة تاريخية، إذ يُعتبر الاسم الذي أُطلق على الجيش المصري منذ أكثر من سبعة آلاف عام،ويعرض الفيلم جميع مراحل حرب أكتوبر، بدءًا من العبور العظيم للدبابات عبر الكبارى والجسور العائمة، واقتحام خط بارليف، وصولًا إلى رفع العلم على سيناء، كما يتضمن مشاهد للخنادق والمدافع ودبابات العدو التي تم تدميرها، بالإضافة إلى لقطات توضيحية من عناوين الصحف العالمية وتعليقاتها على الحرب.
الفيلم الوحيد تاريخياً الذي عبر مع الجنود
من تسجيل شهادات الجنود أثناء العبور |
يتذكر الخبير العسكري د. سمير فرج، كواليس تصوير الفيلم،اذ كان مديراً لتصوير «جيوش الشمس» حيث قال: "كان قطاع الشؤون المعنوية بالجيش هو أول من بدأ التصوير في ساحة الحرب. بدأنا التصوير في اليوم الثالث للمعركة، وكان لدينا فريقان: الأول بقيادة إبراهيم غراب مع سمير بهزان ومجدي هداية، والثاني قيادتي ومعي المخرج شادي عبد السلام ، حيث شارك شادي عبد السلام أيضًا في التصوير، قمنا باستخدام كاميرات سينمائية من نوع "أريفليكس 35"، وكان الراحل أحمد سامي ومحمد الجوهر هما المسؤولين عن الإنتاج."
نادية لطفي تدون شهادات الجنود بمعركة العبور
شاركت نجمة السينما المصرية، نادية لطفي، في الفيلم، حيث أدت دورها كمتطوعة في مستشفى المنيل الجامعي، وليست كممثله وكانت تشرف على رعاية الأبطال الذين أذهلوا الجميع بإصرارهم على العودة إلى ساحة المعركة رغم عدم اكتمال شفائهم.
صور الفيلم لقاءات مع الجنود في قلب المعركة لتوثيق ما يحدث بالفعل والتعبير عن مشاعرهم، وقد أبدى الأبطال دهشتهم من المفاجأة، حيث سارع أول من تلقى الأوامر بالعبور وهو يحمل مدفعًا يفترض أن يحمله ثلاثة جنود، وتبعته باقي القوات بنفس الحماس، وأشار أحد الأبطال إلى أن الحرب كانت نزهة مقارنة بالتدريبات العنيفة التي خضعوا لها على مدى ست سنوات استعدادًا للقتال.
كما عرض جيوش الشمس أيضاً ردود أفعال الصحافة العالمية وصدمتها مما قام به المصريون الذين فاجأوا العالم بعبور القناة.
مركبات ودبابات اسر*ائيل "مراجيح للأطفال"
بعد نهاية حرب أكتوبر ١٩٧٣ وخلال احتفالات مصر بعيد الفطر كأول عيد بعد معركة نصر العاشر من رمضان، ذهب فريق العمل لتصوير مشاهد ستظل نادرة - كما بقية المشاهد- حيث سمحت الشئون المعنوية لأهالي الجنود والمصريين بالاحتفال على الجبهة، ليكتشفوا بأنفسهم عظمة ما قام به الجيش المصري من تدمير لأسطورة الجيش الذي لا يقهر، وهنا برزت عظمت شادي عبد السلام وعاطف الطيب إذ قاما بصحبة فريق التصوير بتصوير الاطفال وهم يعبثون ويلعبون داخل وبجوار مركبات ودبابات العدو في صورة وصلت للعالم بأن أطفال المصريين حولوا دبابات ومعدات إسرائيل ملاهي ومراجيح كما يقال باللهجة العامية المصرية.
عاطف الطيب مساعد مخرج بالفيلم |
يجدر بالذكر أن مساعدي المخرج شادي عبد السلام كانا عاطف الطيب وإبراهيم الموجي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا على دعمكم المستمر