قرية "سوادة".. عندما أنقذ جمال عبد الناصر 127 أسره من التشرد بعد هجوم "النمل الأبيض" !! - ويكي منيا

ويكي منيا

مدونة أرشيفية خاصة بتقديم المواد الوثائقية الصحفية لكل شئ عن محافظة المنيا، شخصيات عامة ، أماكن ، تاريخ العائلات ، وغيره من المواد الوثائقية التي قد تهم القراء من محبي التاريخ والتوثيق خاصة من أبناء محافظة المنيا

اخر الأخبار

اخر الاخبار

اعلان

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون

الأحد، 14 يوليو 2019

قرية "سوادة".. عندما أنقذ جمال عبد الناصر 127 أسره من التشرد بعد هجوم "النمل الأبيض" !!


 قرية "سوادة" ... عندما أنقذ جمال عبد الناصر 127 أسرة  من هجوم "النمل الأبيض" 





في عام 1960 إستيقظ أهالي نجع صغير كان يسمى نجع "الحاجر" بمدينة المنيا وتحديدًا بالمنطقة  الواقعة ضمن مناطق شرق النيل بالمنيا، علي كارثة هجوم الآلاف من حشرة  "الأرضة"،  أو ما تعرف علميا بــ "النمل الجبلي الأبيض" ،والذي هاجم بضراوة جميع ألياف البيوت المسقوفة بجريد النخل والخشب وتسبب في تأكل أثاث تلك المنازل البسيطة ، الأمر الذي أدي لهجرة أسر النجع لمدة عامين حتي إستغاثوا بالرئيس جمال عبد الناصر بعد نجاح ثورة يوليو 1952 ، ومنذ هذا التاريخ لم تقم أي جهة بتوثيق هذا الحدث الغريب رغم كونه يمثل كارثة طبيعية تحدث للمرة الأولي في صعيد مصر ، سوى فنان عاش واقع هذه التجربة والذي وثقها من خلال لوحة فنية أطلق عليها "الأطلال".


يقول الفنان فتحي إدريس عضو نقابة الفنانين التشكيلين ، من قام بتوثيق الحدث، أنه قام برسم هذه اللوحة تذكيرًا للكارثة الطبيعية التي وقعت عام 1960 قبل أن يخفيها التاريخ بفعل التجاهل أو النسيان  ،لذا أطلقت عليها إسم الأطلال ، فتصور اللوحة أطلال عزبة صغيرة  بمنطقة سواده إستيقظ أهلها علي كارثة طبيعية عام 1960 بعد هجوم النمل الأبيض من الجبل عليهم مما أدي لتأكل البيوت بشكل كبير وكذا أثاث الأسر البسيطة من (دواليب – أبواب – شبابيك ) مضيفا : حتي الملابس لم تسلم من هذه الحشرة التي أكلت كل شئ في كارثة طبيعية تحدث للمرة الأولي، أدت لترك هذه الأسر للعزبة  والعيش في الخيام  حتي بعد نجاح ثورة 1952.



وسرد  إدريس أن أهالي النجع المهاجرين  لجأوا للرئيس جمال عبد الناصر لرغبتهم في إعمار العزبة المتهالكة وعودتهم لمنازلهم وأهليهم  وإنقاذهم من البرد ، فأمر علي الفور ببناء قرية جديدة تسمي  " منشية سوادة" بعيدًا عن حضن الجبل الذي كان الموقع القديم للعزبة .


وأضاف الفنان التشكيلي ، ظلت البيوت واقفة في مكانها وقد خلت من أبوابها ونوافذها وسقوفها ، أطلالا تنعى ساكنيها القدامى سنوات عديدة ،  حتى أصدر اللواء حسن حميدة  محافظ المنيا الأسبق  تعليماته بإنشاء طريق جديد الى مدينة المنيا الجديدة يختصر المسافة بين المدينة الأم والمدينة الجديدة ، ووقع إختيار المكتب الإستشارى والهندسي علي موقع طريق "الأوسط" حاليًا.





وأوضح عضو نقابة الفنانين التشكيلين ، أنه بمجرد علمه بالخبر سارعت الى المكان وقمت بتسجيله من الواقع  ليبقى في ذاكرة الأمة ، وهنا يبرز الدور الهام  للفن والإبداع في تسجيل الأحداث أو الأماكن  حتى لا تفارق وجداننا  وتظل شاهدة على تاريخ المكان وأحداثه  بحلوها ومرها، مشيرا أن اللوحة رسمت زيت علي توال بحجم 75 × 105 سم.

وأشار أحد أهالي نجع "الحاجر" المعاصرين للحدث، ويدعى محمود على، أنه تم تكليف لجنة من رئاسة الجمهورية قوامها ثلاثون فردًا، قاموا بزيارة بيوت النجع المتهالكة، وأخذوا عينات من النمل وقاموا بتحليل جيناتها، حتى أنهم أجمعوا  أن إستمرار هجوم النمل الأبيض "سيأكل المدينة" بالكامل.

ويستكمل المواطن قائلًا: تم تصوير الموقع لبناء قرية جديدة عُرفت بإسم "منشية سوادة" بدلًا من قرية نجع الحاجر ، وضمت القرية الجديدة 127 منزل، وتم منح المنازل للأهالي المتضررة في صورة أقساط ولأن حالة أهالي النجع المادية لم تكن ميسرة ،قدمنا العديد من الإلتماسات لعدم القدرة على الدفع، وقمنا بتكوين وفد للذهاب لرئاسة الجمهورية من أهالي النجع وتسليم شكاوي الأهالي للرئيس جمال عبد الناصر شخصيًا والذي أمر بتسليم البيوت للأهالي بدون دفع أية أقساط .


ويعد النمل الأبيض الجبلي، حشرة "كانسة" تتحرك في  سرية تامة ، وتتغذى على السيليولوز, وتعيش في مستعمرات تتنوع فيها الطوائف التي تختلف في بنيتها ووظيفة كل منها ، ويعتبر من أخطر الحشرات التي تقضي "سنويا" علي العديد من  الأبنية والأثاث والمكتبات وكذلك الأشجار المعمرة، وقد ورد ذكر هذا النوع من  النمل في القرآن الكريم في سورة سبأ حيث يرى بعض العلماء أن النمل الأبيض هو "دابة الأرض" التي أكلت عصا "نبي الله سليمان"  المشار إليها في قوله تعالى : (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته).



هناك 6 تعليقات:

شكرا على دعمكم المستمر

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون