المنيا أرض التوحيد ..حلقة 2.. عندما تمرد "أمنحوتب الرابع" على "زواج الملوك" لتكون"نفرتيتي" شريكة دعوته
نفرتيتي وإخناتون "أمنحوتب الرابع"
تحدثنا في
الحلقة السابقة من سلسلة "المنيا أرض التوحيد" عن نشأة الأمير أمنحوتب
الرابع "ملك مصر الموحد لاحقًا" وسماته الشخصية التي أهلته ليقود ثورة
دينية لتوحيد آلهة الفراعنة بعد ثورته وكشفه غرض كهنة آمون، وتواصل "ويكي
منيا" في هذه الحلقة تحضير الأمير
لإعلان دعوة توحيد الألهه، بصعوده على عرش الحكم صغيًرا ، وكيف تمرد على عرض زواجه
بأخته؟ وكيف أنقذته الظروف في زواجه بالملكة "نفرتيتي" والتي لم تكن من
العائلة الملكية ليحولها التاريخ لرمز خالد وعنوان لهوية محافظة المنيا؟.
بعد أن
تلقى الأمير أمنحوتب الرابع تعليمه بمقر مركز العقيدة بمدينة "أوون" –
عين شمس حاليًا – وتأثر بتعاليم الكهنوت وعلم نوايا كهنة آمون وإستغلالهم لمكانتهم
في الحصول على القوة والنفوذ، كما علمنا في الحلقة السابقة https://wikiminya.blogspot.com/2019/07/1_12.html، ظل أمنحوتب الرابع يفكر
في إحداث إصلاح جذري في الدين والحياة، فشارك والده الملك أمنحوتب الثالث الحكم ،
رغم كونه لم يكن ولي العهد ، ولكن يبدو أن كل شئ كان يساعده لنشر دعوته تدريجيًا،
فإختار الموت أخيه الأكبر "تحتمس" ليصبح أمنحوتب الرابع ولي عهد الملك
رغم صغر سنه ويشارك أبيه حكم البلاد طيلة سبع سنوات.
"كشف حقيقة كهنة آمون"
يقول فرج
عبد العزيز ، مدير هيئة تنشيط السياحة بتونا الجبل: " عندما شارك
أمنحوتب
الرابع والده في الحكم ،وجد أن فرصته قد حانت لكشف كهنة معبد آمون أمام الشعب
والحاشية والأسرة الملكية أيضًا، فكان دائم الإعتراض والرفض لما يدور ويحدث منهم، فهو يرى دائمًا أن
كهنة آمون مسيطرون على عقول الناس بإسلوبهم وألاعيبهم وترويجهم لبعض الأفكار الشاذة
من أجل الحصول على الهدايا والقرابين وتكوين ثرواتهم بدعوى إرضاء
"آمون".
ويضيف مدير
هيئة تنشيط السياحة "حملت فترة حكم الملك أمنحوتب الثالث رخاء كبير في مصر
ونماء لم يشهده أي عصر، وكان كهنة المعبد ضد أي أفكار إصلاحية خوفًا على ضياع
سيطرتهم على عقول البشر وبالتالي القضاء على مصالحهم الشخصية، وكان أمنحوتب الرابع
يتحين الفرص دائمًا لكشفهم بصفته ولي عهد الملك وشريك في حكم البلاد، فكان يرى أن
وجود الكهنة بأساليبهم تسبب في تعطيل العديد من الإصلاحات والتقدم للبلاد.
"وصاية الملكة"
الملكه تيي
ويقول محمود
مندراوي مفتش آثار منطقة المنيا الشمالية:
بعد وفاة أمنحوتب الثالث نُقلت الوصيه في الحكم للملكة تيي نظرًا لصغر سن أمنحوتب
الثالث وكانت ذائعة الصيت في الدهاء السياسي والحكمة، وعندما كبر صعد أمنحوتب
الرابع على العرش وقرر فور إعتلائه أعلن أن تكون ديانة مصر الرسمية هي عبادة
"آتون" وأنه لا وجود لعبادة آمون وكهنته بعد الآن، ففكر في أن يبحث عن
أرض جديدة تكون عاصمة لمصر ومركز للدين الجديد بدلًا من "طيبة" –الأقصر-
والتي كانت مركزًا لعبادة آمون، وحمل هذا القرار ويلاته على كهنة المعبد والذي أدى
لتراجع ثرواتهم بشدة.
"التمرد على الزواج الملكي"
شعر
"أمنحوتب الرابع" بحاجته لمن يناصره في إعلان دعوة توحيد الألهه، خاصة
في ظل ولاء وعبادة والده الملك أمنحوتب الثالث ووالدته الملكة "تيي"
لعبادة آمون وكهنته، فرفض الزواج من أخته – كان طبيعيًا عند الفراعنه – ليدخل في
صراع جديد داخل القصر الملكي، تشكل هذا الصراع لرفضه الزواج من أخته "الأميره
الوارثه "حيث جرت العادة في نسل الملوك أن يُجبر الأخ على الزواج من أخته
الوريثه لكي يصعد على العرش ويصبح حاكمًا للبلاد، ولكن لم يكن يرغب أمنحوتب الرابع
في الزواج من أخته، وفي ذلك يقول الدكتور رمضان عبده في كتاب (مصر القديمة الجزء
الثاني) في الجزء المخصص لزواج أمنحوتب ما يلي : (على الرغم من وجود الكثير من الفتيات
ممن يحملن لقب الأخت لأمنحوتب، لكنه لم يتبع العادة القديمة التي تلزمه بالزواج من
أخته الوريثه الشرعية للملك ، بل زاد وقرر الزواج خارج نسل الملك، وكانت تسمى
نفرتيتي وكانت إبنه لأحد كبار رجال الدولة وكان يدعى آي).
"نفرتيتي الداعمة والمُحبه"
نفرتيتي تهدي الورد لإخناتون
توفت الأميره
الوارثه شقيقة أمنحوتب الرابع وتم الزواج من نفرتيتي والتي إختلطت الآراء حول
نسبها ومصريتها- سنسرد تفاصيل حياتها في سلسلة خاصة – ويعني إسم نفرتيتي ها قد أتت
الجميلة باللغة الهيروغليفية، وبالفعل كانت تتمتع نفرتيتي بجمال خلاب ورجاحة عقل
مما شجع أمنحوتب على الزواج منها وتم الزواج عندما كان سن أمنحوتب 12عام.
" المنيا أرض التوحيد"
يسرد "فرج
عبد العزيز " كانت الجميلة نفرتيتي الداعم والشريك الرئيسي في مساندة أمنحوتب
الرابع في توسيع رقعة دعوته وإعلانها في كامل البلاد، حتى وأنه في إحدى الرحلات
الملكية بينهما إحتفالًا بالزواج ، أبحرا من طيبه بالمركب الملكي ووصلا إلي منف، وظلا مستمتعين بالأجواء النيلية، حتى شرد فكر
أمنحوتب بالبحث عن أرض جديدة لم يعبد فيها أي إله، وتحدث مع زوجته في هذا الأمر ،
فكان لها دورًا كبيرًا في مساندته وإقناع العديد من السيدات بالهجرة نحو أرض جديدة، خاصة في ظل الحروب والصراعات
الشديدة التي واجهت الدعوة الجديدة من قبل كهنة آمون ومؤيديه في طيبه، فتمسك
أمنحوتب بفكرة الهجرة وإعلان عاصمة جديدة للبلاد، أرض لم يشيد عليها أي معبد لأي
إله، ولم تدنس بأفعال الكهنة، فظل يبحث حتى وقع إختياره على منطقة جديدة أسماها
"آخت آتون" وهي منطقة "تل العمارنه" بالمنيا حاليًا، وعملت
نفرتيتي على إقناع المواطنين بالهجره إليها من رجال ونساء، وكان من يهاجر يحصل على
إمتيازات عديدة منها منزل مزود بحديقة وعبادة إله واحد يساوي بين الجميع، فكانت تل
العمارنه وأصبح إخناتون.
كيف شيدت
مدينة "آخت آتون" ولماذا كانت تل العمارنه تحديدًا؟ وماذا حملت من فنون العمارة الجديدة التي أحدثت
ثورة في العالم وقتها؟ وكم عدد معابد آتون بها؟، وكيف غير أمنحوتب إسمه لإخناتون؟ وسر الحب الخالد ومراسم العبودية
لدين التوحيد؟ كل هذا وأكثر سنعرفه في الحلقة القادمة من سلسلة "المنيا أرض
التوحيد"...فتابعونا.
مدون مصري مهتم بكتابة تدوينات عن محافظة المنيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا على دعمكم المستمر