نشأ بين أحضان عائلة فنية صعيدية، دون أن يعلم أنه سيكون صاحب أكبر قدر من شهرتها رغم صغر سنه الذي لم يتجاوز
عقوده الأربعة من العمر، ليتفاجأ الجميع بنبأ وفاته – إلا هو- حيث وافته المنية في نوفمبر2003ولم يكمل عامه الــ38 بعد أن أضحك الملايين من المصريين
بأعماله الفنية في السينما والدراما التليفزيونية والمسرحية، إنه أحد رموز محافظة
المنيا الفنية، المعروف بين أبناء قريته بالناظر عاشور صلاح الدين، الفنان
الراحل.."علاء ولي الدين".
إلتقينا بأفراد من عائلة الفنان الراحل علاء ولي الدين من مسقط رأس والدة بقرية "الجندية" التابعة لمركز بني مزار، للحديث حول أهم وأغرب كواليس حياته الفنية والشخصيه وكواليس وفاته المفاجئة.
"فنان بالوراثه"
ولد علاء سمير سيد علي ولي الدين، في 23سبتمبر1963،بالقاهرة ووالده هو
الفنان "سمير ولي الدين" إبن قرية "الجندية" ببني مزار، والذي قام بدور "الصول حسين" بمسرحية
"شاهد مشفش حاجه" للزعيم عادل إمام والفنان عمر الحريري، وكان هذا الدور هو الأشهر في حياة والده الفنية القصيرة، حيث كان يعمل مدير عام العلاقات العامة بديوان محافظة القاهرة،لكنه كان يعشق التمثيل، فعرض عليه الفنان عمر الحريري تجسيد دور
الشاويش حسين إلا أن والدة العالم الأزهري رفض هذا الأمر إلي أن أقنعه "سمير" بأن الدور في مسرحيه ولا يوجد به أي
محاذير ، وكان علاء يحب التمثيل مثل والده.
"الزعيم يتنبأ بموهبته"
كشف فتحي إبراهيم علي ولي الدين، نجل عم الفنان علاء ولي الدين ، كواليس حياته
الفنية، والتي من أهمها علاقته ووالدة بالزعيم عادل إمام، مشيرًا أن الفنان الكبير
عادل إمام كانت تربطه علاقة صداقة فنية بالممثل سمير ولي الدين، والد علاء،وكان من
ضمن الحاضرين للإحتفال بـ "سبوع علاء"، وعندما شاهده عادل إمام قال ضاحكًا
لوالده سمير: "سيكون ممثل كوميدي كبير" ومن هذه اللحظة كانت بداية
التنبؤ بموهبة علاء ولي الدين.
"وزنه كاد يمنعه من التمثيل"
وأضاف "فتحي": علاقة علاء ولي الدين بالفنان عادل إمام
إمتدت بعد ذلك، حيث كان سببًا في قبوله بمعهد التمثيل رغم رفضه، فعندما تقدم الراحل لإختبارات معهد التمثيل تم رفضه بسبب حجمه
حتى توسط له "عادل إمام" وقام بمحادثة مسؤلي المعهد ليلتحق بعدها مرة
أخرى بالإختبارات ويصبح طالبًا بمعهد التمثيل مع كل من الفنانين أشرف عبد الباقي
ومحمد هنيدي وأحمد السقا رغم كونه طالبا بكلية التجارة التي تخرج منها عام 1985،
كما منحه عادل إمام فرصة الظهور لأول مرة في فيلم "الإرهاب والكباب" ثم
فيلم "المنسي" حتي بزغ نجم علاء ولي الدين في سماء الفن .
"صداقاته الفنيه"
وعن أقرب أصدقائه في الوسط الفني، يؤكد فتحي بأن علاء كان على علاقة قوية
بالفنانين محمد هنيدي وأحمد آدم وأحمد السقا وأشرف عبد الباقي وكانوا الأربعة أول
الفنانين الذين تواجدوا في عزائه وقبلها في المستشفي لحظات وفاته قبل أن يأتي جميع
الفنانين للعزاء وعلى رأسهم الفنان عادل إمام.
" ضريح الشاذلي والسيدة "
وذكر "محمد عباس ولي الدين" أحد أفراد العائلة أن الراحل علاء
ولي الدين كان دائم التقرب من أولياء الله الصالحين ، وكان يحرص دائما على زيارة
مسجد السيدة زينب وضريح الشيخ الشاذلي بالبحر الأحمر، رغم بعد مسافته ووجوده في
منطقة شبه نائية كان يذهب للضريح بصحبة إبن عمته الشيخ ثروت عبد المنعم لأنه كان
دائما ما يتذكر الموت ويحب التقرب لله
وكأنه يشعر بقرب أجله.
"دائم الرفض للزواج"
وعن سبب عدم زواج الفنان الراحل
حتي وفاته، أكد فتحي إبراهيم أن الراحل علاء ولي الدين كان دائم الرفض لفكرة
الزواج، وعندما كنا نحادثه في هذا الأمر كان يرد بجملة واحدة "لما ربنا
يريد"، لكنه كان دائم التودد بالعائلة في الصعيد وكان دائم الحرص علي التواجد
معهم سواء عن طريق زياراته للقرية ببني مزار أو لمنزل عمته بمطاي أو دعوتنا
لزيارته بالقاهرة وأذكر أنه دعاني وإبن عمه علي حضور مسرحية بمسرح رمسيس بالتحرير.
أطفال العائلة يلقبونه "عاشور"
وسرد محمد عباس أن أطفال العائلة كانوا لا ينادونه بإسمه بعد أدائه لدور
الناظر عاشور فكانوا ينادونه دائمًا "بعاشور" وكان علاء يرد ضاحكا معهم
بعاشور ..عاشور، مستطردًا: كان دائم التواصل مع عائلته وأبناء قريته على الرغم من
كونها زيارات معدودة إلا أنها كانت مسار فرحة وتجمع لكل أهالي القرية وكان يحرص
علي التقرب من الجميع .
"لبيك اللهم لبيك بشوارع البرازيل"
وعن المواقف الطريفة التي عاشها الراحل علاء ولي الدين، ذكر عباس أن قبل
وفاته بعام كان يقوم بتصوير فيلمه الأخير –الذي لم يكتمل- في البرازيل وأثناء
التصوير كان يوافق يوم الثامن من ذي الحجه ففوجئ زملائه بإرتدائه جلباب أبيض وسار
مع زملائه الفنانين في شوارع البرازيل مرددا "لبيك اللهم لبيك" إبتهاجا
منه بموسم الحج لشعوره الدائم بالتقرب من الله وتأثره بالجانب الديني كان يضفي
عليه حتى في أعماله الفنيه ، مشيرا أن بعد عودته من البرازيل ذهب لأداء العمرة .
"سبب الشهرة والمرض واحد"
خشيت أسرة الفنان علاء ولي الدين منذ صغرة من إصابته بالتخمة نتيجة حبه
الشديد للأكل وهو الأمر الذي تحول في كبره لمرض لكنه كان سبب شهرته الفنية أيضا،
فيروي فتحي ولي الدين 63عام ، أنه ذات مره عندما كان يقضي فترة تجنيده في القاهرة
ذهب إلى منزل عمه سمير وبعدها طلبت منه والدة علاء بأن يأخذه للتنزه لأنه كان
دائما ما ينام بعد الأكل فخشيت عليه من التخمة، حتي أنه رفض في بداية الإختبارات الأولي
بمعهد التمثيل ربما بسبب بدانته والتي حملت له بعد ذلك سبب الشهرة نتيجة حب الناس
لهيئته، ودلل محمد عباس أيضا على أن شكل علاء كان من أسباب شهرته كأحد التراكيب
السينمائية، فهيئة جسده بجانب خفة ظله منحته لمحة كوميدية خاصة.
"دفن بعد شراء مقبرته بـ 60يوم"
وأشار فتحي، بعد عودة علاء ولي الدين من العمرة ، أراد أن يشتري
"جبانة" وذهب لرؤية مقبرة للعائلة
في مدينة نصر وقال فور رؤيتها "الله ..نفسي أنام فيها..إمتى أجيّ
فيها!!" وكأنه يشعر أنه سيغادر الدنيا قريبا ليرحل عنا بعد شهرين فقط من شراء
المقبرة ، حيث دخل بعدها بأيام في أزمة صحية بأحد مستشفيات القاهرة ، وكان يرافقه
في رحلة مرضة كل من الفنانين "أشرف عبد الباقي ومحمد هنيدي" بصحبة أبن
عمي المتواجد بالقاهرة ، للاطمئنان علي صحته ،حتي إشتد المرض عليه ، وفي صبيحة عيد
الأضحى الموافق 11فبراير 2003 قام علاء
بذبح الأضحية وبعدها دخل ليستريح لشعورة بالإرهاق لكنها كانت نومته الأخيرة وتم
نقله بعدها مرة أخري للمستشفي وتوفي أثر أزمة قلبية مفاجئة، وقتها كنا في البلد
وتم إبلاغنا بالهاتف ولم نلحق دفن الجثمان وكنا متواجدون بالعزاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا على دعمكم المستمر