تسببت "خمسة قروشٍ" في نقل موقع محطة قطار المنياالأصلية إلي موقعها الحالي بمدينة المنيا، هذه ليست مزحة ولكن حدث ذلك بالفعل، فقد أُنشئت
محطة قطار المنيا الأولى عام 1875 وكان موقعها أمام مسجد السلطان الحبشي،أي على
بُعد 500متر من موقع المحطة الحالي.
وكان هناك
شخص يدعى "صاروفيم بك" الذي ينتمي إلي كبري العائلات القبطية بالمنيا، بذل هذا الرجل
مساعٍ كبيرة لنقل موقع المحطة من ميدان الحبشي إلي موقع يتوسط المدينة، فإشترطت
عليه مصلحة السكك الحديدية والتليغرافات في ذلك الوقت التبرع بأربعة أفدنة ونصف
لمبني المحطة وتوابعه وهي الورش والتفريعة ''اﻻضافية ''كما تبرع بفدان أخر للميدان
المواجه المحطة.
كانت الأرض
الجديدة التي سيبني عليها موقع المحطة تعرف بــ"أرض السرايا" نسبة لسراي
الخديوي إسماعيل "إستراحته" على نيل المنيا، وكانت مساحتها 129فدان.
وفي عام
1913نجحت محاولات "صاروفيم" في إنشاء المحطة، بعد أن قام بتقسيم مساحة الــ129فدان
بتحديد سعر المتر لــ"خمسة قروش عملة ميري" في المتر الواحد ورحبت الهيئة بهذا السعر الذي
سيجلب لها ربحًا ورواجًا لكل من يرغب بالشراء في منطقة المحطة الجديدة، ومع مرور
الوقت وبدء الشراء إرتفع سعر المتر تدريجيًا بعد أقل من عام ليصل إلي ثمانية قروش في القطع
العادية وعشرة كاملة للقطع المميزة، ثم إستمر
الصعود ببطء ليصل إلي جنيه ونصف للمتر قبل إندﻻع الحرب العالمية الثانية ، وبعد
إنتهائها قفز السعر إلي خمسة جنيهات.
خطط "صاروفيم بك" ميدان باﻻس علي بعد ثلاثمائة متر فقط من مبني المحطة وتبرع بأرض
الميدان ومساحته فدان كامل ، وتم تشييد فندق وسينما وعمارة سكنية كانت المحكمة
المختلطة بأحد أدوارها ..جميعها كانت في مبني واحد رائع علي الطراز اﻹنجليزي
بواجهة خمسة وستين مترا و إلي العمق بنفس الأمتار محتلة في النهاية مربعًا كاملًا
ومطلة علي أربعة جهات هي الميدان وشارعي ابن خصيب والحسيني ، أما الرابعة واﻻخيرة هو شارع المديرية الذي تطل
عليه السينما الصيفي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا على دعمكم المستمر