"منياوية صنعوا النصر"2..تعرف على سر الرقم "6" في حياة بطل قرية"إدمو" من النكسة للعبور
مُجند بالدفاع الجوي: حمّلت نفسي مسؤلية هزيمة >>67 <<بعد خطأ "أبو سلطان"..
وأقسمت على الثأر لزملائي السته
أحمد محمد حسن : سلاح الجو الإسرائيلي كان يقصف
"عمال التراحيل" لرعبهم من بناء "حائط الصواريخ"
دوّنَ أحمد محمد حسن ،صاحب الــ74عام، إسمه في
معركة العبور ، بأحرف من نور لما قدمه من بطولات
عدة أثناء تواجده ضمن سلاح الدفاع الجوي خلال حرب إكتوبر 1973.
وإلتقت
"ويكي منيا" مع إبن قرية إدمو بمركز المنيا ،ليحكي بين سطورها بطولات
وأمجاد ساهمت في بناء نهضة مصر الحديثه
بعد نكسة1967 وحتي تحريرها ،خلال
عشر سنوات قضاها في فترة تجنيده بدء من عام 1964وحتي 1974.
"البداية متطوع"
يسرد البطل أحمد محمد حسن ،حكايته بدءً من تجنيده
بصفوف الجيش المصري في 12إكتوبر 1964،رغم كونه وحيد أسرته إلا أنه هو من طلب
تجنيده ،نظرًا لحبه الشديد للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وتأثره بالأغاني
الوطنيه التي نمت بداخله روح التضحية والفداء،والتي جعلته مجندًا ضمن كتبية رقم (418) سلاح الدفاع الجوي والتي عُرفت
بــ"صواريخ سام 2" وكانت مهمته علي مدفع رباعي سريع الطلقات ،وحصل
المجند علي فرقة تمييز طيران مكنته من تمييز طائرات العدو من علي الأرض بكل سهولة
،وتحديد الطلقات التي تتعامل مع أنواعها المختلفة.
"إتصال القيادة"
وذكر
المجند: في إحدي المرات حاولت طائرتان
إسرائيليتان الهجوم علي الكتيبة علي إرتفاع منخفض ،وشاهدتهما من علي بعد، وقمت
بتحديد نوعيهما،وكان معي عامل النيشان علي المدفع، وأمرته بضرب دفعتين
"قسيم" فسفوريتان، لأن بعد هذه الضربة الأولي ستتعامل باقي فرق الدفاع
مع الهدف ،وبعدها جاءني إتصال من العقيد محمد أبو الرجال سالم قائد العمليات ليشيد
بالتعامل مع الطائرات الإسرائيلية لأن هذه العملية كانت من أولي العمليات التي قام
بها سلاح الدفاع الجوي .
"أخطاء مستفادة"
وأجهش
البطل في أثناء حديثه بالبكاء ،لتذكره الخطأ الوحيد الذي تحمل مسؤليته ،وذلك بعد
صعوده علي الجبهة في هزيمة يونيه 1967، عندما باغت الطيران الإسرائيلي منطقة
"أبو سلطان"،وعندما كشفته الردارات المصرية هبط من موقعه متجها نحو
البحر المتوسط على إرتفاع منخفض ،فبدراسة الموقف سينفذ وقود الطائرة قبل
مهاجمتنا،ولم أتوقع خدعة "الخزان الإضافي" حيث باغتت الطائرات
الإسرائيليه منطقة "أبو سلطان" مصحوبة بخزان إضافي وآخر أساسي إستخدم
الأول في عملية الخداع والتمويه التي تمت
في ضرب جميع مطاراتنا .
وأضاف: في
أثناء الهجوم علي موقعي كان توجيه مدفعي ناحية الشمال،وقمت برفع مرحلة الإستعداد
الأولي بخروج كل العساكر علي مدافعها إستعدادا للإشتباك وكذلك في مرحلة الإستعداد
الثانيه، وكان قوس نيراني في إتجاه الشمال،وشاهد العساكر قدوم ثلاث طائرات
إسرائيليه فأعطيت أوامر فورية بالضرب ونجحنا في "تطفيش الطائرات"، حتي
وقع هجوم مضاد خلف قوس النيران من إحدي الطائرات مستهدفه الفصيلة التي كانت خلفي، نتج عنه إستشهاد 6 أفراد من زملائي، وكان هذا
أكبر خطأ في حقي رغم أن الهجوم لم يكن في منطقة قوس النيران الخاص بي، إلا أنني
تحملت مسؤليتة، على الرغم من أنه لم يتم تنبيهي من الفصيله التي خلفي وإلا كنت
وجهت مدافعي نحو الهجوم وإستطعنا تدمير الطائرة ،وحينها أقسمت أن يخاصم النوم عيني
حتي أثأر لزملائي السته على مدار السنوات الست من النكسة للعبور.
وأشار مجند
الدفاع الجوي خلال حديثه لهجوم 4 طائرات أخري من طراز "سوبر مستير"
،إستطاع تحديدهم بالنظر وأمر عامل الضرب بإلقاء قذائف مدفعيه عليها وبعد القذيفة
الأولي فوجئت بصوت قائد السارية من خلفي يقول "دي طائرات ميج 17" مما
تسبب في إصابة عامل الضرب بالإرتباك ،وهربت الطائرات من تحت يدي وقامت بقصف إحدي
المستشفيات.
"التدريب العملي"
وتهكم أحمد على هجوم الطيران الإسرائيلي المستمر
حينها ،واصفًا إياه بأنه كان بمثابة "التدريب العملي" إستعدادًا لمعركة
العبور ،مشيرًا أن هجوم الطائرات كان بصفة شبه يوميه علي مواقعنا حتي يوم الخامس
من أكتوبر ،واليوم الذي لم يشن فيه علينا الهجوم كنا نحزن لعدم مهاجمتنا وإسقاط
طائراتهم ،رغم أن هذه الهجمات كانت تودي بحياة العديد من زملائي.
وشدد
المقاتل على رعب سلاح الجو الإسرائيلي من
محاولاتنا بناء حائط الصواريخ و"الدوشم الخرسانيه" حتي أنهم كانوا
يهاجمون "عمال التراحيل" الذين كانوا يقومون ببناء هذه الخرسانات ،وكنا
نتعامل معهم بالمدفعية لحماية عمالنا من القصف،حتي جاءت الأوامر ببناء هذه
الخرسانات الحامية للكتائب بالقاهرة بعيدًا عن الجبهة ونقلها سرًا بالليل عبر
سيارات حتي إستطعنا بناء هذه الدشم الخرسانية بعيدًا عن أعين العدو ونجحنا في
خداعه وإتمام حائط الصواريخ.
وكشف إبن
المنيا المقاتل عن رؤية جاءته في المنام وقت أداء خدمته العسكرية في منطقة دهشور
في إحدي ليالي 1967،إكتشف بعد معركة إكتوبر أنها كانت رؤية للعبور.
ويحكي
البطل أحمد هذه الرؤية قائلا "رأيت في منامي سقوط سته من أسناني مصحوبة
باللثة ،وأبكي وهم في يدي ،ليأتي أحد القادة وقال لي في الحلم "متخفش يا أحمد
هيركبوا تاني"، بعدها إستيقظت من نومي، لأكتشف بعد تسلسل الأحداث ومرور
السنوات السر الغريب في حياتي مع الرقم "6"، فلقد أطلق "موشيه
ديان"على نكسة يونيه بأنها حرب الست
أيام ،بعدها حادث سقوط الشهداء الست من
زملائي من الفصيلة السابقة لموقعي ، وعبرنا القنال في ست ساعات يوم السادس من
إكتوبر محطمين خط بارليف المنيع عندها تذكرت قول القائد "متخفش يا أحمد
هيركبوا تاني وبالفعل نجحنا في تحرير سيناء وإنهاء الإحتلال الإسرائيلي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا على دعمكم المستمر