"منياوية صنعوا النصر" ..على طريقة فيلم "الممر" إبن صفط اللبن يروى كواليس إنسحاب النكسة والإستعداد للحرب
أحد أبطال أكتوبر : "الرياح الناصري" أول خطوة لعبور "بارليف"..وأفتخر بــ"بطولات" قائد الجيش المنياوي
عبد الحميد :حفرت "قبر"مجند مات
"عطشا" بمنطقة "الممر" وقت إنسحاب 67
تحل علينا هذه الأيام الذكرى السادسة والأربعين لإنتصار حرب السادس من
أكتوبر عام 1973، إنتصار الهيبة والكرامة لدى المصريين وبخاصة أولئك الذين عاشوا
مرارة النكسة بعد الهزيمة دون حرب عام 1967، والتي مهما سمع الأجيال عنها لن
يستوعبوا مرارتها بقدر الذين عاشوها، سواء مواطنين أو مجندين وقيادات داخل الجيش،
الذين أقسموا على عدم العودة لمنازلهم وأبنائهم قبل النصر وإسترجاع الكرامة، وكان
من بين هؤلاء الجنود جندي مشاه يدعى أحمد عبد الحميد محمد حسانين، من أبناء قرية
"صفط اللبن" التابعة لمركز المنيا، والذي روى لنا لحظات حدوث النكسة
والتخطيط للإنتصار ورد الكرامة في يوم العبور العظيم.
قال أحمد عبد الحميد محمد حسانين، أحد مواطني قرية صفط اللبن التابعة لمركز
المنيا ،والذي كان ضمن جنود المشاة
المشاركين في حرب أكتوبر عام 1973،أنه شارك في العديد من الحروب والمعارك العسكرية
التي خاضها الجيش المصري بدء من حرب اليمن وحتي معركة تحرير سيناء،حيث تم تجنيده
في فبراير عام 1960كأحد المجندين بسلاح المشاة ،وكان من ضمن قوات اللواء 18 مشاة
المشاركة في حرب اليمن والتي عسكرة في ميناء "الحديدة"اليمني، إلي أن
عاد بعد إنتهاء حرب اليمن عام 1962 وتم ترحيله بعد نهاية الخدمة العسكرية (إحتياط)
،ثم تم إستدعائه للمشاركة بمعركة 1967 ضمن قوات اللواء "128" مشاة في
أسيوط تحت قيادة اللواء أحمد سري إبن قرية بني أحمد التابعة لمركز المنيا،تحرك هذا
اللواء لمنطقة تسمي "الرياح"وهذه المنطقة لها ذكري هامة في الإستعداد
والتدريب علي عبور خط "بارليف".
"إنسحاب مرير"
وعن ذكرياته حول نكسة يونيه ،حكي المجند السابق بالجيش، لحظة تلقي الجنود
أوامر الإنسحاب وكيفية دفنه لصديقه المجند الذي لقي حدفه بسبب السير لمده يومين
بالصحراء قائلا: "عندما صدر لنا أوامر بالإنسحاب ،إبان معركة 1967من قائد
اللواء،كنا بمنطقة (ممر) يسمي
"متلا" غرب قناة السويس،إنسحبنا من الموقع ،وصرنا نسير على أقدامنا لمدة
ثلاثة أيام ،كنت لا أحمل سوى سلاحي وجهاز راديو وبلا أية أمتعه،حالي كحال باقي
المجندين.
"دفنت صاحبي
بإيدي"
وأضاف عبد الحميد : " في اليوم الثاني من الإنسحاب لقي أحد المجندين
مصرعه من شدة حرارة الشمس وعدم وجود أي مؤن أو مياه،وقمت بحفر قبر صغير له بيدي
فلم يكن معنا أية معدات ولو بسيطه للحفر،ووضعت جسدة حسب الشريعة الإسلامية ،ثم
أتيت بقطعة من جريد النخيل ووضعتها أعلي هذا القبر الصغير ،خوفا من أن يدهس أحد
المارة جثمانه دون قصد،وكان هذا المشهد من أكثر المشاهد قسوة ومرارة التي شاهدتها
.
"سلاح جديد
ومشروع العبور"
وذكر جندي المشاه أنه تفاجأ بتغيير سلاحه أثناء حرب الإستنزاف، موضحًا أنه تم إستدعائه في بداية حرب الإستنزاف لكنه لم
ينضم لقوات سلاح المشاة ،بل تم إنضمامه
للكتيبة (611) التابعة لسلاح المهندسين "كباري" ،في هذه الفترة تدربنا
علي مشروع مصغر لإنشاء كوبري لعبور خط بارليف بمشروع يسمي "الرياح
الناصري" عام 1970 ، وكان هذا أخر مشروع "رياح" ينفذه الرئيس
الراحل جمال عبد الناصر ،وكان هذا المشروع بمثابة الخطوة الأولي للتدريب علي عبور
خط بارليف المنيع الذي تحقق في عبور إكتوبر 1973،وقمنا بالفعل بوضع هذا الكوبري
ضمن كباري المهندسين التي إستخدمت في عبور الجنود والأسلحة لقناة السويس.
"قائد الجيش
المنياوي"
وفي ختام حديثة ،أثنى المجند الأسبق على أحد قيادات حرب أكتوبر البارزة،الفريق
أول فؤاد عزيز غالي،إبن مركز ملوي بمحافظة المنيا،والذي كان قائد الجيش الثاني
الميداني في 1973،ووصفه عبد الحميد بأحد قيادات المنيا الوطنية البارزة، قائلا
:أفتخر بقيادة الفريق أول فؤاد عزيز غالي لقيادة الجيش الثالث الميداني في معركة
إكتوبر،والذي كان من أبرز قيادات الجيش المصري في معركة العبور ،وأحد الشخصيات
الوطنية الأصيلة في تاريخ مصر.
ويعد الفريق فؤاد عزيز غالي ،من أبرز القادة العسكريين المصريين،وكان له
دورا بطوليا في معركة أكتوبر لقيادته الجيش الثالث الميداني،وكان قبلها قائدا
للفرقة 18 مشاة التي حررت مدينة القنطرة بعد تدمير جميع المواقع الإسرائيلية بها، وتأمين منطقة شمال القناة
من القنطرة إلى بورسعيد ،ونظرا لبطولاته في حرب إكتوبر تم ترقيته من
عميد إلي لواء وتعيينه قائدا للجيش الثاني الميداني ليصبح أول قبطي يصل لقيادة
الجيش، ثم منحه الرئيس السادات رتبة فريق أول تكريما لبطولاته ،وعين محافظا لجنوب
سيناء بعد أدائه للخدمة العسكرية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا على دعمكم المستمر