"منياوية صنعوا النصر 4" .. قائد صاعقة بحرب أكتوبر : عبد الناصر وضع الخطة "200" للمعركة .. وتدربنا على "العبور المائي" بصورة يوميه
فؤاد: تجنيد أصحاب المؤهلات وتحديث الكتائب بداية
التصحيح.. وقمت بحماية عناصر خطة "التمويه"
لا زلنا نستكمل حلقات "منياوية صنعوا النصر"
والتي خصصناها لتخليد ذكرى بطولات وأمجاد قادة وجنود ربما لم يمر التاريخ على
ذكراها، إما بفعل النسيان،أو الغفلة، خاصة عندما يتعلق الأمر ببطولات أبناء الصعيد
ومحافظة المنيا بالتحديد، فكان لزامًا أن نكرم أصحاب هذه البطولات في ذكرى ملحمة
العبور العظيم، من خلال سطور هذه السلسة.
"بطولات قائد"
بطل حلقتنا الرابعة من السلسلة هو مواطن مصري أصيل، يشهد له الجميع
بالكفاءة وحب الوطن، منذ ريعان شبابه حتى الشيبة، عُرف دائمًا بأدواره الخدمية
والتنموية المتعددة في جميع المجالات،
لكننا إكتشفنا أنه أحد قيادات كتائب "الصاعقة" خلال حرب إكتوبر ،إنه إبن
مركز سمالوط المقاتل خيري فؤاد محمد نقيب المعلمين الحالي.
تحدث خيري فؤاد محمد عن الإستعداد لمعركة
"التحرير" والتي بدأت عقب نكسة 1967، بصفته أحد أبطالها المقاتلين بصفوف
قوات "الصاعقة" المصرية، مشددًا أن الرئيس جمال عبد الناصر أعاد تجهيز
الجيش المصري بصورة متطورة منحته الفرصة في وضع خطة العبور والتي حملت الرقم "200"
تحت شعار (ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة) ردًا علي ما حدث من عدوان في 1967.
وسرد فؤاد بداية إلتحاقه بالجيش قائلًا
:شرفت بتجنيدي لأداء الخدمة العسكرية عام 1970 بعد تخرجي من المعهد العالي الصناعي
بالقاهرة،خاصة وأني عاصرت النكسة ورأيت أثار الهزيمة بعيني وعلمنا أن الجيش في وقتها لم يخض حربًا بمعانيها نتيجة قيام إسرائيل بتدمير مطاراتنا في خلال 6
أيام ولم تكن هناك حرب وشعرنا بألم وإنكسار، ومن هنا بدء عبد الناصر في إعادة بناء
القوات المسلحة من جديد،وكانت البداية في تجنيد أصحاب المؤهلات العليا والمتوسطة
لأول مره بالجيش، وتحديث بعض الأسلحة مثل الحرب الإلكترونية والكيميائية وإدخال
سلاح الدفاع الجوي لبناء حائط صد وقواعد صواريخ علي الجبهة، كذلك إبتكار سلاح المهندسين وقوات
الصاعقة والمظلات المعروفة بالقوات الخاصة والتي شرفت بالخدمة والإلتحاق بمدرسة
الصاعقة في "إنشاص" .
"خسائر
التدريبات"
وأضاف مدرب الصاعقة : بعد فترة من التدريب حصلت علي لقب "مدرب فرقة
متميزة"،وأصبحت معلمًا بمدرسة الصاعقة بسارية البيانات لتدريب الجنود والقيادات علي
الحرب القتالية لقوات الصاعقة مثل الإبرار الجوي والبحري والقفز الحر من الطيران
والمياه والعديد من التدريبات القتالية الشاقة التي كانت تساهم في رفع الروح
المعنوية للجندي المصري رغم وقوع خسائر بشرية في هذه التدريبات كانت تصل لنسبة 15%
إلا أن روح الرغبة في الثأر من النكسة كانت دافع قوي للصمود والتحمل من القادة
والجنود في التدريب علي إقتحام المواقع المنيعة وإقتحام مرمى النيران والجري
بالمعدات لمسافات تصل لمائة كيلو والتدريب بالذخيرة الحية والألغام ليلاً ونهارًا
بدون أكل والتدريب علي تدمير سواتر ترابية وعمل محاكاة للعبور المائي لمسافة تصل
من حلوان إلي بلبيس يوميًا لمدة تصل لثلاثة شهور في مدرسة الصاعقة طيلة سنوات
الإستعداد للحرب مع إتباع سياسة "التجويع"لمعايشة جو المعركة بصورة حية
كاملة لإيماننا بضرورة الآخذ بالثأر ورد الهزيمة .
وكشف عن تدريبه لقوات من الفدائيين الفلسطينيين أثناء تواجده بمدرسة
الصاعقة بسارية البيانات ،وكانوا يلقبون بالفدائيين بالإضافة لتدريب مجموعات من
المجاهدين العرب أيضا.
"الخطة 200 وعمليات التمويه"
وإستكمل فؤاد :هنا بدء الرئيس جمال عبد الناصر وضع خطة العبور والتي كانت
تحمل الرقم "200" بدء من 1968 لكننا لم نكن نعلم تاريخ المعركة ،فقط كنا
في تدريب وإستعداد مستمر حتي إستكمل الرئيس أنور السادات تنفيذ الخطة الموضوعة
بساعة الصفر في الثانية من ظهر السادس من أكتوبر 1973، والتي كان من ضمنها خطه
التمويه بمنح السادات عديد من القيادات رحلة عمره ، علاوة علي قيام بعض كتائب
المقدمه بممارسة السباحة والرقص كنوع من التمويه للعدو وكنت مشاركًا في حمايتهم
ضمن قوات "المجموعة الساتره" .
"عبقرية سلاح
المهندسين"
وأثنى فؤاد عن عبقرية المصريين والتي تمثلت في سلاح المهندسين وما فعلوه
خلال تحطيم الساتر الترابي وخط بارليف للعدو بإستخدام مدافع المياه،وحطموا معها
إكذوبة الإسرائيليين الذين قالوا أنه لن يتحطم إلا بقنبلة هيدروجينيه ،لكننا
إستطعنا عبور القناة بالكباري ورؤوس الجسور
بتغطية من المدفعية والسلاح الجوي المصري وتدمير خطوط العدو الخلفية تحت
هتاف الله اكبر من المسلم والمسيحي.
"التضحية
والإيثار"
وشدد خيري علي إعلاء روح التضحية والإيثار علي النفس لدرجة أن أثناء خوض
إحدي العمليات نفذت قارورة المياه الخاصة بي وشعرت بالإنهاك فما كان من زميلي أن
يعطيني مياه الشرب الخاصه به دون أن يكترث للعطش حتي أستطيع إستكمال المهمه.
"وقف إطلاق
النار"
وعن شعوره بعد إعلان وقف إطلاق النار أوضح أن جميع الجنود كان لديهم
الإستعداد لمواصلة القتال،لكن جاء القرار من القيادة حفاظا علي الانتصار خاصة بعد
مد أمريكا لإسرائيل بجسر جوي وأسلحة متطورة فما كان لنا إلا الحفاظ علي الإنتصار
بهذا القرار،خاصة بعد القضاء علي أسطورة الجيش الذي لا يقهر وإقتحام خط بارليف
وتدمير مطاراتهم بالضربة الجوية الأولي.
وعن الفارق بين روح أكتوبر 1973وهذه الأيام، أكد خيري أنه يعيش حتي هذه اللحظة بروح
حرب أكتوبر التي إختلفت هذه الأيام نتيجة
ما يحدث من بعض الشباب متمنيا عودة روح أكتوبر المجيده لكل الشعب المصري التي
ساهمت في رفع المعنويات وعززت من الصبر علي الصعاب من غلاء وأزمات في سبيل التحرير
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا على دعمكم المستمر