"منياوية صنعوا النصر5" شاعر "منسافيس" المقاتل: أقسمت على الثأر من إسرائيل بعد قصفهم "مطار المنيا"
محمد عبد العليم: عدت برمال "سيناء" هدية
العبور لأهلي.. وأهديتها 30قصيدة بدمائي
نواصل عرض حلقات سلسلة منياوية صنعوا النصر، والتي نفتخر من خلالها بمحاورة
جنودنا وقيادات جيشنا البواسل من أبناء المنيا الذين شاركوا في حرب السادس من
أكتوبر، وكانوا ممن أعادوا الهيبة والكرامة لكل المصريين.
بطل اليوم هو شاعر اللغة العامية، المعروف بشاعر الدماء نظرًا لكتابته
أغلب القصائد من دمه، هو محمد محمد عبد العليم إبن قرية منسافيس التابعة لمركز أبو قرقاص، والذي سرد لنا
العديد من الوقائع التي عاشها منذ نكسة يونيه وحتى إنتصار إكتوبر 1973.
(شاهدت طائرات مثل "الغربان السوداء" وعندما سألت ماذا فعلوا؟
قالوا لي قصفوا مطار المنيا!! ومن هنا
رضعت كرهي لإسرائيل) ... خرجت هذه الكلمات من فم محمد عبد العليم ممزوجة بدموع
الألم في عينيه،في أثناء حديثه عن واقعة قصف الطائرات الإسرائيلية لمطار المنيا
عام 1964وشعوره بالمرارة، حينها كان يقوم بحصد القطن بإحدى غيطان القرية وعمره لا
يتجاوز الحادية عشر.
وأضاف عبد العليم قائلا :رضعت كرهي
لإسرائيل عندما شاهدت طائراتهم السوداء تجتاح سماء المنيا كالغربان، وعندما عدت
لأهلي سألتهم عن هذه الطائرات وفوجئت بردهم بأن الطيران الإسرائيلي قصف مطار
المنيا ،وحينها شعرت بنكسة الإنكسار وكأن منزلي أو منزل عمدة القرية الذي تعرض
للقصف،وظلت هذه الذكري السوداء في بالي منذ حدوثها عام 1964وحتي تم تجنيدي في
الجيش عام 1971مرورًا بنقلي لمعسكر "عز الدين" تحت قيادة العميد حسن أبو
سعدة على جبهة القتال في 1973وأقسمت دومًا على الأخذ بالثأر من الإسرائيليين
الذين قصفوا المطار.
"محاولة كسر
الأوامر"
"كنا كجنود مدفعية نرغب في
كسر الأوامر العسكرية " قالها بغرابة شديدة - تعليقًا عن شعوره - عندما صدرت لهم الأوامر
بتأجيل مشاركتهم في عبور القنال لثالث أيام الحرب، مستكملا حديثه: قمنا بالهتاف
داخل اللواء يوم السادس من أكتوبر "عاوزين
نعبر،عاوزين نعبر" خوفًا من أن نموت قبل شرف المشاركة في معركة العبور وكأن الحرب تحولت لمظاهرة في حب مصر ، ووقتها إجتمع بنا العقيد محمد عبد المنعم
المهدي الذي قدّر حماستنا وأمرنا بالإلتزام بإتباع الأوامر العسكرية قائلا عبارته
الشهيرة لنا "إعبروا بقلوبكم اليوم وستعبرون بأجسادكم بعد أيام" وبالفعل
شارك اللواء 59مدفعية بعد ثلاثة أيام في معركة العبور منذ يوم التاسع من إكتوبر
1973.
" صديقي ديمتري"
وحكي قائد اللواء أبرز ذكرياته في
حرب أكتوبر ، والذي شارك خلالها بملحمة العبور برقم عسكري 5838781تحت قيادة اللواء
59مدفعية،بصحبة صديقة البطل المهندس المسيحي
الذي كان مشاركا معه قيادة اللواء، قائلا : لن أنسي جاري المسيحي الذي أحفظ
أسمه عن ظهر قلب،فهو جاري في اللواء والوطنية، شاركني في عبور لواء المدفعية حينما
صدرت لنا الأوامر يوم التاسع من أكتوبر، إنه
البطل عماد عزيز ديمتري لوقا، الذي
صاح بصوته (الله أكبر) وكان صائمًا وقتها وقلت له مازحًا "إنت صايم ليه ده
إنت مسيحي؟" ليرد عزيز قائلا "إنت عاوز تدخل الجنة لوحدك وإنت صايم،أنا
صايم عشان أفطر فالجنة" فكان رده بالنسبة لي أكبر مثال علي روح الوطنية
والوحدة بين المسلم والمسيحي ، مضيفًا عبرنا
بالوحدة الوطنيه.
"هدية
النصر"
وعن الهدية التي حملها عقب عودته منتصرًا لأهالي قريته ، أكد عبد العليم
أنه منذ تواجده على الجبهة وكان دائمًا يحلم بعودته لأهله برمال سيناء، عندما عبرنا القنال حملت زجاجة وقمت بملئها رمال
من سيناء وكانت "زجاجة رمل" أهديتها لمجموعة من أهالي
"منسافيس" ،كنوع من العرف السائد بالقرية عند عودة المسافر،حيث قام
بتوزيع حفنة من الرمال علي كل فرد من القرية والذين قبلوا هديته بتقبيل الرمال،
مستطردا "بعدها بإسبوع فوجئت بقدوم أحد شيوخ القرية يسألني عن هديته وقد نفذت
مني الرمال،فقلت له نفذت زجاجة الرمال مني،وطلب مني أن أمنحه "البيادة
والشراب" لينفض ما تبقي فيهما من رمال ويقبلها قائلا "هي دي رمال سينا
اللي أقصدها، دي أغلي هديه في حياتي "وحينها لم أتمالك نفسي من البكاء.
"الله اكبر من جسر كسينجر"
وسرد شاعر العامية كيفية تخليده لذكريات أكتوبر المجيدة من خلال قصائده
الشعرية ،وكتابته حوالي 45 قصيدة لحرب أكتوبر منذ عودته عام 1973،وكانت أولي
القصائد بعنوان "رافع راسي" التي عبر خلالها عن ملحمة العبور ،ثم قصيدة
"الله أكبر من جسر كسينجر" والتي وصف فيها زعر الإسرائيليين من إنتصارات
الجنود المصرية مطالبين الرئيس الأمريكي كسينجر بإرسال جسرا جويا لهم .. وجاءت بعض
الأبيات تقول (الله أكبر يا ساحة القتال ..إتصلوا بكسينجر وقالوا زلزال ، ياكسنجر
إنقذنا في الحال..ده المصري بيعبر ومحال ينطال ، رد كسنجر بجسر جوي ..من بدري
متحضر وإيه هيسوي ، إسرائيل بتتكسر وربك مقوي ..مائير بتتحسر وديان بيعوي) ،وأشار
عبد العليم بآخر قصائدة التي كتبها
لإنتصار إكتوبر كانت ضمن إحتفالات العام الماضي والتي حملت عنوان "أم الدنيا
حبيبتنا يامصر".
وعن شهرته بكتابة قصائده بالدماء أكد أنه قام بكتابه 30 قصيده بدمائه في
إطار إحتفالات المصريين بإفتتاح قناة السويس الجديدة ، وفكرت وقتها بضرورة الذهاب لرؤية هذا الحدث العظيم وتقديم هديه
تليق به، وقال ذهبت للواء صلاح الدين زيادة وطلبت منه أن يقوم بالتنسيق مع هيئة
قناة السويس ليخبرهم برغبة شاعر في المشاركة بعمل معرض لقصائده علي هامش الإحتفالات
وبالفعل جاءت الموافقة ،فذهبت علي الفور لمستشفي القوات المسلحة وقمت بسحب 2 لتر من دمائي كتبت بهم 30
قصيده تماشيا مع يوم الإفتتاح الذي وافق الثلاثين من يونيه،وذهبت بقصائدي لسيناء
،وأهديت الفريق مهاب مميش 5 قصائد .
ووجه العريف محمد عبد العليم رسالة للشؤون المعنوية للقوات المسلحة ، مطالبًا
القائمين عليها بضرورة تعزيز الإنتماء الوطني لطلاب المدارس من خلال منح الطلاب رحلات سنوية لسيناء بصحبة الأبطال
الذين شاركوا في حرب أكتوبر ليتعرفوا علي مدي البطولات والتضحيات الذين قدموها
أجدادهم الشهداء والمسنين الأحياء منهم لإسترداد سيناء ،ومعني أن تمتذج كلمة
"تحيا مصر" بالروح والفداء ، دون ترديدها كمجرد كلمة أو شعار.
الرجاء التكرم برقم تليفون الشاعر محمد محمد عبد العليم للاهميه... محمد عبد العاطي..ت.01208785269
ردحذف