"منياوية صنعوا النصر 6"..في ذكراها الـ 46: أحد أبطال معركة الدبابات يروي تفاصيل يوم "تأمين العبور"
حمدي: أحد
القادة أصيب بــ"شظايا" وأصر على إستكمال المعركة..ومجند أتى برأس إسرائيليين
وصرخ " أنا مش فافي"!!
البطل حمدي محمد محمود |
تحل علينا
اليوم ذكرى أحد الأيام الخالدة في تاريخ القوات المسلحة المصرية، ذلك اليوم الذي
يوصف بيوم تأمين العبور،فلم تكن معركة العبور وتحرير سيناء قاصرة علي السادس من
إكتوبر فقط، فهناك العديد من المعارك والبطولات التي حققها جنودنا البواسل بالجيش
المصري لتأمين تحقيق هذا الإنتصار العظيم ، ومنها "معركة الدبابات"،إحدى
المعارك الخالدة في تاريخ العسكرية المصرية، والتي كانت يوم الرابع عشر من إكتوبر 1973، هذه
المعركة التي ربما لا يعلم عنها الكثير من شبابنا تفاصيلها المثيرة ،فكان لزامًا
علينا أن نشير بالبنان نحو البطولات التي
حققها قادة وجنود "سلاح المدرعات" في هذه المعركة ،من خلال لقائنا مع
أحد أبطال معركة الدبابات من محافظة المنيا إنه حمدي محمد محمود أحد المشاركين بالمعركة.
وشغل حمدي
محمد محمود منصب مدير عام سابق بمديرية الشباب والرياضه بالمنيا، وكان من أحد
أبطال حرب أكتوبر، وقد شارك في حرب الإستنزاف متطوعًا،قبل أن يتم تجنيده في يناير 1973،
ليكون أحد أبطال سلاح المدرعات ويحفر إسمه في هذه المعركة .
يروي البطل
قصته بدايةً من إلتحاقه بسلاح المدرعات
كمجند بصفوف الجيش قائلا:"في هذا الوقت كنا نتعامل كجنود سلاح المدرعات مع
دبابات جديدة تدخل الخدمة للمرة الأولي،وتستلزم عامًا من التدريب حتي يستطيع
المجند التعامل مع الدبابة بشكل طبيعي ،لكننا إستطعنا إتقان التعامل مع السلاح بعد
تدريب إستغرق خمسة أشهرٍ فقط .
ويشير حمدي :وجدنا تحركات للمدرعات وقت بدء يوم
السادس من إكتوبر،دون أن نعلم ببدء معركة العبور ،حتي أتت لنا الأوامر بالمشاركة
،علمنا وقتها أن الحرب بدأت.
مشهد واقعي للمواجهات وآثار التحطم |
ويسرد
المجند بسلاح المدرعات تفاصيل معركة 14 أكتوبر، والمعروفة بمعركة الدبابات،كأحد
الأبطال المشاركين بها، والتي وصف فيها
الإسرائيليين بالــ"فئران المذعورة" نتيجة لما تلقوه من دروسًا قاسية في
بسالة القتال.
ويصف محمد المعركة بـ"يوم المواجهات المباشرة"،حيث كانت دباباتنا تواجه دبابات العدو مباشرة،
وكانت أقصى مسافة لا تزيد عن 16 متر ،وكل دبابة معروف أن
لها مدى معين لضرب صاروخها، لكن بسبب قرب المسافة
كان "اللي يعمر يخلص" ،وبالرغم من أن دباباتنا كانت تتعامل مع
الأهداف البعيدة ،إلا أننا كنا نصيب الهدف القريب بقوة "لا إله إلا الله والله أكبر"،مشددًا
علي رغبة جميع القادة والجنود بتحقيق الإنتصار أو نيل شرف الشهادة ،لدرجة أن أحد
قادة الوحدة الخاصة بي ،ويدعى مصطفي السيد علي ماضي، أصيب بــ"شاظيه" في
قدمه ،ورغم ذلك قام بربط قدمه بــ"أفارول"
،وكان مصرًا على أن يتصدر الصفوف الأولى للقتال، إلا أننا أقنعناه بأخذ قسط من الراحة
والعودة للخلف لتلقي العلاج وإعادة ترتيب الأوراق، وبالفعل تم توجيهه لمستشفي
الإسماعيلية لتلقي العلاج ،علي الرغم من تصميمه إستكمال المعركة،فنحن خضنا الحرب
ولم نشعر بأي خوف أو تردد.
"موقف طريف"
وذكر
المجند بسلاح المدرعات موقفًا جمع بين الطرفة والشجاعة لأحد أصدقائه المنتمين
لمنطقة "المعادي"وكان مرفه بعض الشئ ،لذلك كنا نعطيه مهامًا خفيفة عند
القيام بمشروعات حرب ،ويبدو أنه كان يشعر بالضيق من هذه المعاملة،لدرجة أننا
فوجئنا به وقت المعركة قادمًا إلينا ويحمل
رأسين لمجندين إسرائيليين بين يديه ويقول بصوت عال "أنا مش فافي" مما
أصابنا بالعزيمة وروح المداعبة،وهذه كانت روح إكتوبر التي كنا نحيا بها.
"لحظات حرجة"
أما عن أصعب
لحظات المعركة التي تعرض إليها سلاح المدرعات فأشار أنها كانت وقت نفاذ الوقود
وعدم وصول أية إمدادات ،حتي أن أحد الأصدقاء المجندين بسلاح "المشاة ميكانيكا" ذهب ليقضي حاجته ليلًا، فكان
يتحسس المكان ولمس بيده سلسله من حديد، وذهب لإبلاغ قائد الكتيبة، لنكتشف أن هذا
المكان عبارة عن مخزن للوقود جهزه جيش العدو، وبه ما يقرب من 32 ألف لتر وقود،فقمنا
بتدعيم دبابتنا به ،وكان هذا الموقف من المنح الربانية والمعجزات التي أكرمنا بها
رب العالمين، نتيجة أننا لم نكن نترك أسلحتنا تحت أي ظروف،ولا نخشي الموت في سبيل
الله .
وأردف محمود
قائلًا :لن أنسي لحظة إستشهاد زميلي "جورج" التي كانت من أصعب اللحظات
التي تعرضت لها شخصيًا في المعركة،وذلك لفدائيته الشديدة،والتي كلفته نيل الشهادة
بعد إصابته برصاصة برأسه ،عندما إشتد علينا الظلام بالرغم من وجود أجهزة رؤية
ليلية،إلا أننا لم نكن نثق إلا في رؤية الأهداف بأعيننا،فأخرج البطل رأسه ليستطلع
أحد الدبابات ،دون أن يخشي الموت ،إلا أنه نال الشهادة بإحدي رصاصات العدو.
وذكر أيضا
إحدي اللحظات الصعبة ،عندما تم فقد الإتصال
بالقيادة، وإنقطع التموين والإمداد عنا بالمعركة ،وكانت أقرب نقطة للتموين على بعد
30 كيلو داخل خطوط العدو ولكننا لم نستسلم وأكملنا المعركة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا على دعمكم المستمر