"ناريمان صادق..أخر ملكات مصر والأصل منياوي4".. "بنت المنيا داخل قصر عابدين"
<< الصُحف:"الفاروق" يختار ملكة من الشعب
ويهدي أراضي للفلاحين
<< "الزائدة" تؤجل زواج ناريمان 4أشهر
..وفستان الزفاف زُين بـ20ألف جوهره
<< الفتاة تنتقل للقصر عبر "رولز رويس" ..والهدايا
تنهال من دول العالم
الملك يستقبل ناريمان داخل قصر عابدين |
بعد أن عادت ناريمان من رحلتها بالأراضي الإيطالية، والتي مكنتها أن تعود منها كملكة
تليق أن يقترن إسمها بحاكم مصر والسودان، بشكل أدهش الملك فاروق نفسه الذي لم يكن
يتوقع أن ذات السبعة عشرة عامًا سيكفيها ستة أشهر فقط لتعلم فنون "الإتيكيت
الملكية" وإتقان التحدث باللغات الأجنبية،رغم كونها كانت تتلعثم عند النطق
بالإنجليزية وقتما كانت بالمراحل التعليمية، لكنها أثبتت لنفسها قبل فاروق أنها
تستحق بجدارة أن تصبح ملكة لمصر .
هنا لم يكن هناك أمام "فاروق" سوى الإتفاق مع ناريمان على موعد
وتفاصيل الزيجة الملكية التي ستحتفل بها مصر والسودان وستكون محط الأنظار على
مستوى العالم، كما سنعرف من خلال سطور الحلقة الرابعة من سلسلة "ناريمان
صادق..ملكة مصر والأصل منياوي".
"العودة وإعلان
الزواج"
كان "فاروق" يرغب في أن يبقي ناريمان في أوروبا عامًا كاملًا،
ولكن تقارير السفير المصري بالعاصمة الإيطالية روما،أكدت للملك نجاح الشابة في
تعلم وإتقان "اللغات – الإتيكيت – الموسيقى- المعلومات والثقافة العامة"
بشكل مُذهل وفي نصف المدة المحددة تقريبًا، الأمر الذي أسعد الملك كثيرًا وأمر
السفير أن يعد لرجوعها، لدرجة أن الملك فاروق ذكر في مذكراته قائلا : " عندما
أمرت أن تعود ناريمان إلي مصر، كنت مترددًا، لكني لم ألبث أن شعرت بالسعادة
والإعتزاز عندما رأيتها، وعندئذ أعلنت أن زواجنا سيعقد يوم 11 فبراير 1951، وإخترت
هذا اليوم لأنه عيد ميلادي"
عدد جريدة المصري |
عنونت صحيفة "المصري" إحدى الصحف الصادرة في عهد الملكية مانشيت
صفحتها الأولى قائلة " الفاروق يختار في عيد ميلاده ملكه من الشعب .. إعلان
خطبة جلالته على الآنسة ناريمان هانم صادق" وإختصت الصفحة الأولى في سرد
تفاصيل الخطوبة الملكية السعيدة والتي كانت في عيد ميلاد الملك فاروق الثلاثين،
وكيف كانت مراسم الإحتفالات، وكذلك البشرات والهدايا التي حاز عليها الشعب بمناسبة
تلك الخطبة.
ووصفت الصحيفة مظاهر الخطبة : "مع القليل من المكياج ، بدت ناريمان
رائعة الجمال خاصة بعد إرتدائها التاج الذي زين رأسها ذو الشعر الذهبي، مرتدية
فستانًا أنيقًا ، بدأت الإحتفالات بعروض عسكرية مهيبة في الشوارع ، ثم تلاها إضاءة
النصب التذكارية، وشوهدت عروض للطيران الحربي في سماء القاهره والتي كانت تلقي
بالهدايا على المواطنين، وإستكمالا للعطايا أمر الملك بمنح عدد كبير من الفلاحين
أراضي زراعية وكذلك توزيع وجبات مجانية على سكان القاهرة والإسكندرية.
عدد جريدة الاهرام |
فيما نشرت صحيفة الأهرام في عددها
الصادر رقم 23276 بتاريخ 11فبراير 1951 نص بلاغ ديوان جلالة الملك للشعب المصري
بشأن خطبته على الآنسة ناريمان حسين صادق، وجاءت كلمات نص الديوان تقول :"
بعد حمد الله والشكر له، يسر ديوان جلالة
الملك أن يزف إلي الشعب المصري الكريم بشرى خطبة الملك السعيدة، ففي هذا اليوم
السعيد،يوم عيد ميلاده المجيد، الذي ينتهي بالنعيم، ويتدفق بالخير على الجميع، تمت
بتوفيق الله خطبة المليك المحبوب على سليلة بيت المجد والشرف الآنسة ناريمان هانم
كريمة المرحوم حسين فهمي بك إبن المرحوم على صادق بك إبن المرحوم إبن المرحوم على
صادق باشا، والديوان إذ يعلن نبأ هذه الخطبة الموفقة التي إتجه إليها الفاروق
العظيم شاكرًا منة الله، ويدعو العليّ القدير أن يرثن له أسباب التوفيق والسعادة،
ويجعل له من هذه الخطبة المباركة إشراقة الأمل الباسم لمصر العزيزة والأسرة
العلوية الكريمة"
"الزائدة
الدودية تؤجل الزواج"
بعد إتمام خطبتها بالملك فاروق، أصيبت ناريمان بآلام شديدة في الزائدة
الدودية، ووصل الأمر إلي إجراء جراحة إستئصال الزائدة، تسبب ذلك في تأجيل موعد
إتمام الزفاف الملكي وتتويجها ملكة مصر والسودان لموعد لاحق تم تحديده في السادس
من مايو 1951.
حققت ناريمان بهذه الزيجة ألقابًا لم تحظ بها ملكة مصرية من قبل، كونها
أصبحت أصغر ملكة تتوج على عرش مصر وكانت أخر ملكاتها والوحيدة من خارج العائلة
الملكية والأسرة العلوية.
أما الملك فكان يأمل أن يرزقه الله بولي العهد الذي سيكون ملك مصر القادم،
بعدما رزقه بثلاث ملكات من طليقته الملكة فريدة، وعلى المستوى الملكي كان هناك
رغبه شديدة بتحسين صورته أمام عامة الشعب.
" منزل ناريمان
يخطف أنظار العالم"
في تلك الفترة كانت ناريمان تسكن في منزل العائلة بمصر الجديدة، وكانت كل
وسائل الإعلام العالمية تسلط أقلامها وكاميراتها صوب منزل العروس أو ملكة مصر
القادمة، وقالوا عنها أنها الفتاة التي خطفت قلب فاروق بين كل الفتيات، وتغزلت
وسائل الإعلام في صورتها الرائعة ومدحت أخلاقها، في صورة عكست جوهر وأناقة السيدة
المصرية أمام العالم.
" تحضير مراسم
الزفاف"
ناريمان في ثوب الزفاف الملكي |
على عكس ما هو متوقع أن تُقابل ناريمان بنوع من الجفاء من قبل العائلة الملكية،
إذ سارعت الأميرة فوزيه شقيقة الملك فاروق بزيارات مستمرة لمنزل ناريمان للإطمئنان
على صحتها بعد الجراحة، وتجهيزها للعُرس الملكي تمهيدًا لبدء التحضير لمراسم
الزفاف.
وبالفعل بدت مراسم الزفاف ملكية كما يجب أن تكون، ففي صبيحة السادس من مايو
عام 1951، فإرتدت ناريمان فستانًا من الستان الأبيض المرصع بـ20ألف جوهرة، والذي
أشرف على تحضيره مصممي أوروبا وإستغرق 4آلاف ساعة من الصنع، كما إرتدت "إبنة
المنيا" تاجًا من اللؤلوء لتظهر في صورة أبهى ما يكون.
"سيارة رولز
رويس"
بعد أن أصبحت العروس جاهزة للإنتقال للقصر الملكي، إستقلت ناريمان سيارة
حمراء ماركة "رولز رويس" والمعروفة في عالم السيارات بالأكثر رفاهية
والمصممة لأصحاب السمو والأسر الأرستقراطية، لتعلم بذلك أنها على أول خطوات
الملكية، رأت الفتاة التي كانت تغمرها الفرحة الزينات المعلقة بالشوارع إبتهاجًا
بزفاف الملك حتى وصلت إلي قصر "عابدين" موقع إنتظار الملك.
الملكة ناريمان داخل القصر |
وما أن وصلت السيارة بهو بوابة القصر الملكي، إذ بناريمان ترى الملك فاروق
يستقبلها ويصعد بها أعلى الدرج متجهين نحو قاعة ملكية عًرفت بإسم قاعة
"المرآة"، بعد ذاك قامت زوجة النحاس باشا رئيس الوزراء بتعريف زوجات
الوزراء والحاشية الملكية على الملكة ناريمان، وقبيل ذلك قدم الملك قطعة من
"الكيك" لناريمان في طبق مصنوع من الذهب.
"هدايا الرؤساء
والملوك"
من هدايا الزفاف |
تعددت الوفود الملكية والرئاسية الرسمية التي سارعت في إرسال هدايا ثمينة
وفخمة لجلالة الملك فاروق وعروسه الملكة الجديدة، وتعدت الدول المباركة هذا العُرس
أكثر من عشرين دولة عربية وأفريقية وأوروبية.
بدأت الهدايا تتدفق على العروسين حيث أهدى الرئيس الأمريكي
"ترومان" 4 مزهريات من الكريستال، ومنح الملك جورج ملك إنجلترا الملك
فاروق سيارة مصنوعة من الفضة، وأهدى قائد روسيا "ستالين" مكتبًا مصنوع
من الحجارة النادرة للملك ومعطفًا لزوجته، وأرسلت الحكومة السويسرية ساعة فاخرة
للملك، وقدمت هولندا أكوابًا من الكريستال، وقدم "هيلاسلاسي" إمبراطور
إثيوبيا إناء مرصع بالجواهر، وأرسل ملك الأردن 12 حامل للصابون مصنوعًا من الذهب
المزود بالجواهر، وبعث ملك المغرب سيفًا عربيًا للملك وقلادة من الماس للملكة،
وأخيرًا وليس آخرًا أهدى المبعوث
البريطاني للسودان جرس لغرفة الطعام مصمم على مقعد خشبي من الأبنوس.
كما قام المعسكر البريطاني بالسويس بتقديم عرض عسكري بالزي الرسمي تحية منهم
لزواج الملك فاروق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا على دعمكم المستمر