"ناريمان صادق ..أخر ملكات مصر والأصل منياوي5 " بدأت
بإرتداء "الأسود" وتسببت في عزل "شيخ الأزهر":-
<<ناريمان تزور المقابر بعد 24 ساعة من الزواج ..وفاروق يجهز مفاجأة
<<الرحلة إستغرقت
ثلاثة أشهر بين إيطاليا وفرنسا بتكلفة 300ألف جنيه
<< الملك ينزعج من "ملاحقة" الصحفيين .. والداخلية
تصادر "الأهرام والمصري" والصحف تتهم الوزارة بمخالفة القانون
<< فاروق يكلف "حسن باشا" بحلف اليمين في إيطاليا..ووزيرالدولة يُقبل يده
<< تكاليف "شهر
العسل" تتسبب في عزل "عبد المجيد" عن مشيخة الأزهر
 |
| فاروق وناريمان في شهر العسل |
لم
تستغرق ناريمان صادق وقتًا طويلاً للإنضمام لأسرة العائلة الملكية، خاصة بعد
تنصيبها ملكة على مصر بعد زواجها من ملك مصر والسودان الملك فاروق، وإستطاعت
ببساطة وذكاء أن تكسب ود الجميع داخل "قصر علبدين" منذ أول لحظة وطأت
قدميها بلاط القصر.
"فستان أسود ومقبره"
 |
| قبر الملك فؤاد الاول |
فاجأت
الملكة ناريمان جميع من حولها، بإرتداء فستان أسود بعد أول يوم من زواجها بالملك
فاروق،فقد حرصت وعلى عكس المعتاد من أي عروس، أن يكون أول ظهور لها بعد الزفاف نحو
مسجد "الرفاعي" وهو المسجد المخصص لدفن العائلة المالكه، لزيارة قبر
الملك فؤاد الأول والد زوجها الملك فاروق وقراءة الفاتحة له، دون أي تكلف أو
توجيه، وهذا التصرف النبيل أسعد جميع أفراد العائلة الملكية وفي مقدمتهم فاروق
الأول، الذي أعد لها مجموعة رحلات أوروبية مذهله لقضاء شهر عسل ملكي مبهر.
"100يوم عسل"
 |
| احدى صور شهر العسل |
يجب أن
تُسمى فترة الأيام الأولى للملكة ناريمان في زواجها بالغير عادية، فمن المعتاد أن رحلة أي عروسان للإستمتاع بالزواج لن تزيد عن شهر،
لكن فاجأ فاروق زوجته بتحضير برنامج ممتد لقضاء شهر العسل في مختلف دول
أوروبا،إستمر قرابة الـ100يوم، وشهد أحداثًا مثيرة إنتهت بعودة ناريمان وفي بطنها "ولي
العهد" والذي سيكون أخر ملوك مصر.
"برنامج ملكي"
 |
| يخت فخر البحار يحمل العروسين |
توجه
العروسان في صبيحة يوم 4يونيه 1951للإبحار على متن اليخت الملكي "فخر
البحار" إلي بعض موانئ البحر الأبيض المتوسط، في رحلة خاصة، طبقًا لما أعلنه
بيان ديوان الملك عن تلك الرحلة.
وفي يوم
الأربعاء السادس من يونيه وصل اليخت الملكي لميناء "تاورمينا" على
الساحل الشرقي لجزيرة "صقلية" وعلى متنه الملك فاروق وزوجته الملكة
ناريمان وحاشية مكونة من 40فرد، في حراسة بعض مدمرات الأسطول البحري المصري، وحرصت
السلطات الإيطالية لإعداد وفد رسمي لإستقبال الملكين وتوفير كل سبل الراحة اللازمة
لهما، خلال فترة تواجدهما بجزيرة "صقلية" والتي إستمرت عشرة أيام، شاهدا
خلالها المعالم والآثار السياحية.
"إنزعاج الملك"
 |
| مصور يلتقط صور خلسة للرحلة الملكية |
في هذه
الفترة لاحظ فاروق وجود بعض المصورين
الصحفيين الذين ربما كانوا يحرصون على إلتقاط صور
في خفاء، وتسبب ذلك في إنزعاجه بصورة كبيرة، على الرغم من التصريح لبعض
الصحف بنشر أخبار عن الرحلة السعيدة، إلا أن الملك إتخذ قرارًا غريبًا سنكشفه بعد
قليل.
وقبيل أن
يبحر اليخت من ميناء "قطانيا" سمح لبعض الصحفيين بإلتقاط صورًا لهما فوق
اليخت، وكان يرتدي الملك فاروق بدلة "النزهة البحرية" فيما إرتدت الملكة
ناريمان ثوبًا أبيض.
"بركان أنتا"
وذكرت وكالة
"أسوشيتد برس" في إحدى برقياتها كواليس زيارة الملكين فاروق وناريمان
لمنطقة بركان "أنتا" الواقع بجزيرة صقلية، وطبقًا للوكالة فقد إستقل
الملك فاروق سيارة خاصة مع سائقه، وأتبعته الملكة ناريمان بسيارة أخرى بصحبة
وصيفاتها، وبعد الوصول لمنطقة البركان، تقدم فاروق بمفرده لمشاهدة فوهة البركان عن
قرب قبل أن يأتي الجميع لمشاركته هذه اللحظة.
"فندق قيصر أغسطس"
 |
| الملكة ناريمان في الرحلة |
وفي الثالث
عشر من يونيه 1951وصل اليخت الملكي إلي جزيرة كابري قادمًا من جزيرة صقلية، وسط
إستقبال رسمي برئاسة الحاكم العام لمقاطعة "نابولي"، وتوجه الملكان إلي
فندق "قيصر أغسطس" فور وصولهما وتبعتهما الحاشية الملكية، حيث تم حجز
40غرفة للحاشية بالفندق، وحرصا "فاروق وناريمان" التنبيه على الجميع
بالإبتعاد عن الرسميات، حتى يتمكنان من التمتع بالطبيعة وزيارة الآثار الرومانية
المتواجدة هناك.
" يمين وزاري في شهر العسل"
 |
| نص خبر حلف اليمين |
وحرص عبد
الفتاح حسن باشا والذي كان يشغل منصب وزير الدولة في عهد الملكية،على التوجه
لكابري حيث مقابلة الملك فاروق لكي يحلف "اليمين" على متن اليخت الملكي "فخر
البحار" حيث إعتبر فاروق أن اليخت بمثابة أرضًا مصرية يمكن تكليف الوزراء
عليها، وعقب ذلك قام عبد الفتاح بتقبيل يد الملك، كان ذلك في الثانية والنصف من
ظهر يوم الرابع والعشرين من يونيه،خلال رحلة شهر العسل، وأمر فاروق بأن يضيف كل من
عبد الفتاح حسن باشا ومحمد عبد العزيز بدر بك وحسين حسني باشا بفندق "كويز
سانا" بكابري الإيطالية.
ويبدو
أن فاروق وناريمان ظلا مقيمان في "كابري" بضعة أيام، قبل الرحيل
لإستئناف الرحلة الملكية نحو مدينة البندقية، حيث وصلا إليها عبر اليخت في الثالث
من يوليو 1951.
"تكاليف باهظة"
 |
| صورة من الرحلة الملكية |
إستمرت
رحلة شهر العسل ثلاثة أشهر، كانت تستقبل فيها ناريمان هدايا ثمينة من فاروق بصفة
شبه يومية، كانت عقد من اللؤلوء وخاتم مصنوع من أوكسيد الألومينوم ومشروبات متنوعه
فاخرة وشيكولاته سويسرية، تعبيرًا عن حبه لناريمان حتى شعرت الزوجه الملكة بالدوار
والغثيان، وحينها علم فاروق أن ولي العهد الذي كان يحلم به دومًا أوشك على الميلاد
بعد تسعة أشهر، وقرر أن يحول اليخت إلي مستشفى خاص لرعاية ناريمان .
وألمح الكاتب
الأمريكي "وليم ستاديم" في كتابه المخصص عن الملك فاروق بعنوان
"ثري للغاية..الحياة الفاخرة والموت المأساوي للملك فاروق" أن تكلفة شهر
العسل الذي إستمر قرابة 13إسبوع في أوروبا بلغت 300ألف جنيه.
"مصادرة 3 صحف.. ورد الأهرام"
 |
| بيان الصحف ردا على مصادرة الداخلية |
فوجئت صحف
"الأهرام والمصري وآخر لحظة" بقرار وزارة الداخلية بمصادرة أعدادها
الخاصة بنشر أخبار وصور الرحلة الملكية الخاصة بشهر العسل، بزعم أن الصحف الثلاثة
قامت بنشر برقيات عن الرحلة الملكية
بالمخالفة للقانون.
وردت
الصحف الثلاثة على قرار وزارة الداخلية عبر بيان مشترك نُشر بصحيفة الأهرام في
العاشر من أغسطس 1951، وجاء نص البيان كالتالي:-
(عجيب
أن تستند وزارة الداخلية في قرارها الصادر بشأن مصادرة الصحف إلي هذا السبب، لأن
البرقيات بالذات قد أجازتها وزارة الداخلية نفسها، بواسطة رقيبها المشرف على
مراقبة الأنباء الخارجية، وقد سجلنا ذلك أمام المحكمة المختصة، وأوضحنا أننا لم
نكن نملك إزاء سماج الرقيب بوصول هذه البرقيات لهذه الصحف إلا أن ننشرها، مطمئنين
أنها لا تخالف القانون لا من قريب أو بعيد، ولما كنا حريصين على نشر أخبار الرحلة
الملكية، وحريصين أيضًا على ألا تحول المصادرة بين قرائنا وبين هذه الأخبار،فإننا
نضطر للمطالبة بتنظيم أخبار الرحلة الملكية وإرسالها في صورة بلاغات رسمية إلي
الصحف، تفاديًا لتكرار ما وقع إذ خالفت وزارة الداخلية عن طريق رقبائها قانون
"أنباء القصر" ثم حملتنا نحن "وزر مخالفتها للقانون") .. وإنتهى
البيان بتوقيع الصحف الثلاث الأهرام وأخر لحظة والمصري.
"عزل شيخ الأزهر"
 |
| الشيخ عبد المجيد سليم |
في هذه
اللحظات التي إبتهج بها فاروق لحمل ناريمان، كانت مصر تغلي بعد تصريح شيخ الأزهر
عبد المجيد سليم لمجلة "آخر ساعة" بعبارته الشهيرة "تقتير وتقشف
هنا وإسراف هناك" في إشارة من فضيلته على قلة ميزانية مشيخة الأزهر في ظل قيام
الملك برحلة مع زوجته تكلفت آلاف الجنيهات.
وصل هذا
التصريح على الفور إلي الملك فاروق الذي قرر أن يعزل شيخ الأزهر على الفور وأن
يكلف الشيخ إبراهيم حمروش بمنصب شيخ الجامع الأزهر، وأشارت بعض المصادر أن فاروق
إتخذ هذا القرار وهو داخل إحدى صالات القمار في يوم 2 سبتمبر 1951.
مدون مصري مهتم بكتابة تدوينات عن محافظة المنيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا على دعمكم المستمر