"منياوية صنعوا النصر7" جزء 1.. رقيب منياوي يكشف دور"المخابرات المصرية" في إنجاح خطة عبور "بارليف" - ويكي منيا

ويكي منيا

مدونة أرشيفية خاصة بتقديم المواد الوثائقية الصحفية لكل شئ عن محافظة المنيا، شخصيات عامة ، أماكن ، تاريخ العائلات ، وغيره من المواد الوثائقية التي قد تهم القراء من محبي التاريخ والتوثيق خاصة من أبناء محافظة المنيا

اخر الأخبار

اخر الاخبار

اعلان

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون

الثلاثاء، 15 أكتوبر 2019

"منياوية صنعوا النصر7" جزء 1.. رقيب منياوي يكشف دور"المخابرات المصرية" في إنجاح خطة عبور "بارليف"


"منياويةصنعوا النصر7" جزء 1..  رقيب منياوي يكشف  دور"المخابرات المصرية" في إنجاح خطة عبور "بارليف"

فاروق إسماعيل : مهندس بالسد العالي وراء فكرة الإقتحام ..وشركة "ألمانية" أمدتنا بــ"مضخات المياه"

 
رقيب مهندس فاروق إسماعيل



كشف فاروق محمود إسماعيل ،أحد أبطال سلاح المدفعية مضادة للدبابات المعاونة لسلاح المشاة، المشاركة في حرب إكتوبر 1973، كواليس حصار ثغرة الدفرسوار الشهيرة التي كانت من ضمن أسباب الموافقة على قرار وقف إطلاق النار ونهاية حرب إكتوبر في الرابع والعشرين من الشهر ذاته، وحكى لنا كواليس لأول مره عن دور المخابرات المصرية في إنجاح فكرة إقتحام خط بارليف وأسرار الإستعداد للمعركة وإنتصار العبور، سنتناولها في حلقتين متتابعين.


"بطل اليوم"

المهندس فاروق محمود إسماعيل من مواليد محافظة المنيا عام 1945،وكان يعمل  رئيسًا للمكتب الفني التابع لوحدة الصيانة والإنتاج أحد المشروعات القومية في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر .

شارك "فاروق" في بناء السد العالي،في الفترة من إبريل عام 1963وحتي تم تجنيده بالجيش عقب نكسة يونيه ،وتحديدًا  في  بدايات عام 1968،عندما تقرر تجنيد أصحاب المؤهلات العليا لإعادة بناء الجيش وتطويره،وكان من أول دفعة تجنيد مؤهلات عليا والتي عرفت داخل الجيش بدفعة "صلاح" نسبة لبداية ثورة الإصلاح والتطوير بالجيش ،للثأر من هزيمة يونيه ،والإعداد لمعركة التحرير  .


"بداية الإصلاح"

ويشير المهندس فاروق محمود إسماعيل، في بداية فترة الإصلاح للجيش والتي تزامنت مع بداية تجنيده ،كان لا يمكن لأي مجند الخروج من الخدمة لأن البلد في حالة حرب ،فشهدت هذه الفترة تعبئة قصوي للجيش المصري حتي نهاية عام 1973بعد الإنتصار في حرب إكتوبر، ولم يكن لدينا سوى القيام بتدريبات عنيفة، حتي أننا تدربنا علي خطة عبور قناة السويس لعشرات المرات ،دون أن نعلم أي شئ عن الحرب ،فكنا مثلا نذهب لمناطق ملاحة مائية شبيهة بالقنال ونتدرب علي كيفية عبور مياهها في أسرع وقت بإستخدام القوارب المطاطية، وهذا ما مكن القوات المصرية من عبور القناة في وقت قياسي أبهر العالم أثناء المعركة ،فكانت عقيدة الجيش في ذلك الوقت أن "العرق وقت السلم يوفر الدم أثناء المعركة"، وظللنا جميع الجنود علي مستوى طول القناة بجميع الأسلحة علي تلك الحالة من رفع الإستعدادات للدرجة القصوي ،فضلًا عن الشحن المعنوي داخل كل أفراد الجيش وكل تدريب نشعر بأن ساعة العبور قد حانت ،حتي يقول لنا القائد "كما كنت" ،نعلم حينها أنه تدريب لتجهيز القوات وليست ساعة المعركة .


"خطة التمويه"


وذكر إسماعيل أنه كان من ضمن المشاركين في خطة التمويه التي وضعتها القيادة ،للتشويش علي الإسرائيلين وخداعهم بعدم حدوث حرب، وقال:"كان من ضمن طاقم القيادات التي أرسلها الرئيس أنور السادات لأداء العمرة ،و كان علي متن الطائرة 134رتبة من قيادات الجيش،ولحسن الحظ تم إختياري وزميل مجند أخر ضمن المتوجهين لأداء العمرة التي كانت في حقيقتها تمويها للعدو الإسرائيلي خاصة أنه تم نشر وإذاعة الخبر ليتأكدوا من عدم النية للحرب كما أرادت القيادة ذلك،ويرجع سبب إختياري لتميزي في تدريبات الرماة علي مستوي الكتائب واللواء،وبعد إنتهاء العمرة، تم إستكمال خطة التمويه بتسريح "الرديف" على الإحتياط ،قبل أن يتم إستدعائنا مرة آخري،وأذكر أنه تم إستدعائي في بداية إكتوبر،وذهبت لتلبية الإستدعاء وفي ظني أننا سنقضي مدة لن تتجاوز الإسبوع وسيتم تسريحنا بعد ذلك".


"الساعات الأخيرة"

وأكمل الرقيب فاروق ، حديثه  عن الإستعدادات النهائية وبدء معركة العبور في السادس من إكتوبر 1973قائلا: ذهبت الكتيبة وتقابلت مع زملائي من المجندين وقضينا عدة أيام ،وفي صبيحة يوم 6إكتوبر أتت الأوامر بجمع الجنود ،ورفع درجات الإستعداد وأخذ المواقع، ظننا أنه تدريب عملي أو مشروع حرب ،لم نتخيل للحظة أنه يوم العبور،نظرًا لتكرار أمر الإستعدادات في كل مشروع حرب ،وتم منحنا ما يسمي بــ"تعيين قتال" وهو عبارة عن مأكولات سريعة مجففة لنفطر بها عند آذان المغرب كما كان معتاد،إلا أن الشئ الغريب هذه المرة والتي جعلتني أشعر أن اليوم هو يوم المعركة ،كان صدور أوامر من قيادات السرايا بمنح رخصة "الإفطار" للجنود بالفصائل والكتائب وكان هذا يحدث لأول مرة ، فكان يتم تحضير وجبات ساخنة للإفطار في أيام رمضان السابقة ،وليس تعيين قتال ووجبات مجففة ،ويصاحب ذلك صدور تعليمات بالسماح بالإفطار لمن يرغب وكنا لا نزال حينها في وقت الظهيرة، وواصلت الصيام ،وحضرت قادة السرايا والفصائل من الضباط والرقباء للمواقع ،وقمنا بتجهيز أبراج مراقبة خشبية ووضعها علي بعد مسافات منتظمة من شاطئ القنال،وصعدت مع أحد الضباط التابعين لقيادة الفصائل لإحدي الأبراج ،وقام بتحديد موقعي الذي سأقوم بتغطيته بالمدفع علي الضفة في حال إتيان الأوامر بالعبور، مع مواصلة رفع درجات الإستعداد للقصوي ،وكانت بدء الإستعدادات قبيل العبور بساعتين ، حتي تم إعطاء تمام التجهيز من جميع القيادات بالجيش للقيادة العسكرية في حوالي الثانية إلا الربع ظهرا، حتي هذه اللحظة كان شعوري لا يتعدي أنه علي أقصي تقدير ستمر دوريات قيادية للتفتيش ومتابعة الجنود ،ونحن في حالة صمت وترقب ،لنفاجأ بصوت مئات الطائرات ترتفع فوقنا بشكل منخفض لتتجه نحو الضفة الآخري داخل سيناء ،وكان صوتها من شدة السرعة والإنخفاض "يزلزل الأرض من تحتنا"،وحينها تفجر صمت الجنود والقوات بطول ضفة القنال لتعلوا أصوات الجنود بالتكبير "الله أكبر" دونما إتفاق أو ترتيب ،حتي أننا لم نسمع أصوات الطائرات من قوة تكبيرات حناجرنا،وإيقننا أن ساعة الحرب قد حانت.


"بداية العبور"


ووصف الرقيب فاروق تحرك وإنتشار الجنود لحظة العبور ،بالحماسة الشديدة خاصة في لحظة رفع القارب المطاطي والنزول به للقنال، كانت هذه العملية تتم بإنتظام شديد وترقيم للجنود وقت التدريبات،لكن عندما شاهدنا طائرات الجيش تغزو سماء الضفة الأخرى ،لم يتمالك أحد نفسه وقمنا بسرعة شديدة بوضع القوارب المطاطية علي مياه الضفه والقفز داخلها بلا أي ترقيم أو إنتظار للدور نتيجة الفرحة والحماس الشديد للجنود ،وتحولت القناة في لحظات لكتل من القوارب المحملة بالأسلحة والجنود،وكنت من الذين شرفوا بالعبور في أول موجة بالقناة ،حيث كانت القوات مقسمة للعديد من الموجات تغدو وتعود لتحميل باقي المعدات والأسلحة ومشاركة باقي القوارب للعبور للضفة الآخري بالقناة، كنت وقتها حاملًا مدفعي المضاد للدبابات علي كتفي وكان وزنه "305"كيلو علاوة علي دانات القنابل الخاصة بي وسلاحي الشخصي ومتاعي من أدوات ومهمات ومأكل ومشرب بوزن 50كيلو آخرين، وكذلك الحال لجميع الجنود ،وكنت لا أشعر بأي حمول ثقيلة ،وقمنا بالتجديف حتي وصلنا للضفة الثانية، ثم قمنا بإنزال المدافع وتركيبها من القوارب لمواقعنا علي الضفة وصعود المدافع بالحبال فوق الساتر الترابي في وقت قصير جدا ،وكنا ننزع سواتر النجاة الخاصة بنا ونحن في مياه القنال حتي نقوم بتركيب مهماتنا وأسلحتنا دون الخوف من الغرق .

"إقتحام الساتر الترابي"



وشرح "رقيب الوحدة رقم 8533 بسلاح المشاة" ،كيفية عبور الساتر الترابي الإسرائيلي الذي يشاهده الجنود المصريين للمرة الأولي ،والذي يتخطي إرتفاعه من 18إلي 20متر ،وهابط علي ضفة القناة بزاوية حادة بمقدار 45متر يكاد يكون مانع روية القناة من الضفة الغربية بالنسبة لنا ،مما يستحيل منطقيًا التفكير في عبوره وتخطيه،لأنه ساتر "واقف"بإنحدار داخل حدود سيناء، رأيناه بهذه التفاصيل للمرة الأولي عندما وطأت أقدامنا عليه ، كل هذا ونحن نحمل مدافعنا ومعداتنا ولم نكن نهاب السقوط من فوقه والغرق في مياه القنال ،ونزلنا بقوة الإندفاع بسرعة شديدة ،مع الحفاظ علي عدم سقوط المدافع وكذلك السرعة التي تمكنا من إقتحام حصون العدو ،خاصة أننا كنا "مكشوفين" لهم بعد نزولنا داخل مواقعهم من الساتر الترابي المنيع ،وسط تأمين من سلاح الجوي المصري، وبالفعل دخلنا سيناء ووضعنا معداتنا بعد تجهيز مواقع مناسبة للتخفي وإطلاق النيران والإشتباك مع العدو ، كل هذا ولم تصل إلبنا المعدات الثقيلة من دبابات ومركبات ومدفعية، ووصلنا بمدافع سلاح المشاة إلي مواقع الإحتياط والإمداد القريب ،بعد أن قصفت الطائرات المصرية مواقع الإسرائيليين ،وأمنت المدافع الثقيلة تواجدنا بداخل حصون العدو عن طريق قيام 2000مدفع ثقيل بقصف ودك باقي مواقع العدو ،ونحن نكبر ونتقدم بسرعة شديدة بأسلحتنا الخفيفة والمدافع المضادة للدبابات، حتي جاء الإمداد الإسرائيلي لإنقاذهم ليلا ،وقاموا بتحريك دباباتهم للتصدي لقواتنا بسلاح الــ"ار بي جي" الخاص بفرد المشاة المحمول علي الكتف، ومدافع الــ "م.د" الخاصة بسلاحي  .


"صيد ثمين "

ويواصل الرقيب محمود إسماعيل وصف هذه اللحظات الحرجة التي لم تصل فيها بعد إمدادات الأسلحة الثقيلة،في وقت تستعد فيه الدبابات الإسرائيلية لقصف مواقعنا ،وكان ذلك في الثامنة من مساء السادس من إكتوبر عندما قامت إحدي الدبابات الإسرائيلية بالإشتباك معنا وقصفت إحدي أطقم المدافع الأولي لتحول كل من فيها إلي أشلاء متفحمه بأسلحتها ، حتي تعامل معها موقع المدفع بجواري،وإستطاع أن يعطل سيرها بعد ضرب السير الخاص بالدبابة، لتسرع دبابة إسرائيلية في التقدم لحمايتها والإشتباك معها ،وكنت مكلف بالتعامل مع هذه الدبابة،وجهزت مدفعي وزاوية النيشان مستعينا بجهاز "تصوير ليلي"، وقبل الإشتباك مع الدبابة رأيت طاقم الدبابة الإسرائيلية "المعطوبة" يسرعون للركوب داخل الدبابة التي أستعد للتعامل معها،فقرت الإنتظار حتي يكونوا داخل الدبابة ليكونوا صيدا ثمينا لضرب طاقمين داخل دبابة وليس طاقم واحد، وأفاجئ بصرخات الجنود المتجاورين لي في المواقع تعلوا "إضرب إضرب... مستني إيه؟" وهم لا يرون الأفراد الإسرائيلية وهم يصعدون للدبابة ،وعند تأكدي صعودهم الدبابة ،عدت للنظر في جهاز التصوير الليلي للتصويب علي الدبابة ،وفجأة يسقط الحجر الذي يضيء جهاز التصوير ،وتتحول الإضاءة الخضراء لظلام كاحل، مع سماعي صيحات الجنود،ولم أستطيع رؤية الدبابة ،وتداركت لحظة تحرك الدبابة من خلال صوت السير وحركت ماسورة النيشان ،مستعينا بالله وتقديري للزاوية بالإحساس فقط وقلت يارب وقمت بإطلاق قذيفة المدفع ،وإذ بإرتفاع كتل من اللهب نتيجة قصف الدبابة بالذخيرة التي بها، وسط فرحه شديدة حتي أن زملائي كانوا يمازحونني ويقولون "منور يا حاج فاروق" نتيجة أن كتل اللهب المتصاعدة من الدبابة حولت الظلام لنور أشبه بالظهيرة،وعند بزوغ شمس السابع من أكتوبر نظرنا علي الدبابة وإذ بها تحولت لرماد، وإنتهت الدبابة بأفرادها السته.


"إنهيار خط بارليف"

وكشف الرقيب عن دور المخابرات المصرية البارز في التعاقد علي معدات "خراطيم المياه" الثقيلة،والتي إستخدمت بعد ذلك في عمليه إنهيار خط "بارليف" وذلك بعد أن إقترح مهندس مصري ،ممن كانوا يعملون بالسد العالي فكرة أشبه بالبدائية إلا أنها خدعت الإسرائيليين ،عن طريق إستخدام مضخات المياه الثقيلة في إنهيار الخط الإسرائيلي المنيع، وتم عمل مشروع حربي لتنفيذ الفكرة أكثر من مره ،وعقب نجاحها لم تكن هناك مضخات مياه مماثلة في مصر لتنفيذ الفكرة علي خط بارليف نظرًا لإرتفاعه كما وصفنا في الساتر الترابي،فقامت المخابرات المصرية علي الفور بالإتيان بمضخات عالية الكثافة من ألمانيا عن طريق إحدي شركات المقاولات بحجة إستخدامها لقوات المطافي ،فلم يعلم أحد أنه سيتم إستخدامها في الحرب حتي نحن إلا وقت المعركة ،عندما قام سلاح المهندسين بإستخدامها في فتح ثغرات تساعد علي مرور المعدات والوحدات القتالية،حتي تم تطوير الهجوم والتقدم خلف خطوط العدو ،حتي وصلنا لمنطقة تسمي "عيون موسي" وحدث ما لم نتوقعه.

...يتبع...



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا على دعمكم المستمر

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون