"ناريمان صادق أخر ملكات مصر..والأصل منياوي 6" .. عندما تحول "فاروق" من ملك لطبيب بغرفة عمليات مجهزة!!
>> الملك يمنح 10جنيهات لكل مولود.. ويطعم 100ألف فقير إكرامًا لولي عهده
>> طاقم تمريض "ألماني" و 20ألف جنيه تكلفة ميلاد "أحمد فؤاد الثاني".. وفاروق ينصبه أميرًا للصعيد
>> طليقة الملك تهنئة بقدوم ولي العهد ..والحزن يكسوا وجوه "الورثه"
>> سر السيارة التي أهداها فاروق لناريمان ولم تقودها أبدًا
الملكان وولي العهد |
توقفنا في الحلقة السابقة والتي تحمل الرقم"5 "من سلسلة حلقات
"ناريمان صادق..أخر ملكات مصر والأصل منياوي" عند شعور ناريمان وهي على
متن اليخت الملكي في فرنسا بأعراض الحمل، وهو الخبر الذي إنتظره فاروق كثيرًا، إذ
كان من ضمن أهداف زواجه بناريمان هو إنجاب ولي العهد الذي سيكون ملك مصر الذي يرث
العرش من بعده، وهو ما تحقق "جزئيًا" كما سنرى لاحقًا.
"ناريمان تحقق
حلم فاروق"
في مايو عام 1951وعلى متن اليخت الملكي "فخر البحار" شعرت
ناريمان ببعض الغثيان مع عدم قدرتها على الوقوف أعلى سطح اليخت كما كانت تُحب،
لشعورها بالدوار، وقتها فهم فاروق أنه وقت تحقيق حلمه المنشود، وأمر بتحويل الركب
من اليخت للسفينة الملكية لضمان توفير أقصى راحة لناريمان والعودة بسرعة إلي مصر،
وقطع رحلة "شهر العسل" التي إستمرت لنحو 100يوم، لكنه كان حريصًا على متابعة
حالة ناريمان بصورة لحظية.
" الملك
الطبيب"
تقمص الملك فاروق دور طبيب مساعد من شدة فرحته بإقتراب ولي العهد، حيث
إرتدى بالطو أبيض ووضع على الجزء السفلي من الوجه شاشًا معقمًا، وقام بحمل ولي
العهد بيده فور ولادته، كما حمل ناريمان قبلها إلي سرير العمليات إستعدادًا للولادة.
وكانت أصيلة هانم محمود والدة الملكة ناريمان قد تواجدت بقصر عابدين قبل
الولادة بيومين، لتكن بجانب إبنتها وسهرت على رعايتها ومعها الملك فاروق، وظلت
ساهره حتى جاء حفيدها إلي الدنيا، وقبلت جبين إبنتها الملكة.
"ميلاد ولي
العهد"
الدكتور إبراهيم مجدي |
تحول الملك فاروق كالطفل الذي يهرول منذ ساعات الإنجاب الأولى، كان وجهه
يتغير بين السعادة والقلق، لدرجة أنه أشرف على تجهيز غرفة عمليات خاصة داخل القصر
تكلفت 20ألف جنيه كان من ضمنها الإتيان بطاقم تمريض نسائي من ألمانيا الغربية ،
وكانت نفس الغرفة التي ولد بها فاروق، إستدعى الملك طبيب العائلة الدكتور أحمد
النقيب –تذكروا هذا الإسم جيدًا- والذي كان في الإسكندرية وقتها، وأمره فاروق أن
يحضر بطائرة للقصر فورًا، وإتصل كذلك بالدكتور إبراهيم مجدي وأرسل له القصر سيارة
ليحضر من بيته مع فريق طبي آخر وقد حضروا مسرعين إلي غرفة عمليات القصر الخاصة
بالولادة.
ودوت طلاقات المدفعية بـ101طلقة لتحتفل في ليلة قاهرية كانت هادئة بميلاد ولي عهد الملك فاروق الأمير "أحمد
فؤاد الثاني " –ويعتاد الملوك تكرار تسمية أنجالهم من الأمراء بأسماء الملوك
السابقين ضمن العائلة الملكية-، والذي جاء إلي الدنيا في السادسة والثلث من صباح يوم
26يناير 1952، ووقتها قرر الملك منح الطبيب إبراهيم مجدي الذي أشرف على عملية
إنجاب ولي العهد لقب "الباشويه" مكافأة له على عمله، وكان الطفل كاملًا
للنمو يزن 3.5كيلو جرامات.
"مصر تحتفل
بأمير الصعيد"
تقرير الاهرام عن ميلاد احمد فؤاد الثاني |
وما إن زُفت بشرى ميلاد ولي العهد الأمير أحمد فؤاد،حتى عمت الإحتفالات ربوع
مصر بأكملها، وأصدر فاروق قرارًا بتغيير مرسومًا ملكيًا من أجل عيون أميره الصغير،
حيث كان من المتبع ألا يرفع علم ولي العهد بجانب علم الملك تقديرًا له، إلا أن
فاروق أصدر مرسومًا ملكيًا بتعديل هذا المرسوم بحيث يسمح برفع علم ولي العهد بجوار
علم الملك وكلف حسن باشا رئيس الديوان الملكي بكتابة هذا القرار.
كما أصدر الملك فاروق قرارًا بإطعام 100ألف فقير ومنح مبلغ 30ألف جنيه لأسر
شهداء حرب فلسطين 1948 ، و10جنيهات من الحكومة لكل مولود في يوم 16يناير، مع تعطيل
الدراسة ومنح إجازة رسمية للعاملين بالدواوين والوزارات والمصالح الحكومية،
إبتهاجًا بالمولود.
كما قرر الملك إطلاق لقب "أمير الصعيد" على ولي عهده الأمير أحمد
فؤاد الثاني، وجاء نص القرار كالتالي:-
"نحن فاروق الأول ملك مصر والسودان ..بعد الإطلاع على القانون رقم
25لسنة 1922بشأن وضع نظام الأسرة المالكة، ونظرًا لإستحسان مكانة ولي عهدنا بين
الأسرة المالكة.. قررنا ما هو آت:
1- يطلق
على ولي عهدنا الأمير أحمد فؤاد لقب "أمير الصعيد"
2- على
رئيس ديواننا تنفيذ أمرنا هذا
وإنتهى البيان الذي نشرته صحيفة
الأهرام في عددها المخصص للإحتفال بقدوم ولي العهد، بتوقيع الملك فاروق في السادس
عشر من يناير 1952.
"تهنئة
الملكة فريدة ومقولة الملك"
الملكة فريده |
كانت أولى البرقيات التي وصلت
للملك تهنئه بقدوم ولي العهد، من طليقته السابقة الملكة فريدة، وجاء مفاداها
" أهنئكم من كل قلبي بولي العهد"، بعدها قامت فرق من الجيش بتنظيم
عروضًا عسكرية أمام قصر عابدين، ليخرج عليهم الملك ويخطب فيهم مرتديًا الملابس
العسكرية: "أهديكم أعز ما عندي ..إبني".
"حزن
الورثه"
الامير محمد على |
على الرغم من تلك الفرحة التي
عمت البلاد، هناك أشخاصًا حزنوا حزن شديد لميلاد أحمد فؤاد الثاني، وهم الورثة،
لكنهم ليسوا ورثة الملك فاروق أشقاء أحمد فؤاد الأميرات، لكن من كان لهم أحقية
الجلوس على العرش بعد الملك فاروق –حال إستمرار الملكية- وهم الأمير محمد على
توفيق الذي كان ولي عهد الملك فاروق قبل ولادة فؤاد الثاني، كان عمره وقتها 72عام
وكان لا يزل حالمًا بحكم مصر، وكذلك الأمير محمد عبد المنعم إبن عم الملك فاروق
الذي كان عمره 52عام، لكن بعد قدوم إبن "فاروق" أصبح وريثًا شرعيًا لعرش
مصر.
"هدية
فاروق لناريمان"
ذكر مصطفى صادق عم الملكة
ناريمان في مذكراته أن الملك فاروق وعد ناريمان بهدية ثمينة قبل أيام من إنجاب ولي
العهد أحمد فؤاد الثاني، وهي عبارة عن سيارة كاديلاك وعقد من الزمرد الخالص،
وبالفعل حقق فاروق وعده في إحدى الأيام بعد الولادة، حيث طلب من
"ناريمان" أن تطل من شرفة غرفتها، لكنها كانت متعبه فقام بحملها على كرسي
بإتجاه الشرفه لتجد السيارة داخل القصر، ومنحها المفتاح الخاص بها، لكن الغريب
أنها لم تركب هذه السيارة ولو لمرة واحدة حتى رحلت عن مصر.
أما العًقد فقدمه الجواهرجي
أحمد نجيب باشا إلي الملك فاروق هدية الزواج، وكان يحتفظ به الملك حتى هذه اللحظة.
"
فاروق يتغير"
فاروق وناريمان والملك الصغير |
قالت الملكة ناريمان في إحدى
لقاءاتها التليفزيونية النادرة، والتي أجرتها عقب زواجها "الثالث"
بفترة،أي بعد عودتها من المنفى بسنوات: أن ميلاد أحمد فؤاد جعل فاروق يتغير
سلوكيًا إلي الأفضل، وهو بالفعل ما تحقق حتى على مستوى علاقته بهما، فكان دائم التدليل
للإبن وأمه، ويحرص على البقاء لساعات طويله بجانبهما،وكان أكثر كرمًا في تقديم
الهدايا أشد مما كان عليه.
لم تستمر سعادة فاروق وناريمان
طويلا بوليدهما، فبعد عشرة أيام من ميلاده، وتحديدًا في 26يناير 1952كان حادث حريق
القاهرة، وبعدها بستة أشهر إندلعت ثورة يوليو 1952والتي أدت لرحيل الملك فاروق عن
مصر
...يتبع...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا على دعمكم المستمر