"رمضان زمان" الحلقة الأولى .. إبنة "ساقوله" .. أصغر "كنفاني" في مصر
عادةً ما
تفوح منها رائحة البركة والخيرات ، تحولت لديها من مصدر للرزق إلي عادةٍ وحرفة "موروثه"
من الآباء والأجداد، لتحتفظ طيلة عمرها بنفحة من نفحات رمضان ، إنها "الكنافة
الرمضانية".
في أثناء
جولة "ويكي منيا" لإستعادة بهجة رمضان المفقودة، توقفنا أمام فرن قديم من الطوب اللبن بأحد شوارع قرية "ساقوله" عمرة يفوق
عمر من تعمل به، وبالنظر للوجه تبين أنها " فتاة في الحادية عشر من عمرها"
، تقف أمام الفرن الذي يتراوح طوله ما بين
متر إلى متر ونصف بة فتحتان علويتان لإخراج دخان النيران ، وفتحة كبيرة سفلية بمقدار حجم الشباك يتخللها ما يسمى بـ "بيت الولعة"، وحطام من أعواد البوص وألواح من الحطب يعلوه
صينية مصنوعة من الصاج الأسود، وترقد بجانبه منضدة وضع عليها ما سمى بـ"القادوس"
وهو إناء العجين، وكفتى ميزان ودورق للمياه، و"خرقة" تغير
لونها من سواد الصاج، وباقة من ورق الجرائد تستخدمها "هالة" في لف الكنافة للزبائن .
ترتدي "هاله" فستاناً طويلاً تتراقص علية باقات من الزهور
الملونة، وحجاب من الألوان المبهجة يزين "بشرة سمراء" مالت عليها الشمس ، قصيرة القامة تخبئ إبتسامةٍ مشرقةٍ من وراء أسنان مصفوفة ناصعة البياض.
ورغم ظروف
الفتاه الصعبة فهي من "ساقوله" إحدي
قري مركز بني مزار ولم تكمل دراستها، وأخذت من مهنة "الكنفاني" التي
تعلمتها من والدها مصدراً لرزق العائلة بعد أن أصيب والدها بالعجز.
تقول
هالة "بشتغل مع أبويا عشان أساعده
وإخواتى كلهم صغيرين، وإتعلمت أعجن وأرش الكنافة وأنا في إبتدائى، ودلوقتى برش
الفرن لوحدي، وممكن أمي تساعدني في الميزان واللف للزباين"
واستطردت
قولها بأن كيلو الكنافة بـ 5 جنية، و إنها
ووالدتها ينهيان العجين بسرعة ولديهم زبائن كثيرة يحبون الكنافة البلدي "الرش"
أكثر من الكنافة الآلي ، مختتمة بأنه علي الرغم من أنها مهنة متعبة إلا أنها الشئ
الوحيد الذي يشعرها ببهجة شهر رمضان.
وبما أن
الحلقات بعنوان "رمضان زمان"، تم إجراء هذا "الفيتشر" يونيه
2015.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا على دعمكم المستمر