صدمات في
حياه "هدى شعراوي" .. حلقه 1 "غيره وتضحيه"
عاشت في
قمم المجد منذ الصبا ، وعلى خلاف العادات،
نادت زوجة أبيها بـ "ماما
الكبيرة" حتى زواجها من رجلًا يكبرها بنحو40 عامًا، تلك ملامح طوقتها الأيام و نسجت حياة إبنة محافظة
المنيا المناضلة الوطنية "هدى شعراوي" رائدة الحركة النسائية المصرية،
التي ثارت على تقاليد عائليه وإجتماعيه لتحرر المرأه من قيودها..فهل حررت نفسها
منها أم لا ..هذا ما سنكشفه في هذه السطور
" نور
الهدى محمد سلطان" المعروفه بـ "هدى هانم شعراوى"، ولدت في مدينة
المنيا في 23 يونيو 1879، إبنة محمد سلطان باشا والذي تولى رئاسة مجلس شوري
النواب، المتوفي في 14 أغسطس 1884م بمدينة
"جراتس" بالنمسا، وكان عمرها وقتئذ خمس سنوات، وكانت والدتها تبلغ من
العمر 25 عاما عندما توفى والدها، كان لها شقيقان أحدهما من أبيها ويدعي إسماعيل .
كان إسماعيل
قوى البنية ذكي بفطرته، وكان أبيه يريده خلفاً له لأن أبنه الثاني شقيق هدى شعراوى
من أمها وأبيها كان ضعيف البنية، ولكن
توفى إسماعيل وهو صبى حزنا علي مرض أبيه محمد سلطان باشا.
عانت
"الطفله" من التمييز بينها وبين شقيقيها، فبالرغم من تميزها بحفظ القرآن
في سن مبكر قبل بلوغها العاشره، وفصاحتها إلا أن العائله لم ترع لها أي إهتمام، وظلت
عقدة الذكوريه في مخيلتها حتى الممات، خاصة بعدما عاشته من صدمات متعاقبه
"صدمة هدي الأولي"
تقول
"صفاء جمال" مفتشة بآثار المنيا، إن هدى شعراوي ختمت القرآن وهي في
التاسعة من عمرها، وكانت هدى محبه لزوجة أبيها حبًا عظيما وكانت تسميها "ماما
الكبيرة" وكانت تبادلها زوجة أبيها نفس الحب، وتقول عنها هدى شعراوى في مذكراتها " أنها الوحيدة
التي كانت تتحدث معها بصراحة في مختلف الأمور والشئون"، إلا أن الحزن خيم
عليها بموت إبنها إسماعيل فلزمت الفراش، ويئست يأسا شديدا وفقدت الأمل في الحياة
عند سماعها خبر وفاة زوجها محمد سلطان، والذي دفن في محافظه المنيا بـ "زاوية
الأموات" المعروفه بزاوية سلطان حالياً، و الذي تسبب في إحداث أول صدمة في حياة
الابنة الصغيرة "هدي" .
وإستكملت
"جمال" : في الوقت ذاته كان على
بك شعراوى ناظر أوقاف والدها والواصى
عليهم، وكانت هدى محبة لأخيها رغم غيرتها منه لتفضيلهم له عنها وكانت دائما تبرر
لها والدتها أن سبب ذلك انه حامل لقب العائلة بعد أبيها، وكان يزيد من عطفها ضعف
صحته، ويزيد من حبها له أنه سيحيى إسم والدها الحبيب.
"الصدمة الثانية"
وتضيف
مفتشة آثار المنيا: تزوجت هدى من على باشا شعراوى وهى تبلغ من العمر 13 سنه
وكان يكبر عنها بـ40 عام وكانت الزوجة الثانية له ، فقد كان علي باشا متزوجا ولديه ثلاثة بنات، وكان هذا الزواج تلبية
لرغبه أمها وبعض أفراد العائلة، بينما كانت هدى تعتبره أب لها لأنه كان ناظر الوقف
الذي يملكونه والواصى عليهم بعد أبيها لذلك
تلقت صدمتها الثانية وقت العرس لكن كان عليها تلبيه رغبه والدتها المريضة
رغم صغر سنها... يتبع....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا على دعمكم المستمر