كانت هناك ليال عدة تجمع عميد الأدب العربي د. طه حسين بعمال بعثات الحفريات الأثرية من كل
البلدان بإختلاف لهجاتهم وطباعهم، داخل إستراحته الخاصه وفي أوقات كان يوزع
"سندوتشات" بدلاً من إقامة حفلات للشواء، كان يحضر السهرات بعض الأجانب
أيضاً، لذا قام الدكتور سامي جبره بإبتكار طريقه جديده للترفيه بالمنطقة عن طريق تنظيم المسرحيات.
\
"مسرح عبد
العزيز صالح"
طور الدكتور سامي جبره وسائل الترفيه الخاصة بعمال الحفريات والبعثات
الأثرية في تونا الجبل، وأضاف لها المسرحيات التي كان يقوم بعض العمال بتمثيل
أدوارها تحت قيادة عامل بدرجة فنان يدعى عبد العزيز صالح.
وللمصادفه كان هناك
وقتها أستاذ جامعي في علم المصريات يدعى د/عبد العزيز صالح فكان يتشابه مع العامل عبد العزيز صالح، فلقبه
من حوله بالرقاص وكان له منزلاُ في تونا الجبل أهداه له د. سامى جبره، وتتواجد
بقاياه حتى الان يعرف بـ"بيت الرقاص"
وكان بعض زملائه يرفضون هذا اللقب فأشاروا عليه بالطبال.
ويقول سامي جبره في إحدى كتبه متحدثاً عن حفلات المسرح: "كنا نفرح
عندما يأتي زائراً للمنطقة من العلماء المرموقين أو الشخصيات البارزه، وبعد إنتهاء
العمل اليومي كان العمال يتولون تنظيم الحفل ووضع برنامجه بحرية تامه في الرحبة
الجنوبية من إستراحتى "السرايا" ، وكنا نتخذ مجلساً مع الزائرين في
الشرفة التي تطل على الرحبه، وتتجول مناظرنا بين مشاهد الحفل والقمر والنار
المشتعله".
ويضيف جبره: " بعد إنتهاء الممثلون من ألعابهم الممتعه، قاموا إلي
وجباتهم الطيبه الشهية، ثم الإستمتاع بالشراب الممتع الشاي المحلى بالسكر، جزاء
لهم على ما قدموه من إمتاع على مسرحنا البسيط المقام بحديقة الإستراحه".
يواصل جبره: كان للمسرح مخرجاً أعدته طبيعته ونشأته لهذا العمل، فكان شاباً
مملوءً بالنشاط إسمه (عبد العزيز صالح) وكان ملقب بالرقاص من قرية تل العمارنه
بملوي، كانت قامته غريبه الشكل؛ فطوله غير متسق، ووجهه نحيل، نظراته تمتاز
بالعزوبة والغموض، كان النظر إليه يذكرنا بسلالة "إخناتون".
"أحس المخرج المذكور منذ أيام صباه بميله إلي الغناء، كان يتذوق النغم
ويرقص عليه، وكانا والداه يكرهان ذلك كثيراً، كان يخجلان من أن لهما ولداً يعمل
عملاً يمثل "الخلاعه" من وجهة نظرهم، رغم كونه أفضل ميكانيكي في قريته
..هكذا وصف د. سامي جبره حال أسرة عبد العزيز تجاهه...يتبع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا على دعمكم المستمر