"حكايات الفن والسمر على رمال تونا الجبل" حلقة 2 .. طه حسين و"الواد العفريت"!!
توقفنا في أولى حلقات السلسله، عند إعجاب عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، بسمر البدو وحديثهم، لذا كلف أحد العاملين بمنطقة "تونا الجبل الآثرية" بإعداد حفلات شواء وترفيه، فكان هذا الرجل هو المختص بإعداد تلك الحفلات، ولقبه عميد الأدب العربي بـ "الواد العفريت".
يقص "فرج عبد العزيز" أحد
المهتمين بالتوثيق لمنطقة تونا الجبل ، حياة جبريل عبد الرازق شقيق والدته قائلاً:
كثيراً ما كنت أذهب إلي خالي ليقص عليّ حكاياته مع عميد الأدب العربي عندما كان
يأتي لتونا الجبل وقال لي في إحدى نوادره : " كنت من أصغر العاملين الذين
شاركوا بالحفريات الأولى لتونا الجبل في منتصف الثلاثينيات، وكلفني الدكتور طه
حسين في إحدى المرات بإعداد حفلاً بدوياً للعمال في وقت فراغهم وقال لي نصاً (إنت
واد عفريت وفاهم قصدي) وبالفعل أحضرت له شباب محب للتراث البدوي منهم شعراء
ومغنيين ثم أحضرت له سيده تجيد "الحجاله" وهو نوعاً من الرقص البدوي
العفيف وأقاموا له الرجال رقصة "السامر" بمضمون أغاني بدوي يعبر عن الحب
والعشق والفراق، وكانت الحجاله تحمل فى يدها "قنديل مشتعل"
ترقص به أمام صف مستوى من الرجال منظم يرددون بيت من الشعر البدوي يسمى( الشتيوه) أعجب بنغمه كثيراً طه حسين".
رقص عبد العزيز صالح
يتابع فرج نقلاً عن خاله: كان فناء الإستراحه مسرحاً لإقامة تلك الحفلات،
وبعد إنتهاء الحفل البدوي طلب العميد من المؤديين شرح لكلمات الأغاني، وهم مجتمعين
على مائدة شواء " لحوم مشوية وفته مع شاي حطب"، وطلب الدكتور طه حسين
منهم الغناء بـ" البندير" وهي آله تشبه الدُف، فكانوا ينشدون له قصائد
في مدح النبي صلى الله عليه
وسلم.
كانت هناك ليال عدة تجمع طه حسين بعمال بعثات الحفريات الأثرية من كل
البلدان بإختلاف لهجاتهم وطباعهم، داخل إستراحته الخاصه وفي أوقات كان يوزع
"سندوتشات" بدلاً من إقامة حفلات للشواء، كان يحضر السهرات بعض الأجانب
أيضاً.
لمشاهدة الحلقة الأولى إضغط هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا على دعمكم المستمر