"فارس بلا جواد يحتمي بالقايات".. مذكرات حافظ نجيب .. الحلقة الأولى "صراع الواجب والمروءة" - ويكي منيا

ويكي منيا

مدونة أرشيفية خاصة بتقديم المواد الوثائقية الصحفية لكل شئ عن محافظة المنيا، شخصيات عامة ، أماكن ، تاريخ العائلات ، وغيره من المواد الوثائقية التي قد تهم القراء من محبي التاريخ والتوثيق خاصة من أبناء محافظة المنيا

اخر الأخبار

اخر الاخبار

اعلان

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون

الأحد، 22 نوفمبر 2020

"فارس بلا جواد يحتمي بالقايات".. مذكرات حافظ نجيب .. الحلقة الأولى "صراع الواجب والمروءة"

 "فارس بلا جواد يحتمي بالقايات".. مذكرات حافظ نجيب .. الحلقة الأولى "صراع الواجب والمروءة"



"إن رمت تخطو واثقاً بثباتِ..فلتقصدن إلي حمى القايات
 كم زائرٍ قد جاء يطلب قربهم .. فأتى وعاد مسددِ الخطوات
هم أولياء الله على قدرهم.. وأحاطهم باليمن والبركات
فإذا أتيت بجاههم متوسلاً ..هطلت عليك سحائب الرحمات"

هذه الأشعار خطها أحد الشعراء المحبين ويدعى غالب مهني أحمد ، وهي معلقة داخل مضيفة "آل القاياتي" التي قصدها بطل السلسلة هروباً وإحتماءً من الأنجليز، كأحد رموز جبهة النضال الثوري ضد الإحتلال.

جاء حافظ نجيب هاربًا من مطاردة جنود الإحتلال الإنجليزي، وإحتمى بمضيفة الشيخ عبد الوهاب القاياتي والتي كانت بمثابة مأوى للغرباء، إذ لم يكن يعلم أحد بشخصيته إلا الشيخ عبد الوهاب القاياتي، وكان يرتدي المناضل جلبابًا باليًا فنصحه الشيخ بالبقاء في المضيفة دون أن يتحدث مع أحد طيلة شهرين كاملين .

ويسرد حافظ نجيب خلال إعترافاته رحلة وصوله إلي قرية القايات، للحماية هرباً من البوليس قائلاً: (وصلت إلي القايات في جلباب أزرق ونعل بالية وطالبت مقابلة الشيخ عبد الوهاب القاياتي لإلتماس البقاء في البيت كسائر الغرباء وقد أخبرته بحقيقة أمري، فقال لي لا حاجة لي بإسمك وظروفك القاسية لماذا أخبرتني بالحقيقية فرددت: لأني لا أريد خداع أهل البيت، قال الشيخ: القانون يحرم التستر على المجرم الهارب من وجه العدالة والمروءة تقضي على الرجل بحماية من يلجأ إليه.. فما أقساك يا حافظ .. لقد أحرجتني!!.. نحن رجال دين لا رجال العدالة والقانون يكرهني على رفض حمايتك والمروءة ترغمني على تحقيق رغباتك لإيوائك ..فهل ألبي نداء الواجب العدالة أم صوت المروءة؟ " .. رد حافظ على الشيخ عبد الوهاب " لك كل الحرية في إختيار السبيل"،فإبتسم الشيخ وظهرتعليه علامات الإرتياح ثم قال "إنس أنك بُحت لي بسرك وسأنسى أنني سمعته، إنزل بدار الضيافة كسائر الغرباء، وأذكر ما شئت من الأسباب التي تدعو لهذه الإقامة، ولا تشركني في خلق البواعث دعني أسمعها مثل غيري من الغرباء ولتكن مشيئة الله").

الشيخ عبد العظيم القاياتي


 يضيف حافظ : "إنصرف الشيخ محمولاً على عربته الصغيرة، وقادني الخادم إلي قاعة فسيحة حولها مصاطب ينام عليها الضيوف ، فنمت علي إحداها نوما عميقا لأني كنت متعبا من السفر ماشيَا من القاهرة إلى تلك القرية البعيدة عن العمران".

ظل حافظ غارقاً في نومه بالمضيفة  حتى دعته الضرورة للنزول بعد عصر ذلك اليوم إلي فناء دار الضيافة كغيره من الغرباء، ويكمل المناضل إعترافاته قائلاً: (جلس بجواري رجل أزهري طالب علم ويدعى الشيخ غزلان"إن لم تخونني الذاكرة" جاء مجلسه إلي جواري على المصطبة المجاورة للجامع،  وجاء إلى مجلسنا الشيخ عبد اللطيف وسألني عن إسمي وبلدي فقلت: كل ما أعلمه من الماضي  أنني رجل غريب وأنني من القاهرة وكنت أتمم الدراسة وبعدها أصبت بالجنون ونقلت إلى مستشفى المجاذيب قضيت بها اعواماً طويلة وخرجت منه منذ أيام ولم أعرف أهلي فتنقلت في البلاد شريدًا حتى بلغت "القايات" وتناقلت هذه الرواية سريعا إلي مسامع الأهالي وكذلك أهل البيت الشيخان عبد الوهاب وحسن القاياتي، وأُطلق عليّ إسم مصطفي حسن .

مضيفة آل القاياتي 


علم المشايخ من محاداثاتهم المستمرة مع الضيف الغريب أنه متعلم، وطابت لهم معاشرته ومنادرته، فإكتسب عطف الجميع بباعث الإشفاق على رجلٍ قضى شبابه بين المجانين، ثم عاد إلي الدنيا وحيداً لا يعرف أهله، بلا عملٍ، بلا مأوى.




...يتبع...


 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا على دعمكم المستمر

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون