في الذكرى الـ102 لميلاد "بطل الحرب والسلام" ويكي منيا تفتح سجل زيارات السادات للمنيا ..الزيارة السادسة: الرئيس يعلن استقلالية محافظ المنيا عن "الباشا المدير" بخطاب تاريخي!!
في السابع من ديسمبر
عام 1978 حرص الرئيس محمد أنور السادات علي عقد مؤتمرا شعبيا بمحافظة المنيا وكانت
مناسبته غريبة نوعا ما ، إذ يتوافق هذا اليوم مع الذكري الــ35 من إعتقال السادات
بالقصر الماقوسي ، وتنشر مجتمعنا اليوم نص
كلمته التاريخية ، ففي بداية المؤتمر وجه السادات كلمته لشعب المنيا قائلا : "أبنائي
وبناتي .. إخوتي وأخواتي ، وأما بنعمة ربك فحدث، كان القطار يقترب بي بالأمس من
محافظة المنيا ،بعد أن شق طريقه من القاهرة، إلي هناك بين جموع أبناء شعبنا الأمين
وعادت بي الذاكرة 35 سنة للوراء ،في مثل هذا الشهر ديسمبر 1942 وصل بنا القطار
الخاص إلي المنيا ،ونزلنا إلي ساحة وميدان المحطة وفي صمت وهدوء نقلوا المجموعة
التي كانت بالقطار إلي معتقل "ماقوسة" الذي كان يفتح لأول مرة ، وبالأمس
كان الذي يقترب من المنيا قطار مخصوص أيضا ، وكما علمنا سبحانه وتعالي لا يصح إلا
الصحيح ،وقال لنا لكي ندعوه ونقول "قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء
وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك علي كل شئ
قدير"
وأكد بطل الحرب
والسلام في خطابه بالمنيا علي سعادته بقوله "لقد غمرتني مشاعر الشعب بما لا أستطيع
أن أصفه وأنا غارق في هذه الأحلام وأشعر بالسعادة لوجودي بينكم ،هنا في ذلك الوقت
مرت 35عام من عمر مصر، عانينا الكثير من المستعمر البريطاني، والسراي التي كانت
تسكنها عائلة مالكة لا تحس بهذا البلد وشعبه، عانينا أيضا من النظام الحزبي الذي
فرضه علينا هنا في مصر أبناء من مصر إستطاعوا نفاق السرايا والمستعمر، وبهذه الحجة
تولوا أمرنا وأصبح الأمر بيديهم جميعا كان كل شيء لهذه الطبقة أما نحن مجموع الشعب
من العمال والفلاحين وأبنائهم من المثقفين والجنود وغيرهم كان محرما علينا ألا
نعيش في هذه المجموعة"
وأكد السادات في
خطابه لشعب المنيا عام 78أنه أتي إلي المحافظة لإعلان تجربة ثورية جديدة يعلن فيها
إستقلالية محافظ الإقليم عن تابعية ما وصفه بــ"الباشا المدير" ويحرر
المحافظ من كونه مندوبا للمستعمر كما قال في خطابه معلنا أن المحافظ سيكون من
أبناء المحافظة ويساعده المجلس المحلي كما سينتمي المحافظ للحزب الوطني لكنه سيكون
خادما لكل مواطن من أبناء بلده.
وشدد الرئيس الراحل
في لقائه بأبناء المنيا علي تحمله المسؤلية قائلا " لقد كنت أتحدث بالأمس مع
المحافظ وأعضاء مجلس الشعب بالمنيا، وقلت لهم ما أقوله أمامكم الآن لتحاسبوهم
عليه، إذا كنت أعتز بمنصب فهو منصب كبير العائلة وليس رئيس للجمهورية ، هذا هو
إلتزامي أمامكم وعلي مسمع من شعبكم، لا أريد جاها ولا سلطة وأفخر بأنني رئيس
للعائلة المصرية ، وكان نزولي إلي الشارع السياسي حين وجدت أمرا رهيبا هو أن تاريخ
مصر يزيف لأنهم كانوا مجرد أدوات في يد الملك والإستعمار وغرائزهم وأطماعهم وزيفوا
الحياة السياسية والحزبية في مصر، اليوم يعود حكم كل إقليم لأبنائه بديموقراطية
كاملة ، والثورة الإدارية يمكن تحقيقها في ثلاثة سطور مني أول فيهم :من أول يناير
قد خولت كل محافظ سلطات رئيس الجمهورية داخل محافظته، وبهذا إنتهت مرحلة الثورة
الإدارية، ونبدأ بداية جديدة طموحة لتطوير الإنتاج والسلوك والتعمير، كل هذا يجهز
الآن وأنا سعيد أن يبدأ من هنا في المنيا في يناير 1979 ،أمرا جديدا تماما أن يبدأ
علي أرضكم، أرجوا أن تعطوا المثل لبقية المحافظات والأقاليم في الإدارة والفهم
والبناء،وحتي أول يناير ستتوالي الإعلانات عن الخطوات المقبلة ، وجهزوا أنفسكم
لإستلام المنيا لنقودها نحو الرخاء ونحو مجتمع سعيد"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا على دعمكم المستمر