"المنيا مهد الأديان".. الحلقة الرابعة: دخول العرب وفتح "القيس والبهنسا" بدماء الصحابة و"الراهبات" - ويكي منيا

ويكي منيا

مدونة أرشيفية خاصة بتقديم المواد الوثائقية الصحفية لكل شئ عن محافظة المنيا، شخصيات عامة ، أماكن ، تاريخ العائلات ، وغيره من المواد الوثائقية التي قد تهم القراء من محبي التاريخ والتوثيق خاصة من أبناء محافظة المنيا

اخر الأخبار

اخر الاخبار

اعلان

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون

الأحد، 10 يناير 2021

"المنيا مهد الأديان".. الحلقة الرابعة: دخول العرب وفتح "القيس والبهنسا" بدماء الصحابة و"الراهبات"

 

"المنيا مهد الأديان".. الحلقة الرابعة: دخول العرب وفتح "القيس والبهنسا" بدماء الصحابة و"الراهبات"

 


جاء الفتح العربي بمثابة النجدة لجميع المصريين، لتخليصهم من حكم الرومان، خاصة مع إنتشار العرب في ربوع مصر قبل دخول الإسلام بقرون عديدة، وما ترتب عليه من تغيير شامل في المجتمع المصري ساعد في إنتشار وتعليم اللغة العربية بين سكانه عبر التجار الوافدين، وأدى لميلاد مجتمع جديد مختلف التفكير والعقليات.

وبدأت علاقة المنيا بالعرب ، عبر القوافل التجارية المتنقلة بين الصعيد وتحديداً مدينة "قفط"بقنا، والتي كانت مركزاً لكثير من التجار العرب، ونشأت بينهم وبين التجار بأسيوط صلات مستمرة ، ساعدت على استقرار العديد منهم بإقليم المنيا، ونشأت منها العديد من القبائل المتواجدة حتى هذا الوقت.

ومن المعروف تاريخياً أن أهل المنيا هم أصهار النبي محمد صل الله عليه وسلم وأخوال نجله إبراهيم رضي الله عنه، ويرجع ذلك إلي نسب السيدة ماريه القبطية التي هي أم إبراهيم بن محمد بن عبد الله، فكانت رضي الله عنها من قرية الشيخ عبادة بملوي، وكانت هدية المقوقس للنبي صل الله عليه وسلم وتزوجها ليكتب للمنيا هذا الشرف العظيم.

 


واجه سكان المنيا الأوائل صعوبات كبيرة ومتاعب عدة نشأت بين العرب والرومان المستوطنين على أرضها قبل الفتح الإسلامي، ونشأت معارك متفاوتة بسبب ظلم الرومان للتجار العرب هناك، حتى جاء قيس بن الحارث قائد عمرو بن العاص بالصعيد، ليدافع عن أهل المنيا بعد أن استغاثوا بعمرو بن العاص، فكانت أول بقعة يمكث فيها وينتصر على الرومان هي قرية "القيس" التابعة جغرافيا لمركز بني مزار" والتي كانت تسمى قبل مجيئه بإسم "كاسا" وأطلق سكانها اسم القيس عليها عرفاناً بجميله بعد أن أنقذهم من بطش الرومان.

بعد ذلك أراد "القيس بن الحارث" استغلال ذلك النصر ليسقط أكبر الحاميات الرومانية بالمنطقة، فإتجه إلي البهنسا لتشهد أحد أكبر المعارك في التاريخ الإسلامي.

وروى الأثري "سلامة زهران" ،مدير منطقة تفتيش البهنسا، تفاصيل المعركة، بأن   أن المدينة استعصت في بداية الأمر على جيش المسلمين ولم ُتفتح إلا بعد سقوط العديد من شهداء الصحابة والتابعين، وهذا ما دل عليه عدد القباب الموجودة على ارض البهنسا والتي تُنسب إلى شهداء الصحابة مثل "محمد بن عقبة بن عامر الجهنى" و"زياد بن الحارس بن عبد المطلب" و"إبان بن عثمان بن إبان" و"عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق" وغيرهم.

 


ذهب قيس بن الحارث لفتح البهنسا والتي تحصن بها كل فلول الروم نحو حاميتهم بعد سقوط "القيس" والتي حاصرها  وعسكر بها جيش المسلمين،وأيقن الرومان انه لو سقطت البهنسا لسقط الصعيد كله، فاشتدت المعركة واشتد الحصار، فأرسل قيس لعمرو بن العاص يطلعه على شدة الحصار، فما كان إلا خالد بن الوليد يطلب منه أن يسير معهم هو والمهاجرين والأنصار، ولكن فضل الفاتح عمرو بن العاص أن يرسل أبى عبد الله الزبير بن العوام ومعه 300 فارس، ثم  أرسل خلفه المقداد بن الأسود وضرار بن الازور ودفع لهما 200 فارس، ثم عبد الله بن عمر ومعه 200 فارس وعقبة بن عامر الجهنى ومعه 200 فارس ، وكان الروم والقبط يلقون ويرمون بالحجارة والسهام من أعلى الأسوار والأبواب، واقبل حينها  "ضرار بن الازور" وهو ملطخ بالدماء محاولاً إقتحام الحصون،  فقال الصحابة  له: "ما بك يا ضرار؟"، قال لقد قتلت 160 رجلاً من الأعداء وكفيتكم من خرج من باب الجبل".

 واستشهد من المسلمين 280 صحابياً في المكان المعروف بالمراغة وأقاموا على حصار المدينة 4 شهور، حتى كتب الله إنهيار الحصن على يد الصحابي "عبد الرازق الأنصاري" الذي استشهد ودفن بمكانه والذي عرف  بمزار "فتح الباب"، وشهدت المعركة استشهاد نحو 5 آلاف صحابي من أصل 10آلاف ممن رأوا النبي صل الله عليه وسلم من الصحابة والتابعين وأصحاب الرايات رضي الله عنهم ، ودفنوا جميعاً بالبهنسا والملقبة بـ"البقيع الثاني" لكثرة سقوط الشهداء بها من الصحابة.



"راهبات أم صحابيات"


يشتركا الدكتور زاهي حواس والباحث باسم سمير الشرقاوي المتخصص في الآثار الدينية في الرأي أن مزار "السبع بنات" المتواجد بالبهنسا، ترجع قصته أن مجموعة من الفتيات المصريات اللواتي كن يسكن الدير الذي كان في هذا المكان، قد خرجن لإمداد جيش المسلمين بالمؤن والمياه أثناء الحصار، فقتلوهم البيزنطيين ليلاً بعد أن قمن بالزغاريد بالمعركة وعلموا أنهن نسوة، فيما تشير بعض الروايات المذكورة بكتب المؤرخين العرب ومنها "فتوح الصعيد والبهنسا" للدكتور عمرو منير أن مجموعة من الصحابيات والصالحات من زوجات الصحابة وبناتهن قد شاركن بالفعل في القتال مع المسلمين حتى سالت الدماء من وجوههن، ومنهن "الصحابية سلمى بنت زاهر".

بعد نجاح المسلمين في فتح البهنسا، استقر بها بعض الصحابة وأنشأوا قبائلاً بها مثل قبيلة "بني الزبير" ويرجع نسلهم إلي الصحابي الجليل الزبير بن العوام، وقبيلة "غفار" والتي ترجع نسبها للصحابي الجليل "أبي ذر الغفاري".

 

 


 رحب الجميع بالفتح الإسلامي لإقليم المنيا، وحقق الفتح إزدهاراً كبيراً على الإقليم من الناحية الإقتصادية والزراعية والصناعية والعمارة أيضاً... وهذا ما سنتناوله بالحلقة القادمة .

                                                             .... يتبع....

 

 

 

  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا على دعمكم المستمر

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون