"المنيا مهد الأديان".. الحلقة الخامسة : من "القبطية للعربية" .. لمحات من حياة"أهل المنيا" الأوائل بعد دخول الإسلام - ويكي منيا

ويكي منيا

مدونة أرشيفية خاصة بتقديم المواد الوثائقية الصحفية لكل شئ عن محافظة المنيا، شخصيات عامة ، أماكن ، تاريخ العائلات ، وغيره من المواد الوثائقية التي قد تهم القراء من محبي التاريخ والتوثيق خاصة من أبناء محافظة المنيا

اخر الأخبار

اخر الاخبار

اعلان

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون

الثلاثاء، 12 يناير 2021

"المنيا مهد الأديان".. الحلقة الخامسة : من "القبطية للعربية" .. لمحات من حياة"أهل المنيا" الأوائل بعد دخول الإسلام

 "المنيا مهد الأديان".. الحلقة الخامسة : من "القبطية للعربية" .. لمحات من  حياة"أهل المنيا" الأوائل بعد دخول الإسلام

بنايات قديمة بالشيخ عبادة

علمنا في الحلقة الماضية من السلسلة كيف دخل أهل المنيا الأوائل الذين سكنوا الإقليم عبر القوافل التجارية التي كانت تستقر في هذه المنطقة سواء القادمة من مدينة "فقط" بقنا أو أسيوط، في الإسلام بعدما استطاع المسلمون بقيادة الصحابي الجليل "القيس بن الحارث المرادي" فتح منطقتي القيس والبهنسا وإسقاط الحامية الرومانية، وسط ترحيب من المصريين الأقباط نتيجة معاناتهم الشديدة من ظلم الرومان لهم.

بعدما إنتصر جيش المسلمين، فضل العديد من الصحابة وزوجاتهم والمريدين معهم الاستقرار بإقليم المنيا، ومكثوا بمنطقة البهنسا، وأنشوا عدة قبائل، عاشت بين الأقباط بكل مودة وتعاون.

كانت اللغة القبطية هي اللغة الأولى والرسمية المستخدمة في التعاملات وقت العصر الروماني، ومع دخول الإسلام واستقرار العرب بالمنيا، بدأ المقيمون في تعلم اللغة العربية وإتسع استعمالها بقدر دخولهم في الإسلام، ثم استعملت بجانب القبطية للتفاهم في معاملاتهم اليومية، حتى أصبحت العربية لغة التفاهم والتعامل الأساسية حتى بين المصريين الأقباط وبعضهم وبين المسلمين، مما ساعد في تطور المجتمع المنياوي الأول على جميع المستويات الدينية والتجارية والزراعية والصناعية.


دينياً بدأ المسيحيون في استخدام اللغة العربية في صلوات الكنيسة، واستخدمها المسلمون بالطبع في الصلاة أيضاً إلي أن أصبحت اللغة العربية هي لغة التعامل الرسمي في الإقليم، كان ذلك بين 641إلي 686ميلادية في فترة دخول الإسلام للمنيا.

 

وزراعياً مع انتشار القوافل وتبادل الخبرات، ظلت المنيا مزدهرة زراعياً عن باقي البلدان المجاورة، وظهر إهتمام كبير بأعمال الزراعة والري وإقامة الأحواض والقناطر والجسور، فكان تعامل الفلاح المصري القديم قائماً على الري بـ"الحياض" وهي طريقة تعتمد إعتماداً رئيسياً على استغلال فيضان النيل وهو في فترة الإرتفاع في ري الأراضي الزراعية، وعندما مرت مصر بفترات الفيضان المنخفض كانت تحرم البلاد ومنها المنيا بطبيعة الحال من الدورة الزراعية الوحيدة التي كان يعيش عليها السكان طوال العام، وما يترتب على ذلك من كوارث متمثلة في حدوث القحط والمجاعات التي كانت تفتك بالأغلبية، وأصبح الفيضان "غير الوفي" ظاهره مألوفة، فبدأ الولاة العرب في البحث عن وسيلة تمكنهم من الإحتفاظ بالمياه في أوقات الفيضان الوفي لاستخدامها في أيام الإنخفاض، فتم بناء أول مقياس لضبط النيل بقرية "أنصنا" والمعروفة حالياً بقرية الشيخ عبادة بملوي، وذلك في عهد عمرو بن العاص، وكان له الأثر الكبير في إنشاء الريف المصري بعد استقرار الأسر على جانبي الشريط الأخضر الخصيب بوادي النيل، واشتغل الجميع بالزراعة مسلمين وأقباط ونشأت بينهم شراكة مجتمعية كبيره، واشتهرت أراض المنيا في هذه الفترة بزراعة القمح والكتان والفول والشعير والفواكه والنخيل، وإنتشرت زراعة القصب بملوي.

 

وفي مجال الصناعة فقد بدأت بعض الصناعات في الظهور بإقليم المنيا استغلالاً للمقومات الطبيعية والزراعية والحيوانية المتواجدة بالإقليم، فتمركزت صناعة النسيج المطرز والمقاطع السلطانية  بالبهنسا ونواحيها، كما اشتهرت قرية القيس وأبوقرقاص ونواحيها بصناعة الملابس الصوفية.

 

وفيما يتعلق بالبناء والعمارة، فقد ظلت العمارة الإسلامية متقدمة بالمنيا في الفترة من 630-1798ميلادية، حيث شيدت الكثير من المساجد الباقية حتى اليوم منها مسجد "دهروط" ومسجد "البهنسا" الذي يشبه طراز مسجد عمرو بن العاص، وكذلك مسجد اللمطي وجامع الوداع  بمدينة المنيا بجانب بناء الأضرحة المنتشرة بجميع المدن بالإقليم، وبالطبع تواجد عدد كبير من الأئمه والأساقفة العظماء في المنيا خلال هذه الفترة، مثل الإمام القرطبي والإمام القرافي، والقمص "ساويرس المقنع" أسقف الأشمونين المعروف لدى الأخوة الأقباط، وسنقوم بتناول نبذه عن سير هؤلاء العلماء ورجال الدين الأوائل بالمنيا في الحلقة القادمة.

                                                                      .... يتبع....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا على دعمكم المستمر

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون