"فارس بلا جواد يحتمى بالقايات".. مذكرات حافظ نجيب.. الحلقة السادسة : خصومة "القاياتيه" وحوار الرحيل - ويكي منيا

ويكي منيا

مدونة أرشيفية خاصة بتقديم المواد الوثائقية الصحفية لكل شئ عن محافظة المنيا، شخصيات عامة ، أماكن ، تاريخ العائلات ، وغيره من المواد الوثائقية التي قد تهم القراء من محبي التاريخ والتوثيق خاصة من أبناء محافظة المنيا

اخر الأخبار

اخر الاخبار

اعلان

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون

الجمعة، 15 يناير 2021

"فارس بلا جواد يحتمى بالقايات".. مذكرات حافظ نجيب.. الحلقة السادسة : خصومة "القاياتيه" وحوار الرحيل

 

"فارس بلا جواد يحتمى بالقايات".. مذكرات حافظ نجيب.. الحلقة السادسة : خصومة "القاياتيه" وحوار الرحيل

 


كشفنا في الحلقة الماضية من السلسلة كيف تمكن الشيخ عبد الوهاب القاياتي من إقناع رجال البوليس من الرحيل عن منزل القاياتي دون إلقاء القبض على حافظ نجيب أو "مصطفى حسن المجذوب" بعد إفتضاح أمره ورؤية صورته وأسمه الحقيقي على غلاف كتاب "نابغة المحتالين" للصحفي جورج طانوس، وهذا الأمر أدهش حافظ لكونه تيقن أن المرض ووجود رجال البوليس سينتهي بالقبض عليه لا محال، خاصة وأنه فكر قبل هذا الموقف بيوم للرحيل إلا أن المرض جعله طريحاً للفراش، ولم يفسر سبب عدم القبض عليه.

وكتب حافظ في مذكراته وقال: " الأمر يدعو للعجب..ولكن هذا الذي كان... ولم أعرف تفسيره إلا في سنة  1925، بعد وفاة السيد عبد الوهاب القاياتي بعدة أعوام وبعد مضي 16 عاماً عن الحادث نفسه"

استعاد بطل قصتنا عافيته من المرض بعد يومين من رحيل رجال البوليس، واستفاق يوم جمعه، ودار بينه وبين الشيخ عبد الوهاب القاياتي حواراً كشف فيه مصطفى عن شخصيته الحقيقية التي كان يعلم بها صاحب الهيبة الشيخ عبد الوهاب.

وذكر نجيب أنه لم يفاجئه الشيخ بما كان من رجال البوليس لعلمه بمرضه وتعذر إنتقاله، وبعد أن تأكد الشيخ من شفاء "مصطفى" ذهب إلي غرفته وأمر خادمه بالإنصراف، ودار بين الشيخ القاياتي وحافظ هذا الحوار:-

 

الشيخ عبد الوهاب: رأيتك اليوم في صلاة الجمعة،فأدركت أنك عوفيت من مرضك

حافظ: الحمد لله

الشيخ عبد الوهاب:إذن لابد من الإفضاء إليك بالأمر الهام الذي أجلته إلي الآن، حضر بعض رجال البوليس ومعهم كتاب بعنوان "نابغة المحتالين" وفيه صورتك هدتهم إليك.

ويكمل الشيخ كلامه وحافظ منصتاً: ( من الواضح أن رأيهم كان مستقراً على إلقاء القبض عليك، وقد حولهم عن هذا الأمر "لطف الله" ولا أكتم عنك الحقيقة : إن في القرية خصوماً لنا ولست أضمن أن الخصوم الحقيقيين قد ينالك الأذى منهم للإنتقام منا، فتدبر الأمر لحماية نفسك فإني أشعر بالعجز عن وقايتك)

 


وظهرت في عين حافظ نظرة إعجاب بالشيخ الجليل الذي ظهر كرجل عظيم بنبله وكرمه وحكمته، وليس رجلاً كبيراً لين العظام، وهنا تناول حافظ يد الشيخ وقبلها في وقار وإجلال ورد عليه قائلاً:

حافظ: أنا لا أُقبل يد شيخ الطريقة.. إنما أقبل يد رجل أعتقد أنه عظيم وجليل وله صفات لا يدركها أهل هذا العصر، الأمر واضح لا يحتاج إلي بيان.. يتحتم رحيلي عن القرية فهي لا تصلح للبقاء فيها بعد الآن.. صحيح أنني لم أهيئ أسباب الإقامة في القاهرة، إنما يجب الرحيل، وتدبير تلك الوسيلة بأية صورة، لأن البقاء هنا مخاطرة محققة، والإنتقال للقاهرة في غير تحصن مجازفة ولكنني أرجح الثانية عن الأولى.

 

ورد الشيخ عبد الوهاب على حافظ وقال: "وفقك الله للسلامة والخير يا صاحبي.. أنا لا أملك لك الآن سوى الدعاء لك، ولست أضن به عليك".

 

وإنتهى الحوار بين بطل قصتنا والشيخ الجليل، ليكشف أن هناك خصوماً لهذه العائلة الوطنية قد تتمكن من تدبير المكائد لحافظ وتسهيل القبض عليه أو إحداث به مكروه أثناء تواجده بالقرية، لذا بدء الاستعداد الفعلي للرحيل ووضع خطة المغادرة من القايات نحو القاهرة... ما هي هذه الخطة وهل ستنجح رحلة الرحيل والوصول بحافظ إلي القاهرة أم لا؟ هذا ما سنكشفه في الحلقة الأخيرة من السلسلة ....يتبع.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا على دعمكم المستمر

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون