"فارس بلا جواد يحتمي بالقايات".. مذكرات حافظ نجيب ..الحلقة الأخيرة: الرحيل عن القايات"جننتنا يا شيخ الله يجننك"!!
حافظ نجيب والشيخ مصطفى القاياتي ومحمد صبحي |
بعد أن إنتهى حوار الشيخ عبد الوهاب القاياتي والمناضل حافظ نجيب كاشفاً قصته الحقيقية للشيخ بعدما تمكن من حماية بطل قصتنا، إلا أنه خشي عليه من خصوم العائلة الوطنية خاصة بعدما إفتضح أمره، فما كان من حافظ إلا أن يتدبر أمره سريعاً لمغادرة المنيا والعودة للقاهرة.
يستعد نجيب أو "مصطفى حسن المجذوب" كما عرف بين أهل قرية القايات، لتدبير حيله تمكنه من الهروب والعودة للقاهرة، قبل أن يتمكن رجال البوليس من القبض عليه، وأثناء ذلك دار بينه وبين الشيخ مصطفى القاياتي خطيب ثورة 1919حواراً ظريفاً بعدما طلب منه أن يعطيه جلباباً وقفطان.
قبيل غروب ذاك النهار تقابل حافظ والشيخ مصطفى القاياتي، وحكى له حقيقة قصته وطلب منه أن يعطيه قفطاناً وجبه وحزاماً وعمامهً" تمكن حافظ من التنكر فيهما للهروب وترتيب أمره بالقاهره.
الشيخ مصطفى القاياتي |
يقول حافظ : كان الشيخ مصطفى القاياتي رحمه الله ظريفاً فقال لي ( لقد
أوهمتنا يا سي حافظ بأنك مجنون، وأثبت إدعاءك بجنونياتك حتى أقنعتنا بأنك ألطف
مجنون، والآن تفاجئنا هذه المفاجأة "الطريفة" ..جننتنا يا شيخ الله
يجننك)
تفاجأ الشيخ مصطفى بمهارة حافظ في التنكر، ولو كان يعلم سره من الشيخ حسن القاياتي، ما كان ليتفاجأ مما طلبه وقاله نجيب.
حافظ نجيب بعد تقدم السن |
ويضيف حافظ قائلاً: بعد غروب هذا المساء وقبيل الرحيل مباشرة علم الشيخان حسن وإبراهيم القاياتي بأني لست مصطفى حسن من الشيخ مصطفى القاياتي، فسرعوا إلي غرفتي في شوق واضح لتجديد التعارف بحافظ نجيب، وإنهالت عليّ الأسئلة من الجميع في تعجل وإلحاح، لأن المنادي يدعوهم بقصد الرحيل إلي البهنسا مع الداعي، ثم رحلوا مصحوبين بسلامة الله.
يضيف نجيب: وعند الفجر، حضر إليًّ خادم الشيخ مصطفى القاياتي، وكان يعمل ساعياً في مكتب موظف مرموق، فنقلني إلي سفينة تقلع بنا إلي اليابسة، تعطلت السفينة بعض الوقت عن الإقلاع، حيث حاول أحد أفراد العائلة منعي عن الرحيل، وحدثت مشادات ومفاوضات مع أفراد عائلة القاياتي إنتهت برحيلي وإقلاع السفينة ووصولنا إلي الجسر.
أحضر الخادم "حمارين" إلي السفينة، ركبناها قاصدين "الفشن" بعد وصول السفينة، ومن هناك بلغت القاهرة بمركب شراعي، وكان ذلك قبل عيد الفطر بيومين.
ويقال أن حافظ مكث في قرية القايات بنحو شهرين، ليكون لهذه القرية وللمنيا
نصيب كبير في حماية أحد المناضلين البارزين الذي سطر ملحمة كفاح أمه في مقاومة
الإحتلال الإنجليزي لمصر.. تحية لعائلة القاياتي الوطنية ولروح المناضل حافظ نجيب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا على دعمكم المستمر