علماء المنيا ورجالها الأوائل.. 2- الشيخ شمس الدين القاياتي واستقلالية القضاء المصري
الشيخ شمس
الدين محمد بن علي بن محمد بن يعقوب القاياتي، ولد بقرية القايات شمال العدوة
عام 1383من الميلاد، درس في الأزهر الشريف وعرف بنبوغه في الفقه واللغة والنحو
وإشتهر بإسم "العلامة النحوي"، ووصل بعلمه إلي أن تقلد منصب قاضي
القضاة، وذاع سيطه بعد حادثه شهيرة جسدت نزاهة القضاء المصري.
تعود الواقعة لعام 800من
الهجرة، إبان العصر المملوكي لمصر ، وقعت
حادثة إنهيار لأحد المباني المملوكية أدت إلي تقدم قاضي القضاة الشيخ أبو حجر
العسقلاني بإستقالته عقب الحادث ، وتم إختيار تلميذه شيخ الإسلام شمس الدين محمد بن علي بن محمد بن يعقوب
القاياتي ، والذي رفض إرتداء عباءة "الطيلوسان" التي كان يجب أن يرتديها
قاضي قضاة مصر عند تنصيبه من قبل الحاكم.
ويسرد الدكتور صالح الخالدي
تفاصيل الواقعة قائلا: عندما أمر الوالي بإجراء مراسم تنصيب قاضي قضاة مصر للشيخ
شمس الدين القاياتي ، والتي كانت تتمثل في إرتدائه ما يسمي بـ
"الطيلوسان" أو عباءة القضاء ثم ينزل من القلعة في موكب تمثل بعدة جريمة
بشكل تمثيلي يحكم فيها القاضي ، إلا أن الشيخ شمس الدين فاجأ الجميع برفضه إرتداء
العباءة قائلا "قبلت المنصب ولن أقبل العباءة" في إشارة منه أنه لن يكون
تابعاً للوالي أو لأحد في أحكامه رافضاً المشهد التمثيلي مستكملاً بعبارته
المشهورة "القضاء جد لا هزل فيه" ومن بعدها تم إلغاء هذه الإحتفالية ليتم
إعلان إستقلالية القضاء المصري عن تبعية الحكام.
وعرف الشيخ شمس الدين القاياتي بنزاهته وعفته،
وتوفي الشيخ شمس الدين القاياتي في عام 850هجرياً الموافق 1441ميلادية، وذكر الشيخ
في عدة كتب منها "نظم العقيان في أعين الأعيان" للسيوطي،وذكرته
"الموسوعة الشاملة للنجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة" ورثاه يوم وفاته العديد من الشعراء الأوائل منهم
الشرف يحيى بن العطار وشهاب الدين بن صالح، وقال فيه "النواجي" يوم ولي
قضاة مصر:-
(بك قد تمّ سعدنا يَا إِمَامًا ... قد تولى
القضا بعلمٍ وَفضل
كم اصول قد اينعت وفروعٌ
... ظَهرت من تَتِمَّة الْمُتَوَلِ)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا على دعمكم المستمر