قبل العيد القومي بـ100عام ..من هنا بدأت حركة المقاومة الشعبية بالمنيا:- حلقة 1 "من دهروط إلي القايات"
على الرغم من كون الثامن عشر من مارس عام 1919، أحد أكثر أيام النضال
الشعبي بالمنيا ومراكزها ضراوة ، والذي خصصه المنياوية عيداً قومياً للمحافظة،
لتخليد أمجاد المقاومة الشعبية ضد الإنجليز، وما شهده من إنتصارات ومآسي لهذا
الشعب، إلا أنه لم يكن سبباً لميلاد المقاومة الشعبية لأبناء عروس الصعيد، بل أن
هناك من صنعوا أمجاداً سبقت هذا التاريخ بأكثر من 100عام، واستحقت أن توضع في
مقدمة سجلات ودفاتر التضحية الوطنية لأبناء محافظة المنيا.
وتخصص "ويكي منيا" مجموعة من الحلقات، للتعريف بتاريخ المقاومة
الشعبية بالمنيا منذ بدايتها وحتى مشاركات الأهالي بثورة 1919، إحتفالاً بمرور 102
عام على ذكرى العيد القومي لعروس الصعيد.
بدأت شرارة المقاومة الشعبية بمراكز وقرى المنيا في الإنطلاق بوجه المماليك
للتخلص من فترة حكمهم التي إتسمت بالظلم، وكانت بمثابة "اللبنة" التي
صنعت جداراً صلباً من النضال والمقاومة.
فبعد زوال الدولة الأيوبية دخلت مصر في حقبة المماليك التي استمرت منذ عام
1250وحتى 1517 ميلادية، وشهدت تلك الحقبة ظلماً وسوءً لأحوال الفلاحين نتيجة جشع
وطمع الولاة المماليك، واشتدت الفتن وكثرت الصراعات خاصة في الصعيد وتحديداً
المنيا.
لم تنعم مديرية المنيا في ذلك الوقت بالهدوء إلا لفترات قصيرة، وذلك لكثرة
النزاعات بين العرب والمماليك، وكان من أشهرها معركة "دهروط" بين
القبائل العربية والمماليك جنوب مغاغة، والتي هزمت فيها القبائل العربية، وسيطر
المملوكيون على المنازل وأسواق التجارة والتي تأثر بها أهالي المنيا خاصة من
الفلاحين بالقرى والريف، والذين ثاروا على تلك الأوضاع لكنهم تفاجأوا كحال باقي
المصريين بقدوم الحملة الفرنسية على مصر والتي شهدت أول تواجد قوي وحقيقي للمقاومة
الشعبية للمنياوية بالبهنسا والقايات.
خضعت المنيا لحكم الفرنسيين كسائر أقطار مصر لأكثر من 3 سنوات ونصف، كانت
فترة خصبة للمقاومة الشعبية المصرية ضد المحتل، حيث شهدت تلك الفترة إشعال شعلة
المقاومة الوطنية بالمنيا، والتي كانت تعد المديرية الثانية بالصعيد والتي امتدت
من ملوي حتى بني سويف.
تولى مراد بك أحد حكام المماليك الموالين للفرنسيين، حكم الصعيد، وواجه
مقاومه عنيفة من أهله، وبعد هزيمته في موقعة "الأهرام" فر مراد بك إلي
البهنسا وأقام معسكره بها، لكن طارده القائد "ديزيريه" نائب نابليون
بونابرت، والذي وصل إلي قرية "أبي جرج" في الخامس من سبتمبر عام
1798ومنها إلي البهنسا والتي إحتلها بعد هروب حاكم الصعيد شمالاً وترك مراكبه تبحر
نحو الجنوب، فلم يجد ديزيريه مقاومة كبيره بالبهنسا ومنها للمنيا ثم ملوي وديروط،
وكان يترك سفناً فرنسية لمراقبة حركة المقاومة من الثوار أو اشتباكات المماليك،
وظل القائد الفرنسي متجهاً نحو الشمال حتى وصل لمشارف قرية القايات بالعدوة ليجد
مئات الثوار في انتظاره.
خلال تلك التحركات الفرنسية، كان لفلاحي المنيا معارك بارزه في أبوجرج ببني
مزار وتله بالمنيا والقايات بالعدوة وملوي،
والتي رسمت أولى ملاحم النضال الشعبي ضد الفرنسيين قبيل المعركة الكبرى بالقايات،
والتي سنكشف بعض تفاصيلها غداً بالحلقة الثانية من السلسلة ..فتابعونا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا على دعمكم المستمر