بالمستندات: "صراع وتضرر وشكوى جماعية".. تفاصيل نقل محطة السكك الحديد لعاصمة ملوي الجديدة
كانت عاصمة
مركز ملوي الحالي موضع صراع عنيف بين كل من مراكز "ملوي و المحرص و الروضة" التي كانت تابعة لمديرية أسيوط، و
تنقلت بالفعل بينهم عدة مرات قبل أن تستقر في ملوي بشكل نهائي في العقد الأخير من
القرن التاسع عشر.
تنقل "ويكي منيا" تفاصيل الصراع الثلاثي على إختيار عاصمة مركز ملوي، وكيف تسبب نقل محطة السكك الحديد من الروضة إلي ملوي في أزمة وصلت لتدخل وزاري!!.
![]() |
خريطة بلاد مركز الروضة بمديرية اسيوط عام 1950 |
يقول المؤرخ المنياوي موفق بيومي أن مركز الروضة
كان ضمن المناطق الثلاثة لإختيار مدينة تمثل عاصمة مركز ملوي أحد أكبر المراكز
التجارية في مصر وقتما كانت ملوي تابعة لأسيوط إدارياً في القرن التاسع عشر، إلا
أنه تم إستبعاد الروضة لعدم وقوعها على
ترعة الإبراهيمية و الطريق الزراعي المستجد بين أسيوط و القاهرة، على الرغم من أن الروضة كانت مقراً لمركز ملوي لفترة طويلة ليبقى الصراع
مشتعلا بين ملوي و المحرص.
![]() |
عبد المجيد باشا سيف النصر |
ويشير بيومي
لدور عائلة سيف النصر التاريخية بملوي في حسم هذا الصراع، وذلك بعد تدخل أقطاب
عائلة سيف النصر وباشاواتها في حسم نقل العاصمة لمدينة ملوي عن مركز المحرص،
ونظراً لكثافة ملوي السكانية عن المحرص تقرر جعل مدينة ملوي هي عاصمة المركز، وكان
لابد من وجود محطة للسكك الحديدية بمدينة ملوي، وكانت المحطة متواجدة في هذا الوقت بمركز الروضة ولكن تقرر نقل محطة القطار من الروضة إلى ملوي و هو ما أثار غضب
اهالي الروضة و ما حولها من قرى مثل "البياضية- قلندول- نزلة حمزاوي" وكذلك القرى المواجهة لهم شرق النيل مثل "الشيخ
عبادة - دير أبو حنس"، ووصلت حالة الغضب الشعبي لقيام العمد و المشايخ و كبار
الأعيان و التجار بكتابة شكوى إلى رئيس مجلس النظار بسبب تأثير هذا النقل على
آشغالهم و تجاراتهم.
وحصلت "ويكي
منيا" على وثيقة نادرة لتفاصيل تلك الشكوى التي تقدم بها عمد ومشايخ وأعيان وتجار
نواحي ( الروضة وقلندول والشيخ عبادة ودير
أبو حنس ونزلة حمزاوي) التابعين لمديرية أسيوط في الثاني والعشرين من أغسطس عام
1892 ، يعلنون تضررهم من مصلحة السكة
الحديد والتي شرعت في نقل محطة الروضة وجعلها بجوار ترعة الإبراهيمية.
وأوضح
أعيان ومشايخ القرى أن مشروع نقل المحطة سيتسبب في ضرر كبير متمنين عدم تنفيذ المشروع
المزمع تطبيقة من هندسة السكك الحديدية، وإبقاء محطة القطار في قرية الروضة، إلا
أنه تم رفض الطلب و نقلت المحطة بشكل نهائي إلى ملوي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا على دعمكم المستمر