تصميمه يشبه "الصليب" وشيدته"حجارة الأديرة"..أسرار بناء مسجد "القاياتي" بالعدوة - ويكي منيا

ويكي منيا

مدونة أرشيفية خاصة بتقديم المواد الوثائقية الصحفية لكل شئ عن محافظة المنيا، شخصيات عامة ، أماكن ، تاريخ العائلات ، وغيره من المواد الوثائقية التي قد تهم القراء من محبي التاريخ والتوثيق خاصة من أبناء محافظة المنيا

اخر الأخبار

اخر الاخبار

اعلان

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون

الأربعاء، 4 أغسطس 2021

تصميمه يشبه "الصليب" وشيدته"حجارة الأديرة"..أسرار بناء مسجد "القاياتي" بالعدوة

 تصميمه يشبه "الصليب" وشيدته"حجارة الأديرة"..أسرار بناء مسجد "القاياتي" بالعدوة

مسجد القاياتي بالعدوة


" يا زائرا هذا المقام لك الرضا * ففيه همام مثله لا يوجد * دعاه إله العرش لبى مؤرخا * بظهر البقاء عبد اللطيف مخلد" ، هذان بيتان من الشعر في مقدمة ضريح مسجد "القاياتي" الذي يعد الآثر الإسلامي الوحيد بمركز العدوة ، إذ يتعدي عمر إنشائه 500عام ، وذلك عندما قرر الشيخ عبد اللطيف القاياتي الجد الأول لعائلة القاياتي بالعدوه إنشاء مسجد يضم "جبانة" داخل ديوان العائلة الكبير الذي يضم أيضا مدرسة لتعليم القراءة والشعر والآدب كانت في بعض الأوقات مضيفه لبعض الأشخاص البارزين وكذلك غرباء المدينة.

يقع المسجد بقرية "القايات" بالقرب من الطريق الصحراوي الغربي ، وينتمي نسب ناشئه للصحابي الجليل "أبوهريرة" ، ويعود بنائه للعصر المملوكي وتحديدا لعام 1258من الهجرة.

وللمسجد تصميم فريد كونه يتخذ تخطيطا تعامديا ،متأثرا بتخطيط "الكنائس" ذات التقسيم المربع ، ولا عجب في ذلك حينما نكشف أنه تم الإستعانة بحجارة أحد الأديرة في بنائه بالإضافة للزخارف الإسلامية النادرة .

مسجد القاياتي بالعدوة


فيقول الدكتور صالح محمد متحدثا عن كواليس إنشاء مسجد "القاياتي" التاريخية ، المسجد يعد من أقدم مساجد شمال الصعيد والمنيا ، وخطط علي النظام العثماني رغم إنشائه في العهد المملوكي وذلك ، بعدما تم إسناد تصميم المسجد إلي أحد المهندسين الأتراك .

 .    

وحكي الدكتور قصة البناء قائلا : تم جلب الحجارة التي تم بناء المسجد بها من "دير الأنبا صموئيل" الواقع بالطريق الصحراوى الغربى علي بعد 38 كيلو غرب مدخل مدينة الفشن ببني سويف ، حيث كانت بواقي أحجار سقطت من الدير بعد أن قام الشيخ عبد اللطيف بإستئذان القساوسة والرهبان هناك ، وتم نقلها بالجمال إلي القايات ، لذا عند مشاهدتك للمسجد ستلاحظ أن الشكل رسم كأنه " صليب " وذلك بعدما تم نقل حجارة "بوابة الدير" والتي كانت ملقاة علي الأرض ، وتم الإحتفاظ بشكله الأصلي "مربع متداخل" ولم يقم القاياتية بتغييره حتى الآن .



وأكمل صالح : عندما قام مهندس المعمار التركي بتخطيط أماكن الحفر علي "ربوة" مرتفعة ،وإستأذن المشايخ في الرحيل ويأتي بعد إنتهاء عملية حفر الأساس التي قدرها بنحو شهرين، فوافق المشايخ وطلبوا إستضافة المهندس بدار "القاياتي" لمدة 24ساعة تعبيرا عن شكرهم له ، وفي هذه اللحظات قرر كبار العائلة دعوة أحبائهم من البلاد المجاورة للمشاركة في حفر أساسات المسجد ،فهب الأهالي من كل بلدة مجاورة وقسموا أنفسهم إلي مجموعات وقامت كل مجموعة بالمشاركة في أعماق الربوة المراد تأسيس المسجد عليها ، مضيفا أنه في صباح اليوم التالي إستأذن المهندس بالرحيل فطلبوا منه المشايخ الإنتظار حتي تناول طعام الغداء ، فغضب المهندس لكنه رضي بالبقاء وبعد تناول وجبة الغداء طلب منه المشايخ أن يذهب إلي المكان الذي سيقام عليه المسجد ، فتعجب المهندس لكنهم قالوا له :ألق نظرة أخيرة علي الموقع قبل الرحيل.

وأردف صالح  : عندما ذهب المهندس لموقع الحفر أصيب بالصدمة عندما رأي أن جميع الأساسات التي قدرها بمسيرة عمل شهرين قد تم حفرها في يوم وليلة ، حتي قال لهم "هذا من عمل الشيطان" ، فلما وجد أثار أقدام الأهالي الذين شاركوا في إنهاء الحفر، إذ شارك في العمل آلاف المواطنين ، وقرر المهندس البقاء بالقايات وعدم الرحيل حتي إنهاء بناء وتشييد المسجد. 

وتعد الواجهة الشمالية هي الرئيسة للمسجد، يقع بها المدخل البارز والمتوج بصفوف من "المقرنصات" يتوسطها دخلة متوجة بعقد ثلاثي ، وهذا العقد به خمسة صفوف من "المقرنصات ذات الدلايات ". 



 بنيت واجهة المسجد من الأحجار ، وإنقسمت إلى ثلاث دخلات تحوى كل دخلة فتحة نافذة مستطيلة يغلق عليها "مصراعان" من الخشب الخالى من الزخرفة ويعلو النافذة عقد عاتق يعلوه قنديلية تتكون من نافذتين معقودتين ، يعلوها شرفات على هيئة "عرانس" متشابكة لتظهر روعة هذه الواجهة .

 يتوسط هذه الواجهة المدخل الرئيسي للمسجد على جانبيه "مكسلتان "من الحجر وتزين المدخل مجموعة من الزخارف منها زخارف "الجفت اللاعب" ويتوسط كتلة المدخل فتحة باب ضخمة يعلق عليها باب خشبي تزينه زخارف مستطيلات ومربعات وعلى جانبي فتحة الباب زخارف نباتية . 



ويعلو فتحة الباب عقد عاتق يعلوه مستطيل بارز مكتوب عليه " إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً " يعلوه مستطيل رخامى كتب عليه " الله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين " ويتوج المدخل عقد مدائنى زين بصفوف المقرنصات .

أما من الداخل فالمسجد مربع الشكل ، يبلغ طول ضلعه عشرين متراً ويتبع في تخطيطه نظام الأروقة التي تفصلها "بوائك ذات عقود" تحملها أعمده رخامية مصممة علي الطراز الإيطالي تم نقلها من القاهرة علي الجمال عبر وصولها بالبحر ، ويعلو المسجد " سقف خشبى " ويوجد في جدارها الشرقى المحراب وهو متوج بعقد نصف دائري يرتكز على عمودين ، والعقد مزخرف بزخارف متنوعة ،وعلى يمين المحراب يوجد المنبر.



الواجهة الجنوبية للمسجد تطل على دورة مياه حديثة وتحتوى هذه الواجهة على مدخلان للمسجد أحدهما في منتصف الواجهة والأخر في طرفها الغربي ويغلق عليها باب خشبى خالي من الزخارف ويعلو الباب زخارف حجرية على هيئة معينات ثم "مداميك" من الحجر تعلوها قنديليه يرتكز عقدها على عمودين مدمجين وعمود أوسط يحمل العقدان . 



ومنبر المسجد مصمم علي طراز عثماني فريد ، ومكون من ثلاثة آلاف قطعة "أرابيسك" بنظام "التعشيق" حيث لا يوجد به أية "مسامير" ، كما يحتوي علي أول باب بنظام "الأوكرديون" علي مستوي العالم ، فالمنبر لا يوجد مثيله في العالم سوي في مسجد"أيا صوفيا" المعروف بالمسجد الكبير في تركيا

أما الضريح فيوجد به أجداد العائلة وفي مقدمتهم الشيخ عبد اللطيف القاياتي مؤسس المسجد ،ومقام الشيخ العارف بالله مصطفي القاياتي "خطيب ثورة 1919"،والشيخ عثمان عبد الجواد القاياتي.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا على دعمكم المستمر

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون