في حياة الضاحك الباكي .. 1: أنا اللي أكلت الفول يا ستي!!
من المرات القليلة التي قررت فيها «ويكي منيا» الخروج عن سياستها من كتابه كل ما يتعلق ببلدي الجميلة المنيا وكشف المزيد والمزيد من الأسرار عن أحيائها وأماكنها وناسها مغامير ومشاهير، ولكن شخصية هذه الحلقات كان لها أثر كبير في كل بيت منياوي كباقي البيوت المصرية أيضا.
لم تخل البيوت المصرية عامة بكل طوائفها وطبقاتها من لحظات الضحك والسعادة التي قدمها ملك الكوميديا في مصر والعالم العربي اسماعيل يس الاسطوره الكوميدية الخالدة عبر الزمن والتي لم يتخيل صاحبها أن يصل إلى تلك المكانة الفريدة في يوم من الايام بل إنه لم يكن يريد أو يحلم بذلك أصلا.
حياة كل إنسان بتبدأ بالبكاء، بعد كده بتكون مزيجاً من البكاء والضحك، بين الامل والألم، بين النور والظلام، ، لكن حياة اسماعيل يس الشخصية لم يدخلها الضحك إلا أمام الكاميرا أو على المسرح على العكس فقد كانت حياة نجم الكوميديا الأول عنواناً للمآسي والأحزان، لذا أطلق عليه لقب الضاحك الباكي، وربما هذه الجوانب هي التي ستكشفها ويكي منيا من خلال عرض مواقف مر بها اسماعيل يس في حياته عبر حلقات متتالية.
"مركب تايهه"
"أنا اتوجدت في الدنيا دي زي المركب التايهه في عرض البحر،مش لاقيه بر ترسي عليه" هكذا وصف اسماعيل يس حياته منذ لحظة وصوله للدنيا يوم ١٢ ديسمبر ١٩١٢ بمنطقة الغريب بالسويس، كفرد جديد لعائلة ياسين علي نخله اشهر صائغ في السويس، فمن الطبيعي أن ينشأ اسماعيل في بيئة مرفهه مريحة، على الرغم من حرفية والده وشهرته الواسعة بين تجار الذهب في بر مصر وليس السويس وحدها، إلا أنه كان مقصرا في حق بيته وأسرته، لدرجة أن ولده اسماعيل كان يهرب يومياً من المدرسة دون أن يعلم.
سئل اسماعيل يس في إحدى اللقاءات الإذاعية عن حاله في المدرسة عندما كان طالباً فقال "منفعتش طبعا .. كنت بروح السبت بس ويهرب باقي الأيام.. ولما سألوه طب ابوك مكنش يعرف بكده؟ .. أجاب قائلا: أبويا كان عايش في دنيا غير الدنيا ليل ونهار في الخمارات والسهرات".
ظل والد اسماعيل يس على حاله حتى تدهورت صحته وخسر كل ماله مما اضطر لبيع ورشته وماتت زوجته حزناً على ما وصل إليه، وحينها كان اسماعيل ابن السادسه من عمره.
عاش سمعه مع جدته والدة أمه ظناً أنها ستكون عوضاً عن أمه خاصة بعد زواج أبيه، ولكن ليته ما ذهب للست «أليفه» فكانت إسما على غير مسمى.
"ستي أليفه"
عاش اسماعيل مع جدته أليفه طفوله قاسية حرم منها من كل أشكال الحنان والرأفه، فكانت جدته تعتقد أن والد اسماعيل هو السبب الرئيسي وراء موت ابنتها، وكانت تنتقم من اسماعيل الصغير.
"مقلب الفول"
" اللي متركوش حاجه في دوده يالطم خدوده وياريت أهله ما كانوا جابوه، لجل يدوق الخل بدوده ياناس في وجوده، وياريت أمه ما عرفت ابوه، شمتوه فيه في الفقر حسوده، خلفوا جحش ولم ربوه" جميعنا يعلم هذه الكلمات من مونولوج اسماعيل يس الشهير بعنوان البنك الأهلي، لكن القليل من المحيطين بنجم الكوميديا يعلم أن هذه الكلمات كانت تصف حال طفولة اسماعيل يس، حيث كان يحرم من أكل الفول مع اسرته والسبب في ذلك "علق الست أليفه"
يحكي الفنان اسماعيل يس عن جدته اليفه: كانت أم والدتي ست قاسية جداً، وكان داخل في دماغها أن أبويا السبب في موت بنتتها، فأنا رحت ضحية أبويا في العلق السخنه اللي كانت بتضربهالي، وكانت بتخليني انزل اشتري الفول فكنت من الجوع أكل الفول واسيب لها الميه وكام حبه، فكانت تضربني علقه محترمه وافضل أصرخ وأقول لها أنا إللي كلت الفول يا ستي لحد ما بطلوا ينزلوني اجيب لهم الفول، ولما الإذاعي وجدي الحكيم سأله: وبطلوا ياكلوا قاله لا بطلوا يأكلوني.
...يتبع...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا على دعمكم المستمر