"مصر اغلى من ناطحات السحاب" تفاصيل اغتيال عالم الهندسه المنياوي "سميح سليمان" في أمريكا!!
يذخر التاريخ المصري عامة والمنياوي خاصة بشخصيات عظيمة ربما يندر ذكرها رغم ما قدموه من أعمال جليلة للبشرية، قد يكون إخفاء ذكراهم عن عمد، أو تغافله الناس واهتم بهم القلائل.
ولعل الدكتور سميح سليمان من أهم وأندر الشخصيات المنياوية التي لم يذكرها التاريخ، على الرغم من عبقريته في الهندسة التي دفعت لإغتياله واخفاء سيرته، ولم يحفظ ذكراه سوى أرشيف الصحفي والمؤرخ الكبير الراحل موفق بيومي، والذي كشف عن تعمد إغفال سيرة عبقري الهندسة المنياوي بعدما تم اغتيالة في أمريكا في ليلة عيد ميلاده الثلاثين.
ويسرد المؤرخ الراحل تفاصيل حياة هذا العالم المنياوي الكبير منذ نشأته ببندر المنيا حتى اغتيالة في أمريكا.
كتب الراحل موفق بيومي عن العالم الدكتور سامح سليمان الديب قائلاً: "سميح سليمان الديب .. جندي مجهول لم يعد يذكره -- خارج نطاق أسرته -- أحد و كيف يذكرونه و قد رحل وحيدا غريبا قتيلا في يوم مولده الثلاثين قبل 49 عاما .. ؛ سميح إبن بندر المنيا و المولود بها في عام 1941، حصل على الثانوية العامة عام 1957 و هو في السادسة عشرة و كان ترتيبه الثامن على مستوى القطر المصري ، كان من الملتحقين بأول دفعة من طلاب هندسة أسيوط التي تخرج منها عام 1962 كأول للدفعة من غير منافسة و بتفوق و إمتياز غير منقوصين في كل المواد".
يشير بيومي لالتحاق سميح بالبعثة العلمية بأمريكا في عهد الرئيس جمال عبد الناصر قائلاً: " سرعان ما كانت البعثة العلمية إلى الولايات المتحدة في عهد علاقات -- على غير المعتاد -- ذهبية متوقدة تظللها الصداقة الشخصية التي ربطت بين ناصر و كيندي ، جامعة أتلانتا تبدي دهشتها من هذا الصعيدي النابغة الذي حصل على الماجستير ثم الدكتوراه ( كما يحصل زملاءه على شطيرة من الهوت دوج ثم زجاجة من الكوكاكولا ) -- هكذا كتبوا نصا في ملفه بالجامعة -- ، يدرس للدكتوراه 23 علما يحصل فيها جميعا على إمتياز ليبدأ في التدريس و تبدأ إغراءات بلا حصر".
يكشف المؤرخ موفق بيومي تفاصيل محاولة أمريكا تجنيس العالم المصري بكل الطرق حتى أنهم لم يجدوا طريقة إلا الاغتيال، بدأت المحاولات الأمريكية بإلحاح ان يحصل على الجنسية يقابله سميح بالرفض ثم استغلال عامل النكسة و ما يتبعها من توترات سياسية،بمحاولة فرض القوة والتهديدات .. معنا أو علينا هذا هو القانون الجديد و العصا لمن عصى .. العصا هنا هي الموت و ليس أقل من ذلك .. في مارس 1971 ينتهي الصبر الأمريكي لينضم سميح إلى جيش الشهداء الذين تتقدمهم سميرة موسى و الذي يضم أكثر من عشرة من صفوة عقول مصر و العالم الذين رفضوا الإغراءات المخابراتية الأمريكية فكان جزاؤهم القتل .
وانفرد بيومي بكشف نص اخر خطابات سميح لأسرته والذي تشتم في كلماته رائحة الموت في كل سطر .. كل كلمة .. كل حرف .. يقول في خطابه الأخير ( مصر عندي أغلى من كل ناطحات السحاب .. المنيا وحشتني قوي .. الصلاة في الكنيسة و الفسحة على الكورنيش و التمشية في شارع الحسيني و قعدة روزينا و بسبوسة الفلاح و ساندوتشات فول أبو جلال.. يا ترى ها شوفهم تاني ؟! ) .. لا يا سميح لن تراهم و لكننا-- جميعا -- نراك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا على دعمكم المستمر