«مسافر عبر الزمن».. يصحبكم في رحلة إلي "المنيا" التي لا نعرفها.. حلقة 11- «المنيا في الثلاثينات»
تستكمل "ويكي منيا" رحلتها بصحبة ذاك المسن الجليل الذي جاء من "قاهرة المعز" ليسترجع ذكريات تاريخ المنيا، بلدته الحبيبة إلي قلبه كما كان يقول دوماً، فبعد أن هبط من القطار على رصيف محطة المنيا مسترجعاً ذكرياته مع الميدان وبناء المحطة الحديث والموقع القديم "شاهد الحلقة"، وتفحصنا دفتر زيارات فندق "سافوي" وتجولنا داخله وعرفنا تاريخ مقهاه حتى تم غلقه"شاهد الحلقة".
ذهب صاحبنا المسن ليشتري الجرائد والكتب من أكشاك "عم حكيم" و"عم حنا" والتي كانت تعرف بمراكز التنوير الثقافية بالمنيا"شاهد الحلقة"، واعتاد أن يبدأ يومه بقراءة الجرائد بصحبة فنجان القهوة بمقهى "كيمو" جالساً مع صديقه الخواجة "نيكولا" ليعلمه أخبار الدنيا ممن حوله "شاهد الحلقة".
دب الحزن قلب رفيق رحلتنا بعدما حل بمقهى صديقة الخواجه، فقرر أن يطمئن على ما تبقى من ذكرياته بميدان "بالاس"، الميدان الأشهر بالمنيا والذي كان ضمن مجموعة أراض مملوكة لأحد أشهر عائلات المنيا القبطية، حيث إمتدت أملاك عائلة "صاروفيم" من ميدان المحطة وحتى كورنيش النيل، وتبرع بإنشاء الميدان لإقامة مشروع قومي كبير "شاهد الحلقة".
وأبلغنا صاحبنا الجليل أن مدينة المنيا أخذت في التوسع من حيث الحيز العمراني بنهاية حكم الخديو إسماعيل وبداية حكم الخديو توفيق، عندما إمتدت المدينة خارج حيزها العمراني القديم، ليظهر في الوجود شارع "التجارة" وميدان "البوسته"، حيث ينتهي شارع التجارة تنتهي عند ميدان البوسته "شاهد الحلقة"، وبعدما وصل ذاك المسن إلي ميدان "البوسته" ليسترجع ذكرياته فيه، حيث كان مقراً لمعظم أبناء الجاليتين اليونانية والإيطالية منذ بدء نشأتهما في عهد الخديوي توفيق أي في ثمانينيات القرن التاسع عشر وحتي ظهور شارع القنصليات، تحولت إلي الحي الجديد قنصليات اليونان وإنجلترا وإيطاليا "شاهد الحلقة".
ذهب صديقنا للحديث عن تاريخ وحكاية إنشاء واحدة من أهم العزب بمدينة المنيا، عزبة المصاص "شاهد الحلقة"، وذلك قبل ما يتذكر حكاية إبن خصيب التي ظلت المنيا تحمل إسمه أثناء الحكم العباسي لفترات طويلة "شاهد الحلقة".
وبعد أن علمنا بالحلقة العاشره من السلسلة كيف كانت مدينة المنيا مدينة متعددة الجنسيات والثقافات والأديان والمعتقدات كأكثر مدن الصعيد ضما للجاليات الأجنبية بين سكانها "شاهد الحلقة".
يعود صاحب الرحلة للمنيا في ثلاثينيات القرن العشرين، لينقل لكم وصف شبه دقيق للتعداد السكاني وحركة الحياة بمديرية (محافظة) المنيا في منتصف الثلاثينات.
بلغت مساحة مديرية المنيا ٤٨٢ ألف فدان، ويقدر التعداد السكاني لكامل المديرية في هذا الوقت ٨٣٩ألف و٦٩٠ نسمة،كانت المنيا تضم ٦ مراكز فقط هي ( أبوقرقاص- بني مزار- المنيا- بندر المنيا- مغاغة- الفشن) وذلك قبل أن تنضم الفشن لبني سويف وملوي من أسيوط للمنيا بنهاية الخمسينيات.
وقع اختيار بندر المنيا عاصمة المديرية رغم أنها ليست الأكبر من حيث تعداد السكان، إذ بلغ عدد سكان بندر المنيا في منتصف الثلاثينات ٤٣ ألف ٩٧٣ مواطن، فيما احتلت بني مزار المرتبة الأولى من حيث التعداد السكاني ب١٧٠ ألف ٨٧٤مواطن، ويليها مغاغه ١٤٠ ألف ٨٩١ مواطن،ثم سمالوط بلغت ١٤٠ألف ٣٨مواطن، ومركز أبوقرقاص بلغ ١١١ ألف ٧٧٠ مواطن، ومركز المنيا ١٢٠ألف ٤٢ مواطن، وأخيراً بلغ تعداد مركز الفشن ١٠٨ ألف ٨٠٥ مواطن.
تربعت مراكز مديرية المنيا على مساحة إجمالية قدرها ٤٨٢ ألف فدان، كانت بني مزار اكبر مراكز المديرية بمساحه بلغت ٩٩ ألف فدان، وابوقرقاص اصغرها ب٦٢ ألف فدان، فيما حددت مساحة مركز المنيا ب٧٨ ألف فدان.
كانت الحياة الريفية المعتمدة على الزراعة هي عمل معظم الأفراد خاصة بالقرى، حيث بلغ الزمام الزراعي وقتها لمديرية المنيا ٤٨٢ ألف فدان وهي مساحة إجمالية للمديرية.
أسندت مهمة مدير ( محافظ ومدير أمن المنيا) في منتصف الثلاثينات لمحمد إسماعيل حجازي بك، ومنصب وكيل المديرية شغله محمد رشدي أحمد بك، وحكمدار المديرية كان القائم مقام محمد توفيق سليمان بك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا على دعمكم المستمر