صور: حفل على غرار «موكب الممياوات».. كل ما تريد معرفته عن «طريق الكباش السياحي» قبل افتتاحه غدا

تشهد محافظة الأقصر تجهيزات أمنية وسياحية غير مسبوقة، استعدادا لإطلاق احتفالية كبرى سيشهدها العالم في السابعة والنصف من مساء غداً الخميس، لافتتاح طريق الكباش السياحي بعد تجديده وترميمه.

وتجرى في هذه اللحظات البروفات النهائية لبرنامج الاحتفالية والذي لن يقل عن حفل موكب الممياوات الملكية، والذي أبهر العالم في أبريل الماضي.

بدأت البروفات باستعراضات لأطفال يرتدون الزي الفرعوني بمعابد الأقصر، استناداً لطقوس "عيد الأوبت" أحد أهم الأعياد الدينية والشعبية في مصر القديمة، وكان يُقام في توقيت يقارب شهر نوفمبر خلال موسم الحصاد، ويمتد موكب "عيد الأوبت" ضمن المحاكاة بين معبدي الكرنك والأقصر، كما سيشهد الحفل عروضا استعراضية على مسرح كبير أمام البحيرة المقدسة بالكرنك، وبعدها يتحرك الموكب عن طريق عددا من "الذوارق الذهبية" مرورا بطريق الكباش، وصولًا إلى معبد الأقصر، حيث المنصة التي ستجمع حضور الاحتفال، بمشاركة ٤٠٠ طفل وشاب وفتاة.

وأعلنت عدة مصادر أن المطرب محمد حماقي سيقدم اغنية افتتاحية ترحيباً بالسائحين ، وسيقدم المايسترو نادر عباسي قائد الأوركسترا الموسيقي المشارك في احتفال "طريق الكباش" ترنيمة إيزيس التي عزفت بحفل موكب الممياوات الملكية بجانب مقطوعات مستوحاه من الحضارة المصرية القديمة، وستكون منقولة من جدران المعابد الأثرية في الأقصر.

كما ستشهد الاحتفالية حضور شخصيات ورموز عالمية بمختلف المجالات،وتلقي فعالية "الأقصر.. طريق الكباش" الضوء على الحضارة المصرية العريقة، خصوصا في ظل الانتهاء من أعمال تطوير ورفع كفاءة البنية التحتية بمحافظة الأقصر وتطوير وتجميل الكورنيش والشوارع والميادين بها ومشروع ترميم صالة الأعمدة بمعابد الكرنك وتطوير نظم الإضاءة بمعبد الأقصر وترميم قاعة الـ14 عموداً بمعبد الأقصر، والانتهاء من مشروع الكشف عن طريق المواكب الكبرى المعروف بـ"طريق الكباش"، والمشروع يهدف لتحويل الأقصر لأكبر متحف أثري مفتوح في العالم، من خلال ربط عدة معابد ومواقع أثرية ببعضها، المشروع مصري 100% ويمتد لمسافة 2700 متر.

معلومات حول الطريق

شيد الملك امنحوتب الثالث طريق الكباش بطول ٢٧٠٠متر وعرض٧٠٠ متر، وذلك  أثناء بناء معبد الأقصر،حتى يتمكن المصريين القدماء من إقامة احتفالات العيد بين معبدي الكرنك والأقصر على البر في حالة صعوبة إقامتها بالمراكب النيلية نظرا لارتفاع منسوب المياه في بعض الأوقات ما يحول بين سير المراكب، ولكي لا تلغى احتفالات عيد الاوبت تم تصميم هذا الطريق الواصل بين المعبدين.

أطلق على الطريق إسم " الكباش" نظراً لأن طيبة -الاقصر حالياً- كانت تعبد آمون، وكان يرمز له بالكبش حينا وبرأس الإنسان حين آخر، لذا انقسمت التماثيل الواقعة بين المعبدين على امتداد الطريق الى تماثيل برأس كبش وجسد أسد، وأخرى برأس كبش وجسد أسد.

اهتم امنحوتب الثالث بوضع التماثيل حول هذا الطريق، وكان كل ملك يأتي من بعده يضع تمثالاً بالطريق،وصولا للملك مختنبو الأول الذي بنى الكثير من التماثيل بطريق الكباش والذي يصل بين معبدي الكرنك والأقصر، ووصل عدد التماثيل لحوالي ١٣٠٠ تمثال،وبقى منها ٣٠٠ تمثال فقط نتيجه عوامل التعرية والسرقة والتخريب.

"محاكاة الاوبت"

لجأ المصريون القدماء  لتصميم ما يشبه بالمحاكاة لطقوس هذا العيد النهري، فصنعوا قنوات لمرور المياه بين كل تمثال واخر بلغت مساحتها ٤ أمتار، حتى تستطيع القوارب السير بين التماثيل دون احتكاك أو تدمير، رغبة في أن تتم ممارسة تلك الطقوس على البر أيضاً بشكل سليم.

اكتشاف طريق الكباش

تمكن الدكتور ذكريا غنيم عالم الآثار المصري من اكتشاف طريق الكباش عام ١٩٤٩، أثناء عمليات التنقيب للبعثات الأثرية،حيث عثرت على عدد ١٤ كبش، ما أعطى البعثة دلالة لوجود اكتشاف مهم، وتم استكمال عمليات البحث والتنقيب في ستينات القرن الماضي، وتمكن الدكتور محمد عبد الرازق وفريقة من العثور على ٦٤ تمثالاً جديداً للكباش.

وفي عام ٢٠٠٢ وضعت أول خريطة مرسومة لطريق الكباش توضح حدوده واطرافه ومساحته، لكن كان يصعب ترميمه لانه طريق مدفون تحت الأرض لآلاف السنين،ومورست عليه مجموعة كبيرة من تعديات المباني.

عمليات الترميم والاحياء

وأعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي بدء عمليات ترميم وتطوير طريق الكباش السياحي وذلك بعد إزالة التعديات والمبانى الموجوده عليه، ومنح أصحابها تعويضات مالية، بجانب ترميم جداريات المعبدين من أجل إحياء المنطقة سياحيا، وتم الإعلان عن يوم ٢٥ فبراير موعداً لافتتاح الطريق بإحتفال عالمي.