"سينوبوليس"..1-: حكاية قرية تنقلت بين مركزين واستقلت بسبب "محطة القطار" فأصبحت سمالوط!! - ويكي منيا

ويكي منيا

مدونة أرشيفية خاصة بتقديم المواد الوثائقية الصحفية لكل شئ عن محافظة المنيا، شخصيات عامة ، أماكن ، تاريخ العائلات ، وغيره من المواد الوثائقية التي قد تهم القراء من محبي التاريخ والتوثيق خاصة من أبناء محافظة المنيا

اخر الأخبار

اخر الاخبار

اعلان

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون

الأربعاء، 5 يناير 2022

"سينوبوليس"..1-: حكاية قرية تنقلت بين مركزين واستقلت بسبب "محطة القطار" فأصبحت سمالوط!!

"سينوبوليس"..1-:حكاية قرية تنقلت بين مركزين واستقلت بسبب "محطة القطار" فأصبحت سمالوط!!




بقعة من الأرض بدأ تاريخها في الظهور منذ العصور الفرعونية، وربما قبل ذلك، ليمتد أثرها للعصور الرومانية واليونانية وماتلاها، تعددت أقاويل حول إسمها المنشق طبقا لتلك الأقاويل إما لأحد سحرة فرعون الذين آمنوا بسيدنا موسى عليه السلام أو أن حاكماً تجبر وأدعى الألوهية يدعى "لوط" نصب نفسه ملكا على الأرض والسماء، وذاعت قصته حتى اشتهرت بها تلك المنطقة الممتلئة ب"المياه الضحلة" فعرفت بسمالوط.

وللوقوف على حقيقة تلك المسميات ومدى صحتها، تنقل «ويكي منيا» عبر أثريين متخصصين رحلة تكوين مركز سمالوط بمختلف العصور التاريخية، تلك الرحلة المقسمة لعهود قديمة وصولاً للشكل الحالي لمركز سمالوط.

"مدينة الكلب البري"

أنوبيس



يقول الأثري محمد فوزي عبد المحسن بمنطقة آثار المنيا، عن تكوين  سمالوط قديما؛ كان هناك قرية  اسماها الرومان "سينوبوليس" وهى رأس اقليم تقع شمال المنيا،كانت عبارة عن جزيرة  تحاط بها المياة من جميع الجهات اثناء فيضان النيل وكان بها العديد من المبانى والمعابد  ولكن لا يوجد منها شىء الان  و انحسر البحر فاصبحت تلك البقعة القارية الموجودة الان.
  ويضيف عبد المحسن  أن مدينة سينوبوليس ( سمالوط)  فى العصر الفرعونى كانت مركزا لعبادة الاله انوبيس المتمثل فى حيوان الكلب البرى وكلمة سينو تعنى ( الكلب البرى) وكلمة بوليس تعنى مدينة اى مدينة الكلب البرى وذلك كما وصفها المؤرخ "استرابون"، حيث كان انوبيس رمزا للاقليم السابع عشر الذى كانت عاصمتة بلدة القيس حاليا.

"البحارة النوبيون"





وحول القصص المثارة حول  التسمية أشار الأثري أن هناك أقاويل حول اصل تسمية سمالوط بهذا الاسم، منها يرجع الى  كلمة "سومالوت"؛ وتعني المياة الضحلة، وسميت بهذا الاسم من قبل البحارة النوبيون الذين كانوا يمرون بالمنطقة في ذروة فيضان النيل.

"الساحر المؤمن"




 وأردف فوزي  هناك راى اخر بان كلمة سملوط هو اسم لاحد سحرة  فرعون الذين امنوا بنبى الله موسى علية السلام كما وردت فى "معجم البلدان" بهذا الإسم. 

فيما ينفي محمود مندراوي كبير مفتشي منطقة المنيا الشمالية الأثرية وأحد أبناء مركز ومدينه سمالوط هذا القول، مؤكداً أن هذه الرواية بغير دليل علمي، و كذلك قول أن اسم سمالوط جاء من حاكم للمدينة اسمه لوط ، وان لوط هذا ادعى بان الأرض ارض لوط والسماء سماء لوط ومن هنا جاء اسم ( سمالوط) وغيرها من الأفكار الغريبة والأشياء الشاذة - حسب وصفه- بعيدة كل البعد عن العلم.

"مسميات المدينة"


وبحسب مندراوي فإن سمالوط هى قرية من القرى القديمة وردت فى معجم البلدان باسم سَملًوط قرية بالصعيد , على غرب النيل من الأشمونين بمصر، وفى قوانين ابن مماتى وفى تحفة الارشاد وفى الصفحة , سملوط من أعمال الاشمونين , وفى تاج العروس سملوط.




ونشر " مندراوي" ورقة بحثية ضمن منشور على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى فيس بوك أسماه " تاريخ سمالوط منذ القدم حتى الآن" قدم فيها تاريخ انشاء مركز سمالوط، بهدف تصحيح تلك الأقاويل والأفكار بإسنادها للمتخصصين والمؤرخين أمثال "على بك مبارك فى الخطط التوفيقية ،ودكتور محمد رمزى فى جغرافية مصر التاريخية وكتاب قوانين الدواوين لأسعد بن مماتى وغيرهم"  .

وطبقاً لما ذكره كبير مفتشي منطقة المنيا الشمالية، فإن المظهر الحالي لمركز سمالوط ما هو إلا الصورة النهائية التى انتقلت منها الإدارات القديمة إلى ما وصلت إليها حاليا.


"قرية بمركز طحا"






 كانت سمالوط قرية تابعة لمركز طحا قديما،  وذلك فى القرون الأولى للألفية الثانية للميلاد، و بسبب التنظيمات الإدارية والإصلاحات التى قام بها محمد على باشا فى بداية القرن التاسع عشر للميلاد فى تنظيم الدواوين والاقاليم والتى سميت فيما بعد بالمديريات استقطعت بعض القرى من المراكز الكبرى وتم إنشاء مراكز جديدة وذلك لتسهيل العمليات الإدارية على الدولة والمواطن.

"تبعية مركز قلوصنا"
من المعروف أن كلا من "طحا العمودية" و" قلوصنا" قريتين تابعتين لمركز سمالوط حالياً، على العكس قديما؛ فبعد ان كانت سمالوط وقراها تابعة لطحا ، أنشئ  مركز قلوصنا فى سنة 1844 باسم "قسم قلوصنا"، ومقره بلدة  قلوصنا، وكانت دائرة اختصاصه  فى ذلك الوقت تشمل عدة بلدان  فصل بعضها من قسم المنيا والبعض الأخر فصل من قسم بنى مزار وبقى القسم بناحية قلوصنا، وقد كانت قلوصنا قاعدة لقسم قلوصنا , إلا وأنه بسبب بعدها عن السكة الحديد ووجود محطة للسكة الحديدية بناحية سمالوط ، وتوسطها بين بلاد المركز صدر قرار فى سنة 1880 بنقل القسم والمصالح الاميرية الاخرى من قلوصنا لسمالوط على ان يبقى باسم قسم قلوصنا،وتم تطبيقة بدايات عام 1890.


و يواصل مندراوي فى 2 فبراير سنة 1896, صدر قرار من الداخلية بتسمية مركز سمالوط , الكائنة بالقرب من معصرة سمالوط التى بها مقر المركز , ولا يزال فيها إلى اليوم.


 "أحد الأثرياء وراء تأسيس مركز سمالوط"


ينسب مفتش آثار المنيا الفضل لتحويل سمالوط من قرية إلى مركز لمساعي أحد أثريائها، إذ يشير لإحدى الروايات بأن سبب نقل المركز من قلوصنا إلى سمالوط ,هو أن احد أثرياء سمالوط فى اواخر القرن ال 19 هو من سعى لنقل المركز,وذلك لان وسيلة المواصلات التى كانت متوفرة فى ذلك الوقت هى القطارات  والتى كانت تقف فى المراكز وليس القرى وبما أن محطة القطار كانت بسمالوط فتحولت لمركز .


.....يتبع ....















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا على دعمكم المستمر

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون