"سينا بوليس"..2-: "تل النقرة" آخر شواهد "سمالوط القديمة" بني عليه المسجد العتيق.. واستخدمه الرومان لمقاومة الفتح الإسلامي
المسجد العتيق بسمالوط |
علمنا في الحلقة الماضية، أن سمالوط هى قرية من القرى القديمة وردت فى "معجم البلدان" باسم سَملًوط قرية بالصعيد , على غرب النيل من الأشمونين بمصر، وفى قوانين ابن مماتى وفى تحفة الارشاد وفى الصفحة , سملوط من أعمال الاشمونين , وفى تاج العروس سملوط.
وتعرفنا أيضاً كيف كانت سمالوط قرية قديمة، كانت تدعى " "سينوبوليس" أو " سينوبوليس" وتعني مدينة الكلب البري، وكشفنا حقيقة علاقتها بأساطير سحرة فرعون المؤمنون وكذلك الحاكم المتجبر "لوط" وقصة البحارة النوبيون أول من أطلقوا لقب " سومالوط" على هذه الأرض نسبة لكونها منطقة المياه الضحلة.
كما بينا كيف تحولت سمالوط من قرية متنقلة بين مركزين إلى مركزاً إداريا مستقلا، والعديد من المعلومات المسندة لعدد من الأثريين المتخصصين " شاهد الحلقة".
سنستكمل في هذه الحلقة حكاية " مدينة سمالوط القديمة" على لسان الأثري محمود مندراوي كبير مفتشي منطقة المنيا الشمالية، والتي سيكشف فيها النقاب عن أخر شواهد المدينة القديمة والباقي حتى الآن وهو " المسجد العتيق" وكذلك مسمى منطقة " النقرة" إحدى أشهر مناطق المركز.
يتحدث مندراوي عن منطقة التل أخر أثر متبقى ل «مدينة سمالوط القديمة» قائلاً: " يعتبر التل الاثرى المتواجد عليه حاليا الجامع العتيق بمنطقة سمالوط البلد هو حَاضرة سمالوط القديمة،و التى كانت تعرف تحت اسم (سينابوليس ) فى العصر الفرعوني"
ويشير كبير المفتشين الأثريين بالمنطقة لحدود المدينة القديمة، حيث كانت تلك المدينة تمتد شرقا إلى فرع النيل القديم المسمى حاليا ترعة الإبراهيمية، وغربا حتى شارع أبو بكر الصديق حاليا ،وجنوبا إلى شارع قناوى الحالى، وشمالا شارع الثورة الحالى، وكانت تلك البقعة هى قرية سمالوط القديمة، مضيفاً أن تلك المدينة كانت عبارة عن تل مرتفع به عدة مجارى مائية ،ومنطقة مياه جوفية مرشحة فوق الأرض وتسمى فى الصعيد( النزز)، ولكن فى أوائل القرن التاسع عشر قام الأهالي برفع الرديم من ذلك التل الأثري الكبير لكى يستخدموه كسباخ للأراضي الزراعية و لردم المناطق المنخفضة "الباطن" نسبة إلى أن المكان كان عبارة عن مستنقعات منخفضة ترشح منها المياه الجوفية ، فاستخدم الأهالي ذلك التراب لتخفيف تلك المستنقعات ولردمها ،حتى وصلوا إلى الحد الشرقي والشمالي والغربى للمسجد ولم يتبقى سوى المسجد فقط على مساحة 100 ×100متر تقريبا ، والمنطقة الجنوبية التى كانت تستخدم كمقابر فى ذلك الوقت ،وتسمى حاليا منطقة "الشيخ الجنيدى" ،وسميت المنطقة التى تم اخذ الرديم منها والتى كانت تمتد من المسجد غربا حتى ترعة الإبراهيمية شرقا ، والتى تسمى الآن بمنطقة (النقرة)، فهى جزء من مدينة سمالوط القديمة (سينابوليس) كما أطلق عليها فى العصر اليونانى.
وقد ذكر فى كتب المؤرخين بأن التل الذى عليه الجامع العتيق الآن كان به حامية رومانية قاومت الجيش الإسلامي فى الفتوحات الإسلامية لمصر، والمسجد العتيق تجاوز عمر بنائه 400 عام، وبني بعد المئذنة المائلة والتي تتخطى عمرها 1000 عام .
وسمالوط بها عدد كبير من المناطق الاثرية اهمها منطقة دير السيدة العذراء ومنطقة اثار البابين بالسرارية وبها معبد للمعبودة حتحور ربة المحاجر عند المصرى القديمة وكذلك بعض المناطق الاثرية مثل كوم الراهب – كوم النمرود- الكوم الاحمر دلقام – الكوم الاحمر بنى غنى – منطقة اثار جبل الطير – منطقة اثار كمين الصحراوى الغربى بقرية مبارك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا على دعمكم المستمر